التسمم بالرصاص.. خطر يهدد مخيماً للاجئين في اليونان ومنظمة دولية تطلب التحرك

التسمم بالرصاص.. خطر يهدد مخيماً للاجئين في اليونان ومنظمة دولية تطلب التحرك
نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم الأربعاء، وثيقة تسلط الضوء على الحاجة الملحة لمزيد من الاختبارات وتدابير السلامة حول وجود مخاطر للتسمم بالرصاص، في مخيم مافروفوني للاجئين الذي بني فوق ميدان رماية سابق في جزيرة ليسبوس اليونانية.

وقالت المنظمة في وثيقة صدرت اليوم إن "الحكومة اليونانية أجرت اختبارات للتربة وأظهرت وجود مستويات الرصاص غير الآمنة، لكن رغم ذلك لم تتخذ سوى الحد الأدنى من إجراءات السلامة للتخفيف من أخطر المخاطر الصحية، وتستمر الآن في التقليل من المخاطر".

وأضافت المنظمة أن "التقرير الذي نشرته الحكومة اليونانية في 27 يناير / كانون الثاني 2021، بعد عرضه على خبراء متخصصين قالوا إنه يظهر نتائج اختبارات محدودة وطبق بمعايير خاطئة على بعض نتائج العينة، كونه أظهر وجود تلوث في بعض مناطق المخيم وليس بأكمله، ما أدى إلى عدم إبراز الحقيقة".

وعقب ذلك بعثت هيومن رايتس ووتش برسالة إلى الحكومة اليونانية في أوائل نوفمبر / تشرين الثاني تدعوها إلى اختبار موقع المخيم بالكامل، الذي يعيش فيه 6900 امرأة ورجل وطفل في جزيرة ليسبوس.

وبررت المنظمة ذلك بأن 21 ألف متر مربع من المخيم، كانت ساحة لإطلاق النار بالأسلحة الصغيرة منذ عام 1926 حتى افتتاح المخيم في سبتمبر / أيلول 2020، وهو موقع ملوث بالرصاص شديد السمية، خاصة للأطفال والحوامل.

ودعت هيومن رايتس ووتش في الوثيقة لإجراء اختبار سريع للتربة بتكليف من الحكومة اليونانية ونشر النتائج على الملأ في خطوة إيجابية وضرورية لحماية صحة السكان والموظفين. 

وحثت المنظمة السلطات اليونانية إبلاغ المقيمين، لا سيما من لديهم أطفال صغار، حوامل أو مرضعات، بالمخاطر الصحية المرتبطة بالتعرض للرصاص، وتقديم اختبار مستوى الرصاص في الدم مجاناً.

وأضافت الوثيقة أن "التعرض للرصاص يمكن أن يسبب ضررا مدى الحياة، وعلى الحكومة الاستماع إلى خبراء الصحة البيئية الذين ينصحون باتخاذ إجراءات فورية لتقييم ومعالجة المخاطر الكاملة للمقيمين والموظفين في المخيم، لتخفيف الضرر."

وعرضت المنظمة المخاطر التي يمكن أن يسببها الرصاص فهو معدن شديد السمية للبشر عند تناوله أو استنشاقه، خاصة للأطفال الصغار وأثناء الحمل والرضاعة، كما أن المستويات المرتفعة يمكن أن تضعف وظائف الجسم العصبية والبيولوجية والمعرفية، ما يؤدي إلى عوائق التعلم والإعاقة؛ والمشاكل السلوكية؛ وضعف النمو؛ وفقر الدم؛ وتلف الدماغ، والكبد، والكلى، والأعصاب، والمعدة؛ والغيبوبة والتشنجات؛ وحتى الموت. 

وكما يمكن أن يتعرض الأطفال للخطر بشكل خاص لأنهم يمتصون أربعة إلى خمسة أضعاف الرصاص أكثر من البالغين، ولا تزال أدمغتهم وأجسادهم في طور النمو، بالإضافة إلى ذلك، غالبا ما يضع الأطفال الصغار أيديهم في أفواههم أو يلعبون على الأرض، ما يزيد احتمال ابتلاع أو استنشاق الرصاص من الغبار والتربة.

و بحسب الوثيقة يمكن أن يؤدي التعرض أثناء الحمل إلى ولادة جنين ميت، والإجهاض، وانخفاض الوزن عند الولادة، ويمكن أن يؤثر سلبا على نمو دماغ الجنين، ومن الممكن أن ينتقل عن طريق المشيمة وحليب الثدي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات