"دبلوماسية الإحراج"..عندما تصبح تصريحات وزراء الخارجية زلة لسان!

"دبلوماسية الإحراج"..عندما تصبح تصريحات وزراء الخارجية زلة لسان!
يبدو أن جدية الموقف الأوروبي في سنّ عقوبات دولية ضد روسيا دفعت بوزارة الخارجية الروسية ممثلة بالكرملين دون حرج إلى نسف تصريحات وزير خارجيتها سيرغي لافروف، والذي أطلّ صباح أمس الجمعة عبر منصة يوتيوب يعلن فيها عن استعداد بلاده لقطع كافة القنوات الديبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي ما إن فرضت الأخيرة عقوبات عليها.

ما لبث أن تلاشى الموقف الروسي رويداً مع خروج المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى الإعلام مساء أمس مدعياً أن هناك "خطأ كبيرا" في التغطية الإعلامية لكلام لافروف وتحويرا لأصل الكلام المتعلق حول جدية موسكو في تجميد علاقاتها مع دول الاتحاد الأوروبي و"الاستعداد للحرب".

ماهي إلا ساعات مضت على تصريح لافروف، لكن التفاعل الدولي لم يؤت ثماره على هوى موسكو، فالمتحدث الرسمي باسم مفوضية الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي بيتر ستانو تحدث صراحة عن مباشرة الاتحاد بسنّ عقوبات محتملة ضد موسكو وذلك على خلفية تعنتها في رفض الإفراج عن متظاهرين ومعارضين خرجوا تنديداً بفساد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

التقلب السريع في الموقف الروسي والتخوف الحاصل من عزلة دولية مفاجئة دفع بالكرملين إلى امتطاء دبلوماسيتها وإحراج وزير خارجيتها ودفعه بعيداً عن منصة التصريحات، في محاولة لتدارك "الخطأ الكلامي" واقتناص رحابة صدر "الاتحاد الأوروبي" وبقاء موقفه تجاه موسكو في حيز "القلق" دون تصعيد عقابي يذكر. 

"دبلوماسية الإحراج" التي مارستها موسكو بالأمس، أضحت مألوفة بعد أن مارستها بضع وزارات خارجية لم تر ضيراً من تحييد وزرائها وضرب تصريحاتهم عرض الحائط، إذ سبق لوزارة الخارجية التابعة لنظام أسد أن دحضت اعترافاً مفصلياً لوزير الخارجية السابق وليد المعلم والذي أقرّ بصحة معلومة جاء على ذكرها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون في كتابه "الغرفة التي حدث فيها ذلك: مذكرات البيت الأبيض".

ودون تردد، أجاب المعلم إعلاميةً موالية في التلفزيون الرسمي بـ"صحيح"، حول حقيقة طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التفاوض مع رأس النظام بشار الأسد بشأن رهائن أمريكيين كانوا محتجزين لدى النظام، وأكد المعلم أن العرض "لم يتم الالتفات إليه"،  داعياً واشنطن خلال مؤتمر صحفي عقد في حزيران من العام الماضي حول "قيصر" إلى إعادة النظر  في"سلوكها المعادي تجاه سوريا".

 لكن سرعان ما خرج مصدر مسؤول من وزارة الخارجية ونسف تصريح المعلم بعبارة مفادها "بعد التدقيق فيما تداولته وسائل الإعلام الغربية حول ما ورد في كتاب بولتون والرواية الأمريكية بهذا الخصوص، تؤكد وزارة الخارجية أن هذه الرواية المتداولة غير صحيحة".

"دبلوماسية الإحراج" تلك انتهجتها وزارة الخارجية السودانية الشهر الماضي والتي آثرت، على خلاف سابقتيها من الدول حفظ كرامة وزير خارجيتها عمر قمر الدين الذي كشف لأول مرة عن معلومات تتعلق بالأوضاع شرق السودان معرجاً في حديثه على إمكانيات الجيش السوداني ومقدراته.

إلا أن الخارجية السودانية، وفي اليوم ذاته نفت في بيان لها تصريحات قمر الدين قائلة: إن التصريحات "ملغومة وملفقة وتهدف إلى زرع الفتنة والبلبة وشق الصف الوطني المساند للقوات المسلحة وجهودها في حماية الوطن والذود عنه". واتهم بيان الخارجية السودانية منصات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنها لفقت تصريحات عمر قمر الدين، واعتبرت أنها "قد نسبت إليه".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات