ماري كالفن الصحفية الشجاعة التي نقلت جرائم أسد وقتلتها مخابراته

ماري كالفن الصحفية الشجاعة التي نقلت جرائم أسد وقتلتها مخابراته
ما تزال كلمات الصحافية الأمريكية ماري كولفن حول وحشية قصف ميليشيات أسد المدنيين في حمص تتردد في أصداء وسائل إعلام عالمية تحيي اليوم الذكرى السنوية على مقتل كالفن في سوريا.

إذ يصادف اليوم الذكرى التاسعة على مقتل مراسلة صحيفة "صانداي تايمز" الأمريكية ماري كالفن في سوريا، والتي لقيت مصرعها بقصف صاروخي مركز صبّ نيرانه على حي بابا عمرو غرب مدينة حمص وسط سوريا يوم 21 من شباط عام 2012، لكن كالفن لم تصمد أمام هول وحشية أسد ففارقت الحياة صباح اليوم التالي إلى جانب المصور الصحافي ريمي أوتشليك.

خاضت كالفن تجارب صحفية عدة غطّت خلالها النزاعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط، كما غطّت صراعات في دول أخرى كالشيشان وكوسوفو وزيمبابوي وسيريلانكا وتيمور الشرقية، لتختتم رحلتها في سوريا بصدمة.

حيث تحدّثت ماري كالفن مراراً عن هول ما شاهدته من انتهاكات ميليشيات أسد بحق المدنيين العزّل، حينَها وصفت ماري قصف ميليشيات أسد بالقاسي، ووثقت هجمات القناصة على المباني المدنية والاستهداف المُتعمّد للناس في شوارع حمص من قبل الميليشيات، واصفةً قصف حمص بأنه "أسوأ صراع واجهتهُ على الإطلاق".

لكن تغطيات كالفن لم يُكتب لها الاستمرار، فبعيد ظهورها في بث مباشر مساء يوم 21 من شباط على قناة بي بي سي والقناة الرابعة البريطانية وسي إن إن وآي تي إن عبر خدمة الهاتف الفاضي، وجه نظام أسد نيرانه إلى كالفن بعد أن اعترضت إشارات اتصالاتها.

في صباح يوم 22 من شباط، أعلن رسمياً عن وفاة الصحافية ماري كالفن والمصور ريمي أوتشليك "عبر عبوة ناسفة بدائية الصنع مملوءة بالمسامير زرعها الإرهابيون خلال فرارهم من مبنى إعلامي غير رسمي" بحسب زعم إعلام نظام أسد. الأمر الذي نفاه لاحقاً المصور بول كونروي الذي كان برفقة كولفين وأوتشليك ونجا من الهجوم بأعجوبة، مؤكداً أن كالفن وأوتشليك كانا يحزمان معداتهما عندما أصابت نيران المدفعية السورية مركزهما الإعلامي .

كانت كالفن بين قلة من الصحفيين الذين استطاعوا بأعجوبة التسلل إلى الأراضي السورية رغم القبضة الأمنية لنظام أسد على الصحافيين وقتئذ، فمع حلول شباط عام 2012، عبرت كالفن إلى سوريا على متن دراجة نارية لتغطية قصف ميليشيات أسد لمناطق مدنية واستهدافها للمشافي والمكاتب الإعلامية الثورية.

لم يجد القضاء سبيلاً لمحاكمة المتورطين في قتلها رغم مرور قرابة عقد من الزمن، إلا أن محكمة مقاطعة كولومبيا الأمريكية حملت نظام أسد عام 2019 مسؤولية قتل الصحافية ماري كالفن في حمص، وقضت بتغريم النظام بـ 302 مليون دولار مطالبةً إياه بدفع 2.5 مليون دولار كتعويض لأخت كالفن و 11.836 دولاراً بدل عن نفقات الجنازة.

لكن نظام أسد اعتبر قرار المحكمة "سياسياً بامتياز وتحصيناً سياسياً وقانونياً للإرهابيين"، واتهم ضحيته كالفن بدخول الأراضي السورية دون علم الجهات المعنية"، ومقتلها جاء "محض صدفة" بحكم وجودها حيث كان يوجد الإرهابيون"، بحسب ما ذكرته صحيفة "الوطن" الموالية.

عرف عن كالفن إنقاذها لحياة 1500 امرأة وطفل من مُجمعٍ كانت تحاصره القوات المدعومة من إندونيسيا عام 1999 خلال تغطيتها للحرب الأهلية هناك، حيثُ رفضت التخلي عنهم وبقيت برفقة قوة تابعة للأمم المتحدة، ما أكسبها شهرة على الصعيدين الإعلامي والإنساني.

 وتخليداً لذكراها، أنشأت عائلتها صندوق ماري كولفين التذكاري بدعم من مؤسسة لونغ آيلاند المجتمعية والتي تسعى جاهدةً لتقديم تبرعات باسمها، كما أسست جامعة ستوني بروك مركز ماري كولفن للتقارير الدولية.

بالتوازي مع ذلك، باشر عدد من محامي عائلة كالفن عام 2016 برفع دعاوى مدنية ضد نظام أسد سعياً وراء الحصول على دليل يثبت تورط مسؤولين في النظام بإصدار أوامر مباشرة بقتل ماري في حمص.

وفي عام 2018، صدر فيلم "حرب خاصة" يحكي قصة الصحافية ماري كولفن، والتي لعبت دورها الممثلة روزاموند بايك.

وسبق لسوريا أن تصدرت قائمة أكثر الدول فتكاً بالصحافيين عالمياً بحسب التصنيف العالمي الصادر عن "لجنة حماية الصحافيين"، حيث وبلغ عدد الإعلاميين الذين وثقتهم “رابطة الصحفيين السوريين” منذ 15 من آذار 2011 حتى عام 2019 نحو  452 إعلامياً منهم 33 إعلامياً قضوا تحت التعذيب في سجون أسد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات