مجلس عسكري بقيادة مناف طلاس: البديل السني للأسد الذي يقبل به العلويون.. وروسيا أحد صناع الأزمة والحل

مجلس عسكري بقيادة مناف طلاس: البديل السني للأسد الذي يقبل به العلويون.. وروسيا أحد صناع الأزمة والحل
ناقش محللون عسكريون وسياسيون التسريبات الأخيرة حول تشكيل مجلس عسكري يضم أطراف الصراع السوري بقيادة العميد مناف طلاس وبرعاية روسية لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا، والتي تتزامن مع موعد الانتخابات الرئاسية المزعومة، بعد مرور عشرة أعوام على الذكرى الأولى لانطلاق الثورة السورية المنادية بإسقاط نظام أسد.

التسريبات تفيد بتشكيل مجلس عسكري يضم ثماني شخصيات من طرف المعارضة السورية مقابل ثماني شخصيات أخرى من نظام أسد، وشخصيتين مما يسمى "الإدارة الذاتية"، وبقيادة العميد المنشق مناف طلاس، وستكون مهمة ذلك المجلس قيادة مرحلة انتقالية وإزاحة بشار أسد عن السلطة. 

وفي حال صحة تلك التسريبات فإن المجلس سيعلن عنه في نيسان المقبل في العاصمة الروسية موسكو وبتوافق دولي، ما يطرح خيار استغناء روسيا عن حليفها بشار أسد بعد الضغوط الدولية الواسعة لحل الملف السوري، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية والاقتصادية للسوريين في الداخل.

أورينت ناقشت الأنباء المسربة خلال حلقة من برنامج "تفاصيل" مع محللين عسكريين وسياسيين سوريين، استطلعت من خلال الحلقة الآراء المتعلقة بفكرة تشكيل المجلس بتقسيماته الثلاثة، والتوقيت الذي يزامن موعد الانتخابات الرئاسة المزعومة في سوريا، وتراوحت الآراء بين مشكك و متفائل ومرحب بمبدأ الخطوة ونتائجها.

وليست هذه المرة الأولى لفكرة المجلس، فخلال السنوات الماضية طالب عدد من الضباط المنشقين عن ميليشيا أسد المنضمين ضمن "تجمع الضباط الأحرار" بتشكيل مجلس تحت مسمى عسكري بقيادة مناف طلاس أيضا لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا، لكن تلك المحاولات لم تلق موافقة أو استجابة دولية.

تحت مظلة القرارات الدولية

يؤيد المحلل العسكري العميد أحمد رحال فكرة تشكيل مجلس عسكري لقيادة مرحلة انتقالية تنهي حكم نظام أسد في سوريا ولكن في أن يكون ضمن قرار مجلس الأمن الدولي (2254)، وأما عدا ذلك فيراه دعما لنظام أسد ونسفا للقرارات الدولية. 

ويرى رحال في حديثه لأورينت: أن "العميد مناف طلاس يمتلك نقطة قوة مميزة باعتباره من الطائفة السنية، وهذا يعطي ثقة للعلويين، وبالتالي لن يستطيع النظام ولا روسيا معارضة قيادته للمجلس العسكري المتوقع تشكيله"، مؤكدا في الوقت ذاته ضرورة دعم ذلك المشروع للوصول إلى المرحلة السياسية في سوريا وتشكيل لجنة دستورية وإجراء انتخابات برلمانية.

كما يشير المحلل الاستراتيجي إلى أنه في حال وجود أنباء حقيقة عن تشكيل المجلس فهذا يعطي دلالة على وجود ضباط داخل ميليشيا أسد ينتظرون الإشارة للانضمام للمجلس الجديد الذي سيقود المرحلة قائلا: "سمعنا الكثير عن كلام قيل أو نسب للعميد مناف بأن هناك كثيرا من الضباط داخل جيش النظام أو الحديث عن الجيش العلوي وغيره من التشكيلات والأحاديث عن وجود ضباط ينتظرون إشارة للانشقاق".

إلى جانب ذلك توقع العميد رحال أن يكون المجلس العسكري المتوقع تشكيله في موسكو، بداية لتشكيل جيش وطني في سوريا، مشيرا إلى أن ذلك الجيش سيكون موزعا على ثلاث مناطق (مناطق سيطرة ميليشيا أسد الحالية، ومناطق سيطرة ميليشيا قسد ومناطق الجيش الوطني السوري)، بمعنى أن تكون المكونات الثلاثة مشتركة في ذلك التشكيل المستقبلي وبشروط تناسب المرحلة وأبرزها، فك ارتباط قسد بالتنظيمات الإرهابية، وإبعاد الفاسدين والمجرمين من تلك المكونات الثلاثة.  

النموذج السوداني

وفي معرض حديثه نوه رحال إلى طروحات عديدة جرى تداولها في الفترة الماضية، تحدث بعضها عن تطبيق النموذج السوداني في سوريا، والمتمثل بمجلس سياسي ومجلس عسكري يقودان المرحلة الانتقالية، وبين من تحدث عن مجلس عسكري توافقي، (أي لا يكون مناصفة بين النظام والمعارضة)، في حين طرح آخرون خيار تشكيل مجلس ثلاثي يجمع كلا من المعارضة والنظام وضباط خبراء من المتقاعدين، بحسب وجهة نظره.

يتفق المحللون من العسكريين والسياسيين إلى حد ما خلال حوارهم على ضرورة تشكيل مجلس عسكري في هذه المرحلة لقيادة المرحلة المقبلة وإنهاء المأساة السورية المتفاقمة في كافة الصعد وخاصة في مناطق سيطرة ميليشيا أسد، والأهم إيقاف القتل وسفك الدماء في عموم سوريا، لكن شريطة أن يترافق ذلك بهيئة سياسية تدير المرحلة المقبلة إلى جانب المجلس العسكري، بما يعني الرفض المطلق لأي حكم عسكري مقبل في سوريا.

بين التوافق الدولي والشرعية الثورية

تعتبر فكرة تشكيل مجلس عسكري لقيادة المرحلة الانتقالية استعدادا للسقوط المفاجئ للنظام في سوريا، وهو خيار قد يطلبه المجتمع الدولي لحفظ الأمن بعد سقوط النظام أيضا، خاصة وأن الملف السوري بيد الأطراف الإقليمية والدولية،بحسب المحلل العسكري العقيد أديب عليوي.

فيما يؤكد عليوي خلال حديثه لأورينت على ضرورة أن يكون مناف طلاس حالة توافق شعبي أكثر من التوافق الدولي، وذلك عبر ترشيحه وتزكيته من زملائه الضباط المنشقين الذين يمثلون الثورة السورية، داعيا الضباط الأحرار للتواصل مع طلاس وإعطائه شرعية لتشكيل المجلس في حال وجود نية حقيقة لتشكيله.

غير أن سيطرة المجتمع الدولي على الملف السوري يفرض على السوريين أنفسهم القبول بأي حل دولي تفرضه الدول المسؤولة عن الملف، خاصة في وقت تتفاقم فيه معاناة السوريين في الداخل والخارج بعد عشرة أعوام من الصراع والحرب والتهجير القسري وغيره من الأزمات، بحسب المحللين.

طرح قديم وليس حقيقي

أما الكاتب والمفكر السوري محيي الدين لاذقاني فيرى أن ذلك الطرح جاء متأخرا، وأن سوريا "لا تحتاح لمزيد من العسكرة"، بل تحتاج لوصاية دولية مماثلة لحال اليابان وألمانيا بعد انتهاء الحروب فيهما من أجل إعادة الإعمار وفرض الاستقرار، معتبرا في الوقت ذاته أن الحديث عن توافقية دولية حول مناف طلاس هو طرح قديم وليس بحقيقي، حيث قال " في تقديري لا يوجد توافق دولي حول طلاس ولا غيره، الجميع ينتظر الآن تبلور سياسة بايدن حول سوريا وتعيين مبعوث أمريكي لسوريا، إذن الجميع ينتظر الموقف الأمريكي".

يشكك لاذقاني خلال حديثه لأورينت حول مصداقية التسريبات وحول موافقة روسيا على استبدال بشار أسد في هذه المرحلة وخاصة قبل توضح السياسة الأمريكية الجديدة تجاه سوريا، وتابع بقوله: "أشك بأن يكون هناك اجتماع أو مؤتمر صحفي لمناف طلاس في موسكو، وأشك أن روسيا وافقت على استبدال الأسد في المرحلة الحالية قبل أن تتوضح السياسة الأمريكية، وأشك أيضا أن عسكر سوريا في الداخل والخارج مستعدون لقيادة مرحلة انتقالية بمشاركة المدنيين وليست عسكرية فقط كحال مصر".

وبالمجمل فإن المفكر لاذقاني يرفض فكرة وجود ضباط من ميليشيا أسد في صفوف أي تشكيل جديد لقيادة المرحلة المقبلة وذلك بسبب جرائم ضباط الميليشيا تجاه الشعب السوري بعد عشرة أعوام من الثورة السورية ومأساة السوريين بكل أطيافها، بحسب تعبيره.

تفاؤل ومؤشرات

بدوره يتفاءل الكاتب الصحفي ياسر بدوي بالطرح المسرب وإمكانية تطبيقه على أرض الواقع، مستندا بذلك على بعض المؤشرات الداخلية والخارجية، وقال خلال حواره مع أورينت: "يجب أن نكون متفائلين، المرحلة سياسيا وعسكريا تتطلب وجود مجلس عسكري لاستعادة جيش الوطن ومن أجل أن تكون هناك هيئة حكم انتقالية تقود البلد، وأن يعود النازحون من المخيمات".

ويضيف بدوي في حواره: "لا أمتلك المعلومات ولكن أمتلك الإشارات، بالأمس نشرت جريدة روسية هامة جدا (من الجرائد الرسمية) مقالا لمعارض سوري وتقول فيه إن هناك بديلا للأسد وكيف يمكن أن يحدث، وسارعت السفارة السورية للاحتجاج لدى الخارجية الروسية على مثل هذا المقال، هناك قراءة أهم من المعلومات ولا يمكن لمن يطبخ الطبخة أن يسرب المعلومة، ولكن هناك قراءة أن القوى الدولية جميعها تعبت من الملف السوري وعلى رأسها روسيا وأمريكا".

فيما أن رعاية روسيا لتلك المبادرة بحسب التسريبات يدفع أكثر باتجاه التفاؤل بحسب بدوي الذي يرى أن "موسكو تستطيع أن تملي على النظام السوري وتؤثر أيضا في قرار الطرف الآخر، وبالتالي لايمكن لأي طرف أن يعلن هذا الإعلان إلا أن يحصل من موسكو، هي تبنّت الجيش السوري منذ عقود، وبيدها الحل والربط عسكريا في الداخل السوري وعلى الأقل في ضفة النظام". 

يختم الكاتب بدوي حواره بالقول إن "طلاس هو يستطيع أن يمسك الدفة مع النظام من خلال ضباط مازالوا موجودين"، ويوضح، أنه : "بكل مؤسسة هناك مازال الآلاف من الضباط الذين مازالوا موجودين داخل الجيش، وأعتقد أن العديد منهم يتصلوا بمناف ويقولون متى يأتي القرار الدولي ستجدوننا معكم".

والعميد مناف طلاس، (والده وزير الدفاع الأسبق في حكومة أسد، مصطفى طلاس) كان قائد اللواء (105) مرتبات الحرس الجمهوري التابع لميليشيا أسد وانشق عن الميليشيا في عام 2012،  ليكون أحد الأسماء المتداوالة من الأطراف الدولية لقيادة مجلس عسكري جديد في سوريا عبر طروحات عديدة جرت منذ انشقاقه قبل ثمانية أعوام.

التعليقات (13)

    السوري

    ·منذ 3 سنوات شهر
    نفس مهمته ابيه اعدام وتسريح الضباط السنة لتسليم العلويين

    زكريا

    ·منذ 3 سنوات شهر
    هذا السيناريو لم يعد يصدقه احد او يثق به إسقاط مجرم الحرب بشار يستغرق ساعات معدوة عندما تكون النية في ذلك صادقة .

    سوري

    ·منذ 3 سنوات شهر
    مناف طلاس حفيد المجرم مصطفى طلاس شريك المجرم الفاطس حافظ الأسد و مسؤول عن ايصال المجرم بشار الأسد إلى سدة الحكم هل كتب على الشعب السوري أن يرزح تحت ظل مجرمين

    العراقي

    ·منذ 3 سنوات شهر
    عشم ابليس في الجنه هههههه حشو اعلامي وضحك ع لحى الجهال والسذج الاسد باقي والى الابد شئتم ام ابيتم ورغم انوف بعران وخنازير العهر والخيانه ..

    سامر

    ·منذ 3 سنوات شهر
    مستحيل ان توافق روسيا على ان يحكم سوريا سني مهما كانت درجة انتمائه لأن الحرب اساسا على اهل السنة

    سوري

    ·منذ 3 سنوات شهر
    لو بتنشقو شق غير الاسد ماحدا بيهق

    الحسن بوفاريو

    ·منذ 3 سنوات شهر
    كاتب المقال يتكلم عن المسمى مناف طلاس بالعميد وينسبه لميليشيا سابقا قبل انشقاقه ، وهل الميليشيات تخرج عمداء ، منافكم هذا قزم صغير اندس بين صفوف الجيش العربي السوري

    Imad

    ·منذ 3 سنوات شهر
    ولد من رحم البعث ذلك الشقي السعيد. يكفي عسكره .. الدكتور محي الدين على حق

    ابو سعيد

    ·منذ 3 سنوات شهر
    لماذا وشخصيتين مما يسمى "الإدارة الذاتية

    سوري عاشق للوطن

    ·منذ 3 سنوات شهر
    المشكله فيكم مازلتم تعيشون الاحلام الأسد باق باق باق

    السوري من اهل النصارى

    ·منذ 3 سنوات شهر
    لا يمكن ان يحكم سوريا الاّ العلويين لانهم الوحيدين الذين يمكنهم العيش مع كل الفئات و كزب من قال انهم عنصريين

    انا

    ·منذ 3 سنوات شهر
    الأسد سيرحل كما رحل ابيه شاء من شاء وأبى من ابي

    السلام

    ·منذ 3 سنوات شهر
    هل كتب على الشعب السوري أن يحكم بالعسكرة والميلشيات المدعو طلاس انشق وسرق معه مبلغ غير قليل وهربه خارج البلد . الشعب يريد رئيسا توافقيا محايدا من عموم الشعب السوري . ألا يوجد في صفوف الشعب من هو كفؤ يستطيع أن يقود المرحلة ويوافق بين أطياف الشعب وينهض بالإقتصاد ؟ وما أكثرهم .
13

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات