الانتحار يتحول إلى ظاهرة في مناطق أسد ويُسجل أرقاما غير مسبوقة!

الانتحار يتحول إلى ظاهرة في مناطق أسد ويُسجل أرقاما غير مسبوقة!
تحول الانتحار  إلى ظاهرة لافتة في مناطق سيطرة أسد، فبعد أن كان السوريون لاينسون تفاصيل أي عملية انتحار لسنوات وذلك لندرتها، باتوا بحاجة لمركز إحصاء ومراقبة حتى يستطيع عدها خلال العامين الأخيرين.

هذا الكلام لم تختلقه الأورينت، كما هو الاتهام الجاهز الذي يروجه إعلام أسد لها، من أجل التحريض على نظام المقاومة والممانعة، والقول بأن مناطق أسد لم تعد مكانا يصلح للعيش، ولكنه كلام موثق من مصادر رسمية تابعة للنظام نفسه.

أرقام مخيفة!

فمنذ نحو أسبوع نشرت جريدة الجماهير التابعة للنظام موضوعا عن ظاهرة الانتحار في مناطق أسد، وكشفت عن أرقام وإحصاءات مخيفة في هذا المجال، مكتفية بالإشارة إلى أن الواقع الاقتصادي المنهار هو أهم أسباب وجود هذه الظاهرة واستفحالها والتي كانت لمئات السنين غريبة عن السوريين.

ونقلت الصحيفة المؤيدة عن رئيس الطبابة الشرعية في سوريا الدكتور زاهر حجو أن عدد حالات الانتحار زاد في عام 2020، بنسبة كبيرة جدا في مناطق سيطرة أسد، بلغت 73 حالة مسجلة.

فبينما سجل عام 2019 مئة و24 حالة انتحار، بلغت الحالات في عام 2020، مئة و97 حالة، موزعة إلى 135 من الذكور و 62 من الإناث وبينها 24 حالة انتحار لقصّر (تحت سن البلوغ ).

ولفت حجو إلى أنه قبل عام 2019 لم يكن هناك إحصاءات لعمليات الانتحار في البلاد، مشيرا إلى أن هذه الحالات توزعت على عشر محافظات تصدرتها حلب و ريف دمشق.

وفي حلب حيث تصدر صحيفة الجماهير المؤيدة، قال رئيس الطبابة الشرعية التابعة لنظام أسد فيها، الدكتور "هاشم شلاش"، إن عدد حالات الانتحار في المحافظة ارتفع إلى 36 حالة موثقة خلال عام 2020، بزيادة 11 حالة عن عام 2019.

وبحسب الصحيفة -وليس من عند أورينت- فقد تصدر الواقع الاقتصادي المتردي والمنهار في ظل منظومة الأسد السبب الأول وراء عمليات الانتحار، فجميع من قابلتهم الصحيفة بدءا من رئيس الطبابة الشرعية نفسه، اعتبروا الواقع الاقتصادي والمعيشي المنهار في البلاد السبب الأهم وراء استفحال هذه الظاهرة.

كما تضمنت الإحصاءات عددا من كبار السن، ثلاثة منهم في حلب لوحدها خلال الفترة الأخيرة، وعزا رئيس هيئة طبابتها الشرعية تلك الحالات للوضع الاقتصادي المتردي أيضا، إضافة إلى الرعاية الصحية التي طالب شلاش الدولة كما أسماها – أي نظام أسد- بتوفيرها لهؤلاء الكبار في السن، خاصة أن معظمهم تركه أولاده وهاجروا خارج البلاد، دون أن يذكر بالطبع أسباب هجرتهم ومن هجرهم.

أبرز طرق الانتحار

وتنوعت طرق الانتحار وفي مقدمتها الشنق ثم الانتحار بمبيد حشري وإطلاق النار إضافة إلى التسمم الدوائي والحروق.

ورغم أن أحد الذين التقتهم الصحيفة التابعة لنظام أسد وهو "خالد قولي"، أخصائي طب نفسي، رأى أن الحد من ظاهرة الانتحار، يتطلب رفع الوصمة عن الأمراض النفسية، كي يزول خجل المواطنين من العلاج قبل تفاقم حالتهم، لأن الطب النفسي قد يمنع الانتحار.

إلا أنه لم يجد بداً من التأكيد على تحسين المستوى المعيشي، مناشدا هو ومعظم من التقتهم الصحيفة بشكل غريب المنظمات ونظام أسد – الذي يسرق المساعدات التي تقدمها تلك المنظمات-لإنقاذ الناس مما هم فيه من واقع معيشي أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه مأساوي.

وبعد أيام قليلة فقط من تحقيق الصحيفة الموالية الذي بدا كأنه يستجدي نظام أسد ليرأف بحال من يعيشون في كنفه، سجلت اللاذقية حالة انتحار وتلتها بثلاثة أيام حالة أخرى في حماة.

ففي حماة أقدم شاب يبلغ من العمر 17 عاما، ويدعى عبد الرحمن القشاش على الانتحار شنقا بحي المشتل غرب المدينة دون معرفة الأسباب التي تقف وراء ذلك، إلا أن صفحات مؤيدة قالت إنه لا يعاني من أي اضطرابات أو مشاكل نفسية.

وأما في اللاذقية فعُثر على جثة شخصا يبلغ من العمر 47 عاما، بعد فقدانه لمدة 3 أيام، ليتبين أنه انتحر شنقاً.

بلد الخوف

وفي وقت أعرب فيه عدد كبير من الموالين لنظام أسد والذين يعيشون في مناطقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أسفهم لإنهاء الشباب حياتهم بهذه الطريقة، أرجع آخرون الأسباب إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي يعاني منها من يقطن في مناطق سيطرة النظام، وقال بعضهم ” من هالوضع الزبالة والذل بهالبلد رح يخلينا كلنا نعمل متلو”، وأضاف آخرون أن الشباب ينتحرون بسبب “ضغوط الحياة”.

لكن معظمهم لم يجرؤ على لوم المتسبب الحقيقي الذي أوصل البلاد والشباب إلى هذا الحال المزري، ليكتفي أشجعهم بالإشارة والتلميح فقط، حتى إن صحيفة الجماهير  لم تجرؤ أن تضع في عنوان تحقيقها الأسباب الاقتصادية رغم أنه السبب الأهم الذي يدور عليه التحقيق، في حين وضعت سببا هي نفسها شككت بحقيقته أثناء التحقيق، ألا وهو  "من أسبابها الخيانة على وسائل التواصل الاجتماعي".

وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام من أزمة اقتصادية خانقة، أدت خلال السنوات الأخيرة لارتفاع ملحوظ في معدلات الفقر في البلاد، التي قارب الـ90 بالمئة بحسب أحدث تقارير الأمم المتحدة.

وقبل أيام، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن 60% من سكان سوريا أي ما يعادل أكثر من 12 مليون شخص، يواجهون أسوأ أزمة انعدام تام للغذاء، معربة عن شعورها بالقلق من هذه الأعداد.

وبينما تخرج صور يومية لسوريات وسوريين يأكلون من القمامة في مختلف المحافظات، وتسجل الإحصاءات نسبا تفوق الخيال للمعدمين في سوريا، فإنه بين فينة وأخرى تنفلت صورة من هنا وفيديو من هناك لضباط وشبيحة أسد وأبناء مسؤوليه وأبناء أذرعه الاقتصادية وعناصر ميليشياته الطائفية وهم يسكرون ويعربدون في المقاصف ملقين مئات الألوف في أحضان الراقصات والمغنيات، أو يتسابقون لاستعراض سياراتهم الفارهة في بلد لايجد أبناؤه الوقود أو الكهرباء لتدفئة أطفالهم.

 

التعليقات (1)

    سوري ابن البلد

    ·منذ 3 سنوات شهر
    من الضعف ان اقتل نفسي من الظروف ان لم امت من تجويعي ؟؟ شعب عبد
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات