أهالي السويداء ثقتهم بالأسد "أقل من صفر" ويصفون اعتذاره بـ"الخديعة" ويذكرونه بسليم حاطوم

أهالي السويداء ثقتهم بالأسد "أقل من صفر" ويصفون اعتذاره بـ"الخديعة" ويذكرونه بسليم حاطوم
عبر أهالي السويداء عن رفضهم لاعتذار بشار أسد لمشيخة العقل وخاصة الشيخ حكمت الهجري، والذي حاول أسد من خلاله احتواء الغضب الشعبي لطائفة الموحدين الدروز في المحافظة على خلفية توجيه رئيس ميليشيا الأمن العسكري إهانة لمشيخة الطائفة.

ما القصة؟

شهدت السويداء توترا غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية بعد توجيه رئيس ميليشيا الأمن العسكري في السويداء، لؤي العلي، إهانة للشيخ الهجري، خلال اتصال جرى بين الطرفين لبحث مصير معتقل لدى الميليشيا، لتشتعل ثورة الغضب ضد أسد وميليشياته على مستوى الطائفة الدرزية، تمثلت بتحطيم صور بشار أسد في الساحات وكتابة عبارات مهينة له ولنظامه.

وسارع نظام أسد لإرسال وفودا أمنية وبعثية للقاء مشايخ السويداء وفي مسعى للتهدئة وإخماد فتيل ثورة جديدة تتشكل في الجنوب، لكن الوفود قوبلت برفض من جميع المستويات في المدينة، بل وتلقت تهديدا ووعيدا بتصعيد واسع وغير مسبوق من الطائفة في جميع مناطق الجبل، مع مطالبات باعتذار رسمي ومباشر من بشار أسد للشيخ الهجري والطائفة.

كما أصرت السويداء في مطالبها على طرد الضابط لؤي العلي ومحاسبته بسبب توجيه إهانة لزعيم الطائفة، سجلت خلالها حملة شعبية غاضبة عبر تحطيم صور بشار أسد في ساحات المدينة وتوزيع منشورات ورقية تشتم أسد وميليشياته، ما أجبر بشار أسد على الرضوخ لمطالبها والاعتذار بشكل شخصي عبر اتصال هاتفي، حيث ذكرت صفحة "قنوات" الرسمية أن بشار اتصل بالشيخ الهجري وقدم له الاعتذار واطمأن على صحته، وأنه أكد "على اللحمة الوطنية وأن المسيء لا يمثل إلا نفسه"، في إشارة للعميد لؤي العلي.

وبعد أيام أعلنت الرئاسة الروحية لمشيخة العقل في السويداء طي صحفة الخلاف مع بشار أسد ونظامه عبر بيان قالت فيه “نطمئن الجميع أنه تم تطويق هذا الحدث المسيء بكل أبعاده ، بعد تقديم الاعتذار الشديد من الجهات الرسمية من أعلى المستويات في سوريا” مضيفة: “لن نسمح بوقوع مثل هذه السلوكيات الشاذة، حصل ما حصل وكنتم الدرع الحصين حولنا، وتمت معالجة الجرح كما أردتم وكما يجب أن يكون مع احترامنا لمطالب الناس المحقة”.

الأهالي يسخرون

واستطلعت أورينت نت آراء أهالي السويداء الذين عبروا عن رفضهم وتسخيفهم لاعتذار بشار أسد للشيخ الهجري واعتبروه خديعة جديدة، في ظل حملات شعبية مناوئة لنظام أسد ورئيسه في معظم مناطق المحافظة، وخاصة حملة "لا تترشح يا مشرشح" والتي تهدف لمهاجمة حملة الانتخابات الرئاسية المزعومة لأسد.

وقالت مجموعة حملة "لا تترشح يا مشرشح" لأورينت نت تعليقا على اعتذار أسد: إن "الثقة في هذا النظام أقل من الصفر، فتاريخ حكمه معروف منذ أول أيام استلامه للسلطة قبل ٥٠ عاماً في عهد حافظ الأسد الذي قام بإعدام الضابط سليم حاطوم ابن السويداء رمياً بالرصاص بعد اتهامه بالتجسس لصالح إسرائيل في عام ١٩٦٧، وكان المقدم سليم حاطوم قد شن آنذاك هجوماً ترأسه ووحدته الفدائية على منزل الفريق أمين الحافظ الذي قاوم ببسالة، وكانت حصيلة القتال خمسين شخصاً واستسلام أمين الحافظ، وتولّي اللجنة العسكرية بقيادة صلاح جديد وحافظ الأسد مقاليد الحكم الفعلي، إذاً فالنظام البعثي بكامله أصبح مديناً بوجوده للمقدم سليم حاطوم، فأصبح بعد ذلك حاطوم مصدر قلق لدى حافظ الأسد وصلاح جديد، فهذا النظام لم يترك مجالاً لنا لنثق به، فأساليب الخداع التي يتبعها أصبحت معروفة للجميع، وكان اعتذار بشار الأسد مجرد خدعة قبل الانتخابات الرئاسية القادمة".

فيما عبر ناشط سياسي من مدينة شهبا (رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) خلال حديثه لأورينت بقوله: "لم يعد في سوريا عموما والسويداء خصوصاً الكثير من الشرائح السياسية، هناك شريحتان الأولى فاهمة ومدركة لمجريات الأمور وقد اتسعت قاعدتها وكبرت لينضم إليها الكثير ممن كانوا يحملون العصا من المنتصف، والثانية فئة المزاودين المنافقين المستعبدين حتى في لون ما يلبسون، لذا أرى أن ما جرى لا يتعدى سوى واحدة من الخدع التي أراد بها النظام التسويق لنفسه وجعل الفئة الثانية تجتر تربيته وأساليبها بالتعبير عن ولائها لمستعبدها وذلك لجعلها تدافع عنه، وتحدث بأنه سوف يخلق من العدم سوريا جديدة بالمواطنة والاحترام و كل ذلك وسوف يتبعه الكثير من تحسين الوضع المعيشي، زيادة رواتب، والوضع الخدمي من محروقات وكهرباء، والاقتصادي تحسين وضع الليرة والقروض والشقق السكنية للموظفين وما إلى ذلك كي ينتخب الأغنام مرياعهم".

وأما عن ثقة أهالي السويداء بنظام أسد يقول أبو حسن من أهالي مدينة صلخد جنوب السويداء: "خسر النظام ثقة مؤيديه في المحافظة منذ استقدام دواعشه إلى تخوم المحافظة وكانت الإهانة التي تلقتها الرئاسة الروحية ممثلة بشخص الشيخ الهجري، القشة التي قصمت ظهر البعير  حيث فقدَ النظام كامل الثقة لدى أهالي المحافظة وانقلب دوره لدى الأهالي من راعي الأقليات إلى  مهين ومذل لها وتجلت صفة الديكتاتورية والغطرسة لديهم".

فبما اعتبر الشاب الثلاثيني (أحمد) اعتذار أسد خديعة للأهالي وقال في هذا الصدد: "فهمونا عن أي اعتذار تتحدثون، عن الناس يلي ماتت من الجوع ولا عن الأولاد يلي ماتوا من البرد ولا عن الضيف يلي بيدخل على المحافظة يتم خطفه، ولا الكهرباء يلي  ما عمنشوفها ولا البنزين و لا الغاز، شو بعد ظل يعني خلص شغلة وصارت و راحت بجلدنا متل ما راح غيرها، و ما رح يطلع منها شي، لو الاعتذار برجع يلي صار كنا كلنا اعتذرنا و رجعت سوريا، ليش ضل فيها كرامة، مسحوا بكرامتنا الأرض".

وتحاول ميليشيا أسد وحلفاؤها الروس والإيرانيون السيطرة على المحافظة وإخضاعها بسبب مواقفها السياسية الرافضة لسياسة أسد وشركائه، حيث أكدت السويداء منذ اندلاع الثورة السورية عبر جميع أطيافها وعلى رأسهم رجال الدين رفضها المشاركة بسفك دماء السوريين خلال المعارك التي تخوضها الميليشيات.

وتشهد المنطقة غليانا شعبيا متواصلا تجاه نظام أسد وميليشياته، تمثل ذلك بقطع بعض الطرقات بمنطقة شهبا احتجاجا على سوء الخدمات المقدمة وخاصة مياه الشرب، إضافة لدعوات واسعة لإضراب عام وشامل في عموم المحافظة بسبب التدهور الاقتصادي واتهام مسؤولي حكومة أسد بالسرقة والتلاعب باقتصاد البلد، فضلا عن الشعارات اليومية على جدران المدينة التي تؤكد رفض الأهالي لترشح بشار أسد للانتخابات المقبلة وتطالب بإسقاط نظامه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات