وفاة كارلوس منعم.. السوري الأصل الذي أصبح رئيساً للأرجنتين.. كيف قتل "حزب الله" ابنه؟

وفاة كارلوس منعم.. السوري الأصل الذي أصبح رئيساً للأرجنتين.. كيف قتل "حزب الله" ابنه؟
توفي الرئيس الأرجنتيني الأسبق كارلوس منعم "السوري الأصل"، بعد إصابته بمرض خطير أجبره على دخول أحد مشافي العاصمة بوينس أيرس في شهر كانون الثاني/ديسمبر الماضي حيث ظل مقيما فيه إلى أن فارق الحياة عن عمر ناهز 91 عاما.

وكتب الرئيس الأرجنتيني الحالي ألبرتو فرنانديز في تغريدة له على "تويتر"، "علمت ببالغ الأسف بوفاة كارلوس منعم. انتخب دائما في ظل نظام ديمقراطي إذ كان حاكما لولاية لاريوخا ورئيسا للبلاد وعضوا في مجلس الشيوخ. منعم تعرض للاضطهاد والسجن في زمن الدكتاتورية".

معاناة مع المرض

وذكرت التقارير أن منعم نقل قبل وفاته إلى المشفى بعد إصابته بعدوى في المسالك البولية وفي 24 من شهر كانون الثاني/ديسمبر الماضي دخل بغيبوبة نتيجة إصابته بفشل كلوي، إضافة إلى أنه كان يعاني من مرض السكري. 

وكان منعم نقل في شهر حزيران/يونيو الماضي إلى المشفى بعد الاعتقاد بأنه مصاب بفيروس كورونا ولكن الفحوصات أكدت أنه مصاب بالتهاب رئوي، وغادر المشفى في تموز/يوليو.

النشأة والتعليم

ولد كارلوس منعم الذي اشتهر بأناقته في 2 تموز/يوليو 1930 في قرية أنيلاكو بمقاطعة لاريوخا الواقعة شمال غرب الأرجنتين، من أبوين سوريين مهاجرين للأرجنتين، هما شاول منعم ومهيبة عقيل، المنحدران من مدينة يبرود، وتزوج ثلاث مرات وأنجب ثلاثة أبناء، أحدهما قتل في 1995 كما أعلن منعم لاحقا.

وبعد إنهاء دراسته للمرحلة الثانوية التحق منعم بجامعة قرطبة الوطنية وتخصص في القانون وأصبح محاميا عام 1955.

مشواره السياسي والرئاسي

التحق منعم بعد تخرجه من الجامعة بالحركة "البيرونية" نسبة إلى خوان دومينغو بيرون الرئيس الأرجنتيني الأسبق المطاح به عام 1955، وانتسب إلى حزب "العدالة الاجتماعية"، وفي عام 1957 اعتقل لمشاركته في مظاهرات من أجل السجناء السياسيين ولدعمه خيار المواجهة بالعنف ضد الرئيس الأرجنتيني بيدرو اوخينو أرامبورو والذي كان ينتمي للعسكر.

انتخب منعم لمنصب حاكم مقاطعة لاريوخا لعدة سنوات وذلك قبل أن يتولى منصب رئاسة الأرجنتين لفترتين بين 8 من تموز/يوليو 1989 و10 من كانون الثاني/يناير 1999، بعد اعتناق المسيحية بدلا من الإسلام لأن الدستور يشترط ذلك، كما ترشح للرئاسة في انتخابات عام 2003 لكنه خسر أمام نيستور كيرشنير، ومنذ عام 2005 تولى مقعدا عن مقاطعة لاريوخا في مجلس الشيوخ الأرجنتيني.

حاول منعم التركز في بداية مسيرته السياسية على شعارات حقوق الطبقة العاملة، أما خلال رئاسته فقد ركز على الاقتصاد ومكافحة الفقر وتمكن من تجاوز الأزمة الاقتصادية التي كانت تعيشها البلاد ونجح في جذب الاستثمارات ورؤوس الأموال الأجنبية، وتقليص نسب الفقر في البلاد. 

اتهامات قضائية

وواجه منعم بعد تركه الرئاسة العديد من التهم بعضها يتعلق بالفساد، خاصة بشأن تصدير الأسلحة إلى الإكوادور وكرواتيا خلال الفترة بين 1991 و1995 في انتهاك لحظر مفروض من الأمم المتحدة، وصدر في عام 2019 حكما عليه بالسجن لمدة قرابة أربع سنوات بتهمة الاختلاس. واعترف بتوقيع موافقات رسمية لتصدير الأسلحة إلى فنزويلا وبنما، لكنه قال إنه لم يكن يعلم أنها ستنتهي في الإكوادور وكرواتيا.

كما اتهم بإزالة أدلة الانفجار الذي ضرب مبنى مركز يهودي في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس عام 1994، ولكن تمت تبرئته من القضية فيما بعد.

انتقام إيران

وذكرت وسائل إعلامية منها قناة "العربية" أن إيران ساندت منعم في حملته الانتخابية الأولى لقاء وعد بأن يزودها، إذا ما فاز، بصاروخ طراز "العقرب"، لكن منعم سرعان ما تراجع عن وعده ربما بضغط أمريكي.

لتشهد بعدها الأرجنتين سلسلة تفجيرات، حيث استهدفت أذرع إيران عدة مناطق في البلاد كان أولها تفجير استهدف مقر السفارة الإسرائيلية في 1992، والثاني نفذه انتحاري في 1994 عندما اقتحم بسيارة "فان" مقر "جمعية الصداقة الإسرائيلية الأرجنتينية"، وأسفرت هذه التفجيرات عن مقتل وجرح مئات الأشخاص.

وفي عام 1995 تعرضت مروحية كان يقودها جونيور ابن الرئيس حين كان عمره 26 سنة إلى عمل تخريبي أسقطها أرضا ومات على الفور، واتهم كارلوس بعد انتهاء فترة حكمه ميليشيا حزب الله بقتله وذلك وفقا لمصادر موثوقة نقلها له وزير خارجيته الأسبق.

وعندما كان كارلوس منعم في سدة الرئاسة لم يتحدث عن إيران وميليشياتها وأنها كانت تقف وراء التفجيرات في الأرجنتين وأنها قتلت ابنه، حيث كان يتحجج بـ"الحفاظ على الأمن القومي"، ولكن بعد انتهاء فترة ولايته بدأ في إزاحة الستار عن هذه الأسرار تباعا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات