روسيا تزعم فتح معابر "إنسانية" مع إدلب وسوء تنسيق يكشف "الكذبة".. كيف بررت روسيا وماذا تريد؟

روسيا تزعم فتح معابر "إنسانية" مع إدلب وسوء تنسيق يكشف "الكذبة".. كيف بررت روسيا وماذا تريد؟
بعد يومين من نشر موقع أورينت نت تقريرا بعنوان (بعد إغلاقها منذ سنتين.. ما حقيقية اعتزام نظام أسد فتح المعابر مع المناطق المحررة؟)، أعلنت روسيا اليوم بشكل رسمي عن افتتاح ثلاثة معابر للراغبين في الخروج من إدلب إلى مناطق سيطرة أسد المجاورة في محافظة حماة.

وقال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا الفريق أول فياتشيسلاف سيتنيك إن" دمشق ستفتح 3 معابر إضافية أمام الراغبين بالخروج من إدلب بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والرعاية الطبية، الذي نشأ بسبب العقوبات الأمريكية"، على حد تعبيره.

وتابع بحسب ما نقل مع روسيا اليوم :"استعدت السلطات السورية بمساعدة مركزنا لفتح معابر من سراقب وميزناس وأبو عزيدين أمام المواطنين الراغبين بمغادرة إدلب عبر حدود منطقة وقف التصعيد"، على حد تعبيره.

هذا الخبر أكده قبل أيام مسؤول ما يسمى لجنة المصالحة في نظام أسد عمر رحمون، لكن ذكر أن هدفه هو تسوية وضع من يرغب من أهالي مدينة إدلب، وخاصة للذين يريدون انتخاب بشار الأسد والتصويت له في مسرحية الانتخابات الرئاسية التي يجهز لها النظام بعد حوالي شهرين، وليس لأهداف إنسانية كما زعمت لجنة المصالحة الروسية، بأنها أهداف إنسانية.

كذب واضح والحقيقية معكوسة

ويبدو أن روسيا أرادت أن تخفي الهدف الحقيقي من وراء فتح المعابر، وهو دعم انتخابات بشار الأسد وكذلك دعم اقتصاده المتهاوي، وهو عكس "الكذبة" التي أطلقتها، وهذا يتضح من خلال كلام المسؤول في نظام أسد رحمون،  الذي لم يكن منسقا على ما يبدو مع الروس، وكذلك المعلومات التي حصلنا عليها سواء من مراسلنا أو من القائمين على المعابر من جهة المناطق المحررة.

وفي تغريدة له قبل القرار الروسي بنحو 4 أيام، قال رئيس لجنة مصالحة النظام رحمون:" تمت مناقشة طلب فتح المعابر لاستقبال المدنيين عامة والراغبين بالتسوية والعودة إلى حضن الوطن والمشاركة بانتخاب السيد الرئيس بشار الأسد خاصة".

ويحمل قرار الروس كذبا واضحا، إذ يقول إنهم يريدون اقتتاح المعبر بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة للمدنيين في إدلب بسبب العقوبات الأمريكية، بينما العقوبات الأمريكية تطال مناطق سيطرة نظام أسد وليس المناطق المحررة.

وفي هذا الخصوص أفاد مراسلنا  قبل يومين بأنه منذ أكثر من 8 أشهر يطالب معظم من هو في مناطق نظام أسد المجيء إلى المناطق المحررة وليس العكس، ولكن قرار الإغلاق من عند الفصائل وليس بيد النظام أو الروس كما يصور.

كلام مراسلنا أكده المتحدث باسم هيئة تحرير الشام الذي نفى العلم بهذا الموضوع، وقال: المشهد واضح، مشاكل النظام متفاقمة لدرجة كبيرة كما يعلم الجميع..فهذه خطوة منه لتلميع الصورة لا أكثر".

وبالعودة إلى مراسلنا فإنه في حال فتحت الفصائل المعابر مع نظام أسد سيصبح معظم من هو في مناطق أسد في المحرر وليس العكس، ولكن المناطق المحررة تحتوي على خمسة ملايين إنسان ولا تحتمل ضغطا أكبر قادما من مناطق النظام، فضلا عن الخشية من الجانب الأمني.

وأوضح أن نظام أسد يرغب في فتح المعابر مع المحرر لدعم اقتصاده المتهالك والمنهار، ويضغط بشكل مستمر لفتح المعابر وخاصة التجارية.

كما أن الخوف من وباء كورونا المنتشر  بشكل كبير في مناطق نظام أسد يقف حائلا أمام فتح المعابر من جهة المناطق المحررة، خاصة في ظل ضعف الإمكانات الطبية والصحية لديها، وهو ما منع الفصائل قبل أشهر من فتح المعابر.

حرب نفسية وإعلامية 

في كل مراحل عملها منذ تدخلها في سوريا بشكل عام، ومراحل عملها مع الجانب التركي بما يتعلق بموضوع منطقة شمال غرب سوريا بشكل خاص، لم تتخلَّ روسيا عن الحرب الإعلامية والنفسية وهذا الأمر لم تدركه حتى الآن معظم المؤسسات الإعلامية للثورة، ويقعون في موقع رد الفعل بدل من الفعل وشن العمليات النفسية والدعاية المضادة ضد روسيا وتوحشها.

هكذا علق النقيب المنشق عن الإدارة السياسية والمتخصص بعلم النفس الحربي، رشيد حوراني ومثّل للدعاية الروسية قائلا: روسيا لم تتوقف عن الدعاية والمبالغة عن التنظيمات الإرهابية التي تتذرع بعمل عسكري ضدها في إدلب، كما أنها تذرعت أن العمل العسكري باتجاه إدلب هو لتخليص المدنيين من ممارسات تلك الجماعات، وكأن المدنيين اشتكوا لها!! متناسية أنهم فروا وفضلوا المخيمات على أن يكونوا قابعين تحت سلطتها وسلطة حليفها نظام الأسد.

وعليه – والكلام لحوراني- فإن إعلان الروس عن فتح المعابر لتمرير المدنيين بسبب الأوضاع التي يعانونها تندرج ضمن السياق الدعائي والحرب النفسية، وهي تريد من وراء ذلك إزعاج الجانب التركي، وزرع القلق في نفوس الحاضنة الشعبية، خاصة أنها تقف اليوم هي والنظام أمام جدية الجانب التركي في الحفاظ على مناطق نفوذه في شمال غرب سوريا.

وعزز حوراني ما ذهب إليه باستعاد فعل مشابه لروسيا إبان حملتها العسكرية مطلع العام الماضي، عندما أعلنت عن فتح المعابر بدعاوى إنسانية، غير أن أحدا من السكان لم يأبه لها حينئذ ولن يأبه لها الآن.

ومنذ مطلع آذار عام 2020، أغلقت المناطق المحرر معابرها في وجه نظام أسد الذي شنت ميليشياته بدعم روسي حملة عسكرية ضخمة قتلت المئات وشردت مئات الآلاف من بيوتهم، ليتم بعدها بضغط تركي توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار في المنطقة، لاتفتأ ميليشيا أسد والاحتلال الروسي من اختراقه بشكل يومي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات