الخطاب الأول من نوعه.. بايدن يُصعّد ضد روسيا وإيران والصين ويعلن استراتيجية من 3 نقاط لمواجهتهم

الخطاب الأول من نوعه.. بايدن يُصعّد ضد روسيا وإيران والصين ويعلن استراتيجية من 3 نقاط  لمواجهتهم
اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الديمقراطية تواجه هجوما عالميا من الاستبداد، مستخدما لهجة تصعيدية ضد روسيا وإيران والصين، وذلك في خطاب له هو الأول من نوعه منذ استلامه الحكم في  20 كانون الثاني الماضي يشرح من خلاله سياسة بلاده الخارجية.

وتعهد أمس في خطاب ألقاه أمام مؤتمر ميونخ السنوي للأمن، المنعقد عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد-19، بمواجهة ما أسماه التهور الروسي والخطر الإيراني في الشرق الأوسط والتهديدات الصينية، بحسب وكالة فرانس برس.

وفي سبيل ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي عن استراتيجية جديدة لبلاده تقوم على ثلاث نقاط، أولها تعزيز تحالف الأطلسي (حلف الناتو)، والثانية التشاور وإعادة الشراكة الاستراتيجية مع دول الاتحاد الأوروبي، والثالثة التشارك مع أوروبا بفوائد النمو وذلك لمواجهة التهديدات الاقتصادية بعيدة المدى مع الصين.

العلاقة مع أوروبا

وقال بايدن من البيت الأبيض "أتحدث إليكم اليوم كرئيس للولايات المتحدة، في بداية إدارتي، وأبعث برسالة واضحة إلى العالم: الولايات المتحدة عادت، لقد عاد التحالف العابر للأطلسي".

وأضاف، إن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين يجب أن يثقوا مرة أخرى في قيادة واشنطن، مشيرا إلى أن بلاده مصممة وعازمة على إعادة التعامل مع أوروبا والتشاور معها واستعادة مكانة أمريكا المتمثلة في القيادة الموثوقة"، على حد تعبيره.

وقال بايدن مخاطبا الدول الأوروبية "لقد استمرت شراكاتنا ونمت على مر السنين لأنها متجذرة في ثراء قيمنا الديموقراطية المشتركة".

ولفت بايدن إلى أنّ القوة الجماعية هي الطريقة الوحيدة للنجاح عندما تكون المنافسة العالمية بين الديمقراطية والاستبداد، في إشارة إلى دول مثل الصين وروسيا وإيران.

وتابع:"في العديد من الأماكن، بما في ذلك في أوروبا والولايات المتحدة يتعرض التقدم الديموقراطي للهجوم".

"التهور الروسي والخطر الإيراني" 

وحذّر الرئيس الأمريكي بشدة من التهديدات التي تشكلها روسيا والصين وإيران، مشددا على ضرورة التصدي لتلك الأخطار.

وفيما يتعلق بروسيا قال بايدن :"إن الكرملين يهاجم ديمقراطياتنا... يستخدم الفساد كسلاح لمحاولة تقويض نظام حكمنا".

وتابع :" يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإضعاف المشروع الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".

وأضاف "يريد تقويض الوحدة عبر الأطلسي وعزيمتنا" إذ إنه من الأسهل بكثير بالنسبة للكرملين الترهيب وتهديد الدول منفردة بدلا من التفاوض مع مجتمع عابر للأطلسي قوي وموحد.

وبخصوص إيران، دعا بايدن إلى ضرورة التصدي لتصرفات إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا في الوقت نفسه إلى نية بلاده الانخراط في محادثات مجموعة "5+1" بشأن برنامج طهران النووي، لكنه لم يحدد موعدا محددا أو جدولا زمنيا لذلك.

وفيما يتعلق بالصين، حضّ بايدن حلفاء بلاده على العمل معا لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الصينية.

وقال "علينا الاستعداد معا لمنافسة استراتيجية بعيدة الأمد من الصين... علينا ضمان أن تتم مشاركة فوائد النمو بشكل واسع وبالتساوي، ليس من قبل البعض فقط".

وتابع "يمكننا مواجهة انتهاكات الحكومة الصينية الاقتصادية والإكراه وتقويض أسس النظام الاقتصادي العالمي".

وأكّد أنّ "الشركات الصينية يجب أن تخضع لنفس المعايير" الشديدة التي تواجهها الشركات الأمريكية والأوروبية الموجودة في الصين.

كما دعا في خطابه إلى التعاون لمواجهة فيروس كورونا "في كل مكان"، وذكر أن هناك حاجة للتعاون من أجل مواجهة الانتشار النووي.

أوروبا ترحب بالنهج الجديد 

وحظي النهج الذي طرحه بايدن بردة فعل جيدة في أوروبا.

وقالت ميركل في حديثها للصحافيين بعد القمة الافتراضية لمجموعة السبع "من الواضح أن التعددية ستحظى مرة أخرى بفرصة أقوى".

وتابعت "تعزز نهج التعددية خصوصا من خلال تغير الحكومة الأمريكية. أظهرت إدارة بايدن ذلك من خلال أولى قراراتها" بشأن العودة إلى اتفاق باريس للمناخ ودعم منظمة الصحة العالمية".

وأكّدت أيضا تحذير بايدن بشأن روسيا، قائلة في مؤتمر ميونيخ "من المهم جدًا أن نطور سياسة عبر الأطلسي تجاه روسيا".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن على أوروبا أن تكثف جهودها لضمان أمنها.

وأفاد في كلمته أمام المؤتمر "إذا كنا نعتمد بشكل كبير على الولايات المتحدة داخل حلف شمال الأطلسي فيمكننا أن نضع أنفسنا في موقف أننا لم نعد نتمتع بالحماية على حدودنا".

ويعتبر المؤتمر أول محطة للرئيس بايدن يخاطب فيها الأوروبيين، بعد تراجع العلاقات إلى أدنى مستوى لها في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وهو بذلك أول رئيس أمريكي يتحدث في مؤتمر الأمن الذي تأسس قبل 58 عاما.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات