فايز النوري أو "ابن لبوبة" كما يفضل أهالي محافظة الدير التي ينحدر منها نعته تحقيراً واستخفافاً، ظهر مؤخراً بصورة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي على غير ما اعتاد الظهور به ولو قليلاً بأنف يناطح به السقف وهيبة جزار. قال متناقلوها إنه "عاجز مشلول معزل منبوذ يتمنى الموت ولا يدركه".
وقبل صورته هذه كان آخر ظهور له في إعلان لبرنامج يحمل نفس اسم محكمته "أمن الدولة" عام 2019، يتبجح بالإعدامات التي نفذها ومحاكمة كل من يعارض حزب البعث، وقال: "في فترة أعدمت 19 شخصاً" دفعة واحدة، واعترف أن المحكمة التي كان يرأسها لبتر رؤوس السوريين أسست مع بداية حكم حافظ لأغراض سياسية أهمها المحافظة على "حزب أسد"، وأشاد بما يرتكبه نظام أسد من مجازر بحق السوريين.
بحسب المعارض والمعتقل السابق صلاح الدين الحموي، فقد ذاع صيت النوري في أول محاكمة علنية أجراها عام 1979 كرئيس لـ"محكمة أمن الدولة" وأعدم خلالها 17 سورياً دفعة واحدة، كان من بينهم جهاد ذباح البقر ومهدي علواني، إذ تذكر بعض المصادر، أن الأخير رد على النوري عندما سأله إذا ما كانوا يريدون اغتياله فأجاب علواني وهو يبتسم: لا.. لأنك مجرد صعلوك تافه وحذاء عند رئيسك ليس لك قيمة عندنا.
وكان النوري - وفقاً للحموي - مشاركاً قبل ذلك في المحاكمات التي سبقت تأسيس محكمة أمن الدولة (في سبعينيات القرن الماضي)، إلا أنه ونتيجة للمحاكمة العلنية المشهورة أصبح رئيساً لدولة الإعدام. له اليد المطلقة بإصدار الأحكام التي يراها خلال دقائق ووفقاً لمزاجيته دون محاكمات حقيقية.
ابن "لبوبة"
في دير الزور ذات الطبيعة العشائرية، يكنى الرجل بأمه للإشارة إلى أنه ليس من نسب معروف بغرض التحقير والازدراء، يقول مصدر محلي، ويضيف، هذا تفسير نعته من قبل أهالي محافظة دير الزور بـ"ابن لبوبة" كناية بأمه "لبيبة علاوي"، الأمر الذي جعله يحقد على دير الزور وأهلها ويضاعف أحكام من يقع بين يديه من أبنائها، عدا عن أنه كان على اطلاع وداعم لعمليات ميليشيا أسد ومخابراته في قمع الحراك الثوري السلمي في دير الزور.
نشأ النوري في عائلة مغمورة إلى أن أصبح مدرساً يتنقل بين مدارس ريف دير الزور وكان قد انتسب لـ"حزب البعث"، إلى أن جمعه أحد الاجتماعات الحزبية برفعت أسد خلال زيارة كان الأخير يجريها إلى المحافظة، فأوصى به ليبدأ رحلة الصعود في المناصب الحزبية من أمين فرقة إلى أمين شعبة إلى أمين فرع دير الزور.
وبعد أن أوصله رفعت إلى القيادة القطرية للحزب في دمشق، انقلب عليه النوري وانحاز إلى حافظ في النزاع بين الشقيقين على السلطة الذي انتهى بنفي رفعت من سوريا، وإكمال "طفله النوري" في الصعود بتعزيز حكم حافظ بإعدام معارضيه، وكان استغل منصبه للحصول على شهادة في الحقوق عندما كان أمينا لفرع دير الزور وعضواً في القيادة القطرية.
التعليقات (6)