من لبنان إلى "أوروبا الأسد": سوريون يعودون إلى حضن الوطن بعد رحلة خداع!

من لبنان إلى "أوروبا الأسد": سوريون يعودون إلى حضن الوطن بعد رحلة خداع!
باتت مسألة الهجرة إلى الدول الأوروبية الشغل الشاغل للسوريين في شتى دول الجوار السوري وخاصة لبنان، التي يعاني السوريون فيها من عنصرية مطلقة واعتداءات شبه يومية، إضافة لكونها طموح كل شخص بات يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل بلد قسّمته الطوابير، وفتك به فساد نظام هجّر الملايين وقتل مئات الآلاف قصفاً وحرقاً وتعذيباً.

"يضرب حظ السوري شو معتّر" هي جملة لطالما رددها آلاف السوريين للتعبير عن حظهم العاثر في الكثير من المواقف واللحظات، خلال رحلة لجوء وهجرة بدؤوها منذ أن أعلن نظام أسد وميليشياته الطائفية الحرب على الشعب السوري، وذلك بسبب ما رؤوه وتعرضوا له وما زالوا يتعرضون له على طرقات الهجرة أو في الدول التي لجؤوا إليها"، إلا أن ما جرى مؤخراً في لبنان ليس حظاً عاثراً فحسب، بل يرقى الأمر إلى سوء أقدار أعاد الفارين جحيم أسد إلى جلّادهم على يد مهربين وعناصر مافيا لبنانية.

من لبنان إلى أوروبا الأسد

وقالت مصادر خاصة لـ "أورينت نت"، إن مجموعة أشخاص يبلغ عددهم نحو 130 شخصاً، اتفقوا مع مهربين لبنانيين (أحدهم من آل الحركة) من سكان بيروت، من أجل إيصالهم إلى (قبرص اليونانية)، ومنها إلى دول أوروبا الغربية، وقد تم الاتفاق أن يتم دفع مبلغ 650 دولارا أمريكيا عن كل شخص، وتم الاتفاق على الرحلة، وخرج نحو 130 شخصاً على متن قاربين، يتبعهما المهربون بواسطة قارب صغير، وبعد مسير دام لنحو ساعة ونصف الساعة، لاحت من بعيد يابسة، فطلب المهربان من ركاب القوارب توجيه قواربهم إلى اليابسة، وبالفعل تم توجيه القوارب إلى اليابسة".

وأضافت: "بعد اقترابهم أكثر من اليابسة، حاصرتهم زوارق على متنها عسكريون، ليتبين لهم فيما بعد أنهم وصلوا إلى شواطئ بانياس التابعة لمحافظة طرطوس وليس شواطئ قبرص كما تم الاتفاق عليه، فيما نجا المهربان وعادا من حيث أتيا بعد أن دعوا من كان في القارب لاتخاذ الاتجاه المؤدي لليابسة".

 

عمليات تسليم للاجئين

وأكدت مصادر أخرى في لبنان لـ أورينت نت، إن "موضوع خداع اللاجئين وتسليمهم لنظام أسد عبر الحدود من لبنان ليس بالجديد، فقد سبق أن قامت مجموعة مهربين بتسليم نحو 15 شاباً كانوا قد اتفقوا معهم على تهريبهم من لبنان إلى ريف دمشق لنظام أسد، وذلك فترة سيطرة المعارضة على مناطق واسعة في القلمون الغربي، حيث كان الاتفاق أن يتم توصيلهم إلى بلدة (قارة)، حيث ساروا بهم في الجبال قبل أن يجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع حاجز لميليشيات النظام هناك".

وأضافت: "بعد مؤتمر اللاجئين بدأ اللاجئون السوريون في لبنان بالتحفظ تجاه هكذا رحلات، إلا أن الرحلة الأخيرة التي تمت على أنها إلى أوروبا لم تكن تستدعي الشك، كان هناك قوارب وخرائط وترسيم لطريق الرحلة، وكيفية الوصول إلى قبرص اليونانية، ثم كيفية الخروج من قبرص باتجاه السواحل الإيطالية، كان كل شيء يبدو في ظاهره جيداً وحقيقياً، إضافة إلى أن ضيق الحال ومأساة السوريين في لبنان وكأنها أعمت على بصيرتهم ودفعتهم فوراً للموافقة على الرحلة".

 

نظام أسد يبتكر رواية على طريقته

على الرغم من أن جميع الروايات أكدت أن الذين خرجوا على متن تلك الرحلة المشؤومة كانوا من اللاجئين السوريين في لبنان، وأنه جرى تسليمهم إلى سلطات أسد وزبانيته في جحيم بلادهم، إلا أن نظام أسد وآلته الإعلامية أبوا إلا أن يختلقوا الروايات كما عهدهم السوريون، حيث نشرت صفحات موالية لنظام أسد، رواية نقلاً عن مصدر مسؤول في الشركة السورية لنقل النفط في بانياس بمحافظة طرطوس (لم تسمه) قالت فيها: "دفعوا 600 دولارا بداعي الهجرة فوجدوا أنفسهم على شواطئ بلادهم... أكد مصدر مسؤول في الشركة السورية لنقل النفط في “بانياس” بمحافظة “طرطوس” صحة المعلومات المتداولة، عن وصول زورق محمل بمهاجرين سوريين كانت نيتهم الهجرة، قبل أن يجدوا أنفسهم على شواطئ بلادهم مجدداً، وأن نحو 106 أشخاص بينهم أطفال ونساء، تعرضوا للخداع من قبل اثنين من المهربين جنسيتهما لبنانية، وكان من المقرر نقلهم بزورقين ضخمين إلى إحدى الدول البحرية المجاورة بهدف إيصالهم إلى أوروبا لاحقاً، حيث أخبرهم أحد المهربين بأن عطلاً طرأ على المركب الآخر، ويجب قطره للشاطئ".

 

وأضاف المنشور: "بالفعل هذا ما حدث، وخلال الاقتراب من الشاطئ ارتطم المركب بالصخور البحرية، ما اضطر الجميع للنزول فوراً، وذلك في تمام الساعة الـ 3 من صباح 11 شباط الجاري، وفق المصدر، مضيفاً أنهم نزلوا في موقع “عرب الملك” التابع للشركة السورية لنقل النفط، وفور تلقي النبأ، تم إبلاغ خفر السواحل، الذين جاؤوا بالطعام والشراب والبطانيات لإدراك السوريين الذين كانوا بحالة مأساوية نتيجة البرد الشديد".

 

لاجئون وليسوا مهاجرين!

النقطة الأبرز في منشور آلة أسد الإعلامية لم يكن قصة الوصول بل توصيف (العائدين للوطن)، إذا تعمدت صفحات أسد نقل الصورة على أن من وصلوا إلى (شواطئ بلادهم)، هم من المقيمين فيها وأنهم غادروا قبل فترة قصيرة إلى لبنان من أجل هذه الرحلة، في وقت تؤكد فيه مصادر أن كل من كانوا على متن الزورقين هم من اللاجئين السوريين في لبنان، ويقطنون في لبنان منذ عدة سنوات، وأن عملية تأمين البطانيات وغيرها ما هي إلا "عملية نقل هؤلاء إلى ما وراء الشمس" كما هو معروف لدى السوريين.

التعليقات (2)

    احمد ابو ايمن

    ·منذ 3 سنوات شهر
    الصحفي الي كتب النص كزاب طولت للبحر 31ساعه عطل متور بلم معاهم وضيعو الطريق وكل العالم طلعت ماعدا كم واحد

    KHALED EL AJLANI

    ·منذ 3 سنوات شهر
    شكرا اورينت ، ثابروا توثيق ونشر معاناة الشعب العربي السوري ، وفضح اجرام اسد وحلفاؤه "العولميين".... اضافة تتبعا يوميا لما الت اليه شؤون ملفات المحكمة الدولية ، ودعوة السوريين للمرابطة الدائمة ومحاصرة بناء المحكمة الدولية.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات