أورينت نت تحقق: هل تلعب المناشدات الإعلامية دورا في فتح الحدود التركية أمام الحالات المرضية والإنسانية؟

أورينت نت تحقق: هل تلعب المناشدات الإعلامية دورا في فتح الحدود التركية أمام الحالات المرضية والإنسانية؟
تعتبر مسألة تحويل مرضى الحالات الحرجة في الشمال السوري.. إحدى المشكلات اليومية التي تطرح نفسها على الملايين ممن يعيشون في تلك المناطق، وخصوصا بعد أن عملت ميليشيات أسد الطائفية, والاحتلالان الروسي والإيراني خلال سنوات على تدمير البنى التحتية والمشافي والمنشآت الطبية بشكل ممنهج ومقصود، ولا سيما مع الحملة العسكرية الأخيرة مطلع عام  2019  والتي دُمرت من خلالها قرابة الـ (50) منشأة طبية.

التحقيق التالي يقف على آلية التحويل الطبي إلى المشافي التركية وطبيعة الإجراءات والاتفاقات التي أبرمت لتسهيلها.. وكيف يتفاعل الأتراك مع المناشدات الإعلامية على السوشيال ميديا.

من هم المخولون بالتحويل الطبي؟

يقوم الأطباء المتخصصون العاملون في العيادات الخارجية لمشفى باب الهوى بفحص المرضى وتقرير ما إن كان وضعه يستوجب الدخول الى المشافي التركية أم لا، وحول آلية التحويل تحدث لأورينت نت (مازن علوش)  مدير العلاقات العامة في معبر باب الهوى فقال:

 "يراجع المريض العيادات الخارجية مصطحباً الأوراق الثبوتية، ويتم تحويل الحالات الى مكتب التنسيق الطبي في نهاية كل أسبوع ليُعاد ترتيبها وإعطاء الأولوية للحالات الساخنة والمستعجلة، والتي كانت حالات التحويل مقتصرةً عليها".

وأضاف (علوش)  موضحاً: "المخولون بالتحويل الطبي إلى تركيا هم الأطباء المتعاقدون في العيادات الخارجية لمشفى باب الهوى ومشفى الهاند للأمراض النسائية في مدينة أطمة، والدكتور صفوان سجناوي لأمراض الدم ومشفى الأورام في مدينة إدلب،  قبل أن يتم التعاقد مع مشفى إدلب الجامعي موخراً".

اتفاق مشفى إدلب الجامعي

مع افتتاح مشفى إدلب الجامعي قبل نحو شهرين وما شكّله من قفزة نوعية في مجال التدريب الطبي وتقديم خدمات العلاج المجاني لشريحة واسعة من المواطنين، تم مؤخراً الاتفاق بينه وبين المكتب الطبي بمعبر باب الهوى والذي تحدث عنه الدكتور (أحمد الجرك)  مدير مشفى إدلب الجامعي قائلاً "تم اعتماد ست عيادات جديدة في مشفى إدلب الجامعي وهي الداخلية والداخلية الهضمية والداخلية العصبية والنسائية والأطفال والجلدية، ويراجع المريض المشفى وتُجرى له الاستقصاءات اللازمة من تحاليل وصور وتُرسل جميع البيانات للمكتب الطبي في معبر  باب الهوى لتزويد المريض بموعد دخوله إلى المشافي التركية.

وأضاف (الجرك) بأنه: " تم اعتماد مشفى إدلب الجامعي للتحويل الطبي منذ مطلع شهر فبراير/ شباط الجاري، باعتباره المشفى التعليمي الوحيد،  ويتوسط المنطقة المحررة جغرافياً ويوفر على المواطنين عناء السفر لعيادات مشفى باب الهوى الحدودي مع تركيا للتحويل إلى المشافي التركية".

من جهته أفاد (مازن علوش)  مدير العلاقات العامة في معبر باب الهوى أن الاتفاق مع مشفى إدلب الجامعي "جاء بهدف التخفيف عن المدنيين بالدرجة الأولى وزيادة عدد الجهات المخولة بالتحويل الطبي للمشافي التركية، حيث يتم دراسة الحالات والتنسيق مع الجهات التركية وتزويد المريض بيوم للمقابلة لتثبيت موعد السفر، ويتم تحويل خمس عشرة حالة يومياً إلى تركيا باستثناء يومي السبت والأحد".

وأضاف (علوش)  "تم إنشاء منظومة تتبع للحالات المرضية في تركيا التي لا يُسمح بدخول مرافق لها، عبر فريق طبي متكامل في غالبية المشافي التركية لخدمة المرض وليكونوا صلة وصل بينهم وبين ذويهم".

هل يستجيب الأتراك للمناشدات الإعلامية وكيف تصلهم؟ 

مع اتساع رقعة الإعلام الاجتماعي، وازدهار عصر السوشيال ميديا وسهولة إيصال الصوت والصورة، أصبح من الممكن بسهولة مناشدة المعنيين لتقديم العون والمساعدة المختلفة ومنها الدخول إلى تركيا لتلقي الخدمات الطبية.

وحول انتشار ظاهرة المناشدات الإعلامية  يقول ( مازن علوش) مدير  العلاقات العامة في معبر باب الهوى:

" تلعب المناشدات الإعلامية وتسليط الضوء على الحالات الإنسانية من قبل الناشطين الإعلاميين او الوكالات والقنوات التلفزيونية، دوراً بارزاً في السماح بدخولها للمشافي التركية، وخاصةً إبان إشتداد أزمة فيروس كورونا وتوقف حالات الإحالة والتشديد على العبور، وحالياً تدخل حالات المناشدات الإعلامية تحت بند الحالات المرضية الباردة، التي تم موخراً السماح بدخولها لتركيا وبأعداد لا بأس بها بعد الاتفاق الأخير مع مشفى إدلب الجامعي، وتصل المناشدات للحكومة التركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق إعلاميين أتراك يتابعون مثل تلك الحالات ويقومون بدورهم بالتواصل مع الوالي لاستصدار الموافقة بدخول الحالة للمشافي التركية، ضمن الخمس عشرة حالة المسموح بدخولها يومياً في الوقت الراهن" وهذا ما أكده (علاء اليوسف) الناشط الإعلامي بقوله: " أكثر من تسعين بالمئة من الحالات الإنسانية المصورة المتضمنة ضرورة الدخول للمشافي التركية، تم قبولها والتعامل معها عن طريق وزارة الصحة التركية أو الهلال الأحمر، ومن النادر عدم التعامل مع حالات مماثلة إلا أن تكون حالات طبية باردة جداً ويمكن علاجها أو تقديم العلاج لها في الداخل السوري".

الحالات الباردة.. والتخفيف عن المدنيين

وتأتي أهمية الاتفاق الاخير بين مشفى إدلب الجامعي ومعبر باب الهوى في السماح لحالات طبية كثيرة جداً بالتحويل إلى المشافي التركية بعد أن كانت تعتبر حالات باردة في المصطلح الطبي على الرغم من عدم وجود علاج مناسب لها في المناطق المحررة، بذريعة وجود حالات مرضية أكثر اضطراراً للتحويل الخارجي.

من جهتها عبرت السيدة (أم أحمد) المهجرة من ريف حماة، عن أملها بشفاء ابنها المريض بعد أن تم السماح لمثل حالته الدخول إلى المشافي التركية وتلقي العلاج المناسب، وتحدثت لأورينت نت قائلة "ابني تعبان كتير.. مصاب بضمور عضلي منذ الولادة ولا يوجد علاج مناسب له في المناطق المحررة،  ورغم ذهابي به إلى باب الهوى لأكثر من مرة إلا أنه لم يُسمح لي بإدخاله إلى تركيا، واليوم بعد مراجعتنا لمشفى إدلب الجامعي وفحصه،  تم تسجيله في قوائم الحالات المستوجبة للإحالة الطبية وإن شاء الله خير".

وبسؤالنا عن الوضع الصحي للطفل احمد أجاب الدكتور (ياسر كنش) أخصائي الأمراض العصبية قائلاً  "وصل الطفل أحمد ذو الأربع سنوات للعيادة العصبية في مشفى إدلب الجامعي بشكاية رخاوة معممة خاصة على مستوى عضلات الرقبة إضافة ً لغياب منعكسات وترية،  والحالة السريرية تتماشى مع ضمور عضلي شوكي،. وتم إرسال بياناته للمكتب الطبي لدخول المشافي التركية بهدف إجراء الدراسة الجينية لتأكيد التشخيص".

البحث عن حلول مناسبة

الجدير بالذكر أن محافظة إدلب شهدت ولا تزال  ازدياداً سكانياً كبيراً الأمر الذي شكل ضغطاً على القطاع الطبي بشكل خاص كون الحاجة إليه متزايدة في ظل نقص التجهيزات الطبية والعلاجات المناسبة، وتسعى الجهات المعينة فيها إلى إيجاد حلول مناسبة عبر قرارات وتنسيق مستمر مع عدت جهات للنهوض بالواقع الطبي وغيره نحو الأفضل والتخفيف عن المدنيين قدر المستطاع .

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات