وسط انتشار الجوع في البلاد: إيران تسابق موسكو إلى ميناء اللاذقية والغضب الشعبي يتنامى!

وسط انتشار الجوع في البلاد: إيران تسابق موسكو إلى ميناء اللاذقية والغضب الشعبي يتنامى!
بالتوازي مع اعتمادها على سياسة التشيع وزراعة المزيد من الأحقاد الطائفية في سوريا، تواصل إيران على الصعيد الاقتصادي فصلاً جديداً من فصول السطوة والاحتلال، عبر دخولها في سباق اقتصادي واستراتيجي على ميناء اللاذقية ، بعدما  سيطرت روسيا على ميناء طرطوس ومصفاة بانياس، وأنشأت قاعدة عسكرية لها في حميميم.

خط تجاري من إيران!

مصادر خاصة في مرفأ اللاذقية قالت  لـ أورينت نت، إن ميليشيات موالية لإيران بدأت التجهيزات من أجل استقبال أولى سفن الشحن والتجارة الإيرانية، وذلك بعد إعلان إيران إنشاء خط تجاري من ميناء (بندر عباس) إلى ميناء اللاذقية، حيث شهد الميناء قبل أيام، تغييرات في كوادر الموظفين في الميناء، حيث تمت إقالة قسم المستودعات إضافة لإقالة رئيس قسم الفحص، وبعض عمال الرصف ونائب رئيس لجنة المشتريات، إضافة لـ 3 من مساعدي المهندسين في القسم الفني".

وأضافت: "صدر القرار بفتح الخط في الخامس عشر من شهر شباط الجاري، إلا أن التحضيرات لذلك كانت منذ أواخر العام الماضي، فالميناء الذي كان يخضع في السابق لسيطرة جهات نافذة تابعة لموسكو، ابتداءً من المدير وانتهاءً بالمُستخدمين، بات الآن ينتقل لسلطة إيران، وقد انتهجت الأخيرة نهج روسيا في السيطرة على المطار، حيث أطاحت بكبار الموظفين، وسلمت الإشراف المباشر على رسو السفن وشحن البضائع وأقسام التخزين لأشخاص يتبعون لها".

هكذا فرضت إيران نفسها

رغم أن مصادر الإعلام الموالية نقلت خبر فتح الخط التجاري بين بندر عباس الإيرانية واللاذقية السورية على هيئة (قرار سيادي)، إلا أن الحقيقة هو أن إيران فرضت نفسها وبالقوة في السيطرة على الميناء، سيما وأنها تمتلك العديد من الميليشيات المدعومة من قبلها في منطقة اللاذقية، أبرزها ميليشيات الأفرع الأمنية إضافة لفلول ميليشيات صقور الصحراء ومغاوير البحر التي كان يقودها (أيمن جابر)، والآن باتت عبارة عن مجموعات ميليشاوية تابعة لميليشيا (الدفاع الوطني)، وفلول العرين التي بات يقودها مؤخراً (سليمان ابن هلال الأسد)، وهذا ما دفع إيران لفرض نفسها بقوة، حيث كان ظاهر الأمر (خط تجاري سوري - إيراني)، وباطنه سيطرة إيرانية مطلقة على ميناء اللاذقية و بـ (البوط)".

وجاء في الخبر الذي اعتمدته مصادر إعلام أسد كخبر رسمي لـ (خط التصدير السوري - الإيراني) ما يلي: "‏رئيس غرفة التجارة الإيرانية السورية المشتركة كيوان كاشفي: تم إنشاء خط شحن منتظم من بندر عباس إلى ميناء ‎اللاذقية السوري وفي 10 آذار المقبل ستغادر أول سفينة شحن من بندر عباس الى ميناء اللاذقية، ومن المفترض أن تنقل هذه السفينة بضائع للتصدير من إيران إلى سوريا كل شهر... هذه الصادرات ستزيد من حجم صادرات إيران، وإذا زادت القدرة التجارية بين البلدين، فسيتم تخصيص المزيد من خطوط الشحن.. ويمكن لأي تاجر اختيار ‎سوريا كوجهة تصدير له إذا أراد".

وبحسب المصادر، فإن إيران تهدف من هذه الخطوة (لحس إصبعها)، بعد أن شعرت بنفسها أنها ستخرج خالية الوفاض (من المولد بلا حمص)، سيما وأنها لم تفلح في السيطرة على موارد جديدة لها من أجل دعم ميليشيات وإيجاد مصادر تمويل ثابتة لها، إضافة لخسارتها مراكز المدن الهامة خاصة تلك الواقعة في الوسط والشمال السوري كـ (حماة وحلب)، بعد أن اشتد عود الميليشيات المدعومة من موسكو وفرضت نفسها بالسلاح كـ (سيد للمناطق).

 

هكذا سيطرت روسيا على الميناء

وفي مطلع شهر شباط من العام 2019، رصدت أورينت نت سلسلة تعاميم أصدرتها المديرية العامة للموانئ، تضمنت (لأسباب مجهولة) إقالات لرؤساء أقسام ومدراء فنيين ومشرفين في الميناء دون ذكر الأسباب، حيث تمت المصادقة على القرارات الصادرة عن المديرية العامة للموانئ وتم تحويلها إلى المحكمة في اللاذقية التي صادقت بدورها على القرارات أيضاً.

ووفقاً لما ذكرته مصادر حينها لـ "أورينت نت"، فإن الغريب في الأمر هو السرعة وعنصر المفاجأة في هذه القرارات التي جاءت دون تمهيد أو إيضاح مسبقين إضافة إلى أن غالبية المقالين معروفين بولائهم الكبير لحزب البعث وقيادة الميليشيات، حيث صدر القرار بحق كل من (نائب مدير محطة الحاويات في مرفأ اللاذقية - وثلاثة مهندسين أحدهم مدير في قسم الروافع والآليات - ومدير المختبر المركزي التابع للمرفأ - إضافة لمسؤولين آخرين في المستودعات ومراكز التخزين ورؤساء أقسام)"، مشيرة إلى أن الإقالات تبعها زيارة لضباط روس إلى الميناء على شكل وفود تضمنت مهندسين وخبراء.

المرفأ التاريخي للبلاد

يعتبر مرفأ اللاذقية الذي أنشئ في خمسينيات القرن العشرين في عهد الرئيس هاشم الأتاسي، وأبو الاقتصاد السوري رئيس الوزراء خالد العظم، هو الميناء الأساسي في البلاد الذي لعب دورا في تنشيط التجارة البحرية، وفي إيجاد بديل بعد أن كانت سوريا تعتمد قبل ذلك على ميناء بيروت.. ويرى مراقبون أن استيلاء إيران على هذا الميناء وسط انتشار الجوع في سوريا، هو تعبير عن سياسة الأسد التدميرية التي ما يزال يكتب هو وأسياده فصولها المؤلمة.. والتي يقول مراقبون إنها تفاقم الغضب الشعبي في المناطق التي ما زالت تحت سيطرة ميليشياته. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات