موالو الساحل في ظاهرة فيسبوكية مثيرة: دعاية أسدية فردية أم جيش إلكتروني؟

موالو الساحل في ظاهرة فيسبوكية مثيرة: دعاية أسدية فردية أم جيش إلكتروني؟
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة فيسبوكية فريدة من نوعها في أوساط الموالين لنظام أسد وبشكل خاص من الطائفة العلوية في الساحل السوري، يمكن أن نطلق عليها مصطلح " موال بين منشورين".

المنشور الأول يسبّ فيه الأوضاع المزرية والمسؤولين وينال من هيبة ما يسمى النظام والدولة، والثاني يخرج ليتذلل ويسوق الأعذار ويهتف باسم قائده المغوار الأسد بشار.

ففي آخر ثلاثة أيام فقط تكررت هذه الحالة مرتين، الأولى عندما خرح ضابط في ميليشيا أسد الطائفية برتبة ملازم أول يدعى علي عيسى من جبلة، وهو يعلن انشقاقه من الميليشيا بسبب الظروف الاقتصادية المزرية، والثاني كان أمس لفتاة علوية من الساحل السوري تدعى جلنار حيدر، نشرت على صفحتها الشخصية منشورا انتقاديا لاذعا لنظام أسد، ختمته بعبارة جريئة جدا، ألا وهي " بلاد الذل أوطاني بامتياز".

المستغرب أن الاثنين عادا ليخرجا بعد يوم واحد فقط بمنشورين جديدين ويعتذرا من نظام الأسد، حيث برر الأول بأن حسابه كان مهكرا والثانية بأنها قصدت في منشورها العصابات المسلحة، وأنها هي من تقف وراء إذلال السوريين وأزماتهم الاقتصادية مرددة عبارات الطاعة والولاء لبشار الأسد من جديد.

طعم بقصد أو بدون

قبل أيام اعتقلت مخابرات أسد قرابة عشرة أشخاص بينهم إعلاميون، البعض خرج منهم وهو من نماذج الملازم أول علي وجلنار حيدر كـ الناشط علي سليمان، في حين لم يعرف مصير الباقين حتى الآن كالمذيعة التلفزيونية المؤيدة هالة الجرف المنحدرة من سلمية، وآخرون مغمورين.

وربما لم تكن ظاهرة "موال بين منشورين"، تستحق الاهتمام والوقوف عندها لولا هذه الحادثة والتصريحات الأخيرة لرئيس فرع المعلومات والجريمة الإلكترونية في نظام أسد العقيد لؤي شاليش حين قال: إن عدد الضبوط الخاصة بالنشر على وسائل التواصل الاجتماعي بلغت خلال العام المنصرم 2020، 2250 ضبطاً بمعدل 70 إلى 80 ضبطاً شهرياً.

ولكن هذين الحدثين أثارا  التساؤل الأبرز حول هذه الظاهرة، وهو ما الذي يمنع استخدام نظام الأسد لهؤلاء الموالين ومثل هذه الحوادث إن كانت بشكل منظم أو حتى بالصدفة كطعم، للإيقاع بالآخرين واكتشاف من يتعاطف معهم ومن يعارضه، وبالأخص في الساحل السوري الذي يخشى الأسد من انتفاضة حقيقية له في الظروف القاسية التي وصلوا إليها عقب عشر سنوات من استخدامهم كوقود لحربه ضد السوريين.

 وهذا التساؤل تعززه التعليقات من جهة، فجزء كبير منها تعاطف مع حالة الملازم أول علي والصبية جلنار على سبيل المثال، ويعززه عدد  الضبوط الضخم الذي كشف عنه رئيس فرع المعلومات في نظام أسد من جهة ثانية.

 وبالتالي فإن نظام أسد وعبر أجهزته المعنية، يستطيع الإيقاع بكل من يعارضه وينتقده في مناطق سيطرته.

عصفوران بحجر واحد 

هناك مسألة أخرى أخطر من سابقتها، وقد ألمح لها أكثر من سياسي ومعارض أبرزهم أيمن عبد النور، رئيس (منظمة مسيحيون من أجل السلام) وهذه المسألة هي أن النظام وبغض النظر إذا ما كان هو من يقف خلف هذه الظاهرة بشكل مباشر أم لا،  فإنه بالتأكيد يصطاد من خلالها عصفورين بحجر واحد كما يقول المثل؛ فهو من خلال  هذه الظواهر يستطيع أن يسبر نبض الساحل السوري على وجه الخصوص، لأن هذه الظاهرة  "ظاهرة موال بين منشورين"، خرجت في الفترة الأخيرة من الساحل السوري، فيعرف المتعاطف مع منتقديه ومن يؤيد فكرة الانشقاق، ومن لايزال يؤيده ويطبل له.

أما العصفور الأخر فهو من مهمة جيش الأسد الإلكتروني، الذي يشن هجمة على منتقد النظام أو المطالب بالانشقاق كما حصل مع الملازم أول علي بحسابات وهمية باسم المناطق المحررة.. هذه الهجمة تركز على تخويف من ينتقد الأسد ويحاول الانقلاب عليه من العلويين بعبارات من قبيل؛ "الآن وبعد عشر سنوات تفكرون بالانشقاق يا مجرمين ، جميعكم مجرمون وسوف تتم محاسبتكم"، الآن تنتقدون الأسد بعد أن عرفتم طعم الجوع والموت والذل ...الخ).

وهذا ما يدفع الموالين من الطائفة العلوية على وجه الخصوص للخوف والاستمرار بالدفاع عن نظام الأسد رغم كل ظروف الإذلال والتجويع والفقر التي عانوها بسببه، لأن البديل ببساطة هو الذبح على يد المعارضة كما يسعى جيش أسد الإلكتروني أن يصور لهم.

لقد بدأت ظاهرة الانتشار في شهر آب من العام الفائت في مناطق الساحل السوري، وذلك بعد ظهور الصراع بين رامي مخلوف وبشار الأسد إلى العلن، وخروج مخلوف بأكثر من منشور وفيديو على صفحته الشخصية يحرض فيه الحاضنة العلوية على ابن عمته بشار الأسد بشكل غير مباشر.

وكانت البداية من انتقاد مقدم يدعى معن عيسى لميليشيا أسد عندما خرج بمنشور ناري يهاجم فيه القيادات العسكرية العليا في ميليشيا أسد بسبب سوء الطعام والمعاملة، قبل أن يعتذر بعد أيام من منشوره بمنشور جديد، كما فعل الملازم أول علي والأنسة جلنار.

التعليقات (2)

    الوكيع بالله يوسف

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    هذه الحركات منشأها بلاد الواق واق لبنان حسن زميرة و من هنا الخبرة

    سامر سعدي

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    مفى كذب و تدليس على الناس . الطائفة النصيرية الارهابية المجرمة تعبد رئيسها بدلاً من الله .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات