كارثة تعليمية في الشمال السوري.. المعلمون دون رواتب.. والمنظمات في قفص الاتهام

كارثة تعليمية في الشمال السوري.. المعلمون دون رواتب.. والمنظمات في قفص الاتهام
تستمر معاناة المعلمين في المدارس الواقعة في المناطق المحررة، وخاصة في إدلب وريفها، بعد أن أضحى صوت جوع عائلاتهم أعلى من صوت ضمير المهنة وسجلات ديونهم لم تعرف السداد منذ عامين.

في مطلع العام الماضي، استفاق مدرسو المناطق المحررة على بيان توقف الدعم المالي والمنح النقدية لمدرسي الحلقة الثانية من طلبة المرحلة الإعدادية والثانوية دون توضيح للأسباب، لكن المدرسين آثروا دفع مخاطر الانقطاع عن التدريس خوفاً على مستقبل الطلبة، وأملاً في حلحلة مشكلة الدعم المادي لكنها رافقتهم حتى العام الحالي.

وعليه، نظم مدرسون في عدد من مدارس المناطق المحررة إضرابهم يوم السبت الماضي، احتجاجاً على انقطاع المنح التعليمية واستمرار غياب الدخل الشهري الدائم لمدرسي مدارس المرحلتين الإعدادية والثانوية.

وتواصلت أورينت نت مع عدد من المدرسين في المدارس المشاركة ممن لم يتقاضوا رواتبهم منذ نحو عامين على خلاف مدارس الحلقة الأولى والمسؤولة عن تعليم الصفوف الأولى حتى الرابع الابتدائي.

"لاشيء لدينا لنخسره"

ويتحدث المدرس معتصم قرنفل لأورينت نت عن صعوبات العمل في التدريس وسط غياب دعم مالي واقتصارها على منح قيمتها 120 دولاراً أمريكياً فقط، معلقاً بالقول " لا يمكنني رؤية أطفالي جائعين..بدأت أبحث عن عمل بديل في منظمة دولية فرواتبها تعادل خمسة أضعاف المنحة التي أتقاضاها".

وعرّج قرنفل في حديثه عن زملاء آخرين من المدرسين الذين نزحوا إلى المناطق المحررة بالقول "أثقلت نفقاتهم الطبية والمعيشية كاهلهم، أملاً في تجاوب مديرية التربية في المنطقة مع مطالبهم "وإن لم تتجاوب لاشيء لدينا لنخسره".

في حين تأسّف المدرس قصي عيسى من مدرسة "الجينة" في أبين من إضراب المدرسين الذي ينعكس سلباً على الطلبة، والإضراب ليس سوى محاولة للتعويض عن جزء بسيط من المستحقات.

وقال عيسى إن المدرسين لم يتقاضوا سوى 200 دولار عن الفصل الدراسي الأول من العام الماضي، وعلّق قائلاً "لله المشتكى..لم نتقاض سوى 200 دولار عن الفصل الأول وبتنا نستند إلى الدين لقضاء حاجياتنا".

"تعليق مقصود"

بينما علق أحد المدرسين من كفر نوران رفض الكشف عن اسمه لأسباب شخصية بالقول إن انقطاع الدعم "مقصود"، وإن الغاية منه تجهيل الناس، وخاصة الفئات العمرية الناشئة.

وذكر المدرس كيف كانت روابتهم تدفع شهرياً وبانتظام من قبل المنظمات الداعمة، لكنها توقفت مع بداية العام الماضي، إذ أبلغت حينها مديرية التربية أن العمل بات تطوعياً ويجري العمل على إيجاد بديل، "لكننا لم نقبل بترك طلابنا دون تعليم، وعليه تابعنا العمل دون أجور".

لكن مصدراً محلياً كشف لأورينت نت أنه تم اعتماد سياسة ممنهجة قائمة على إبقاء جيل الشباب دون تعليم، تمهيداً للسيطرة لاحقاً على المناطق المحررة من قبل الأطراف الساعية إلى ذلك، حسب تعبيره.

وأضاف المصدر أن اجتماعاً سابقاً تمّ مع أحد المسؤولين في مديرية التربية أكّد على تعمّد جهات دولية قطع الدعم المالي عن مدارس المناطق المحررة، في حين لا يزال المعنيون يتحركون ضمن حلقة مفرغة لإيجاد داعم بديل لاستئناف رواتب المدرسين، حسب قوله.

 التربية: وارداتنا لاتغطي ثمن قرطاسية

المسؤول في المكتب الإعلامي في مديرية التربية بالحكومة المؤقتة مصطفى الحاج علي أوضح لأورينت نت أن الاتحاد الأوروبي أخطر منظمة "كومينكس" المعنية بدعم رواتب المدرسين بإيقاف الدعم عنها دون سابق إنذار، في حين بقيت وزارة الخارجية الأمريكية تزود منحاً مالية لمدارس الحلقة الأولى عبر عقود توقع بين الفينة والأخرى.

وحول المنح المتبقية، قال الحاج علي إن المشاريع الموجودة خفيفة، وتم إيداع بعض المنح للمتطوعين من المدرسين لكنها لم تشمل الجميع، آملاً أن يحصل جميع المعلمين على دعم مالي.

وفي السؤال حول إمكانية دعم مديرية التربية لرواتب المدرسين، قال محمود الباشا مدير دائرة التعليم الأساسي لأورينت نت إن التربية وضعها سيئ جداً، ليس لديها أي استثمارات أو عقارات يمكن لها أن تستعيض عن وارداتها لسداد مستحقات المدرسين، كذلك الأمر بالنسبة لقاعات الاجتماعات والندوات مردودها لا يغطي ثمن قرطاسية لطلاب المدارس، على حد وصفه.

ويأمل الباشا وجود تمويل ذاتي عبر استحداث نقابة للمعلمين أو عبر المؤسسات المدنية الفاعلة في المنطقة أو بمبادرات من قبل الأهالي يمكن جلب الدعم المالي للمتطوعين من المدرسين، حسب قوله.

التعليقات (1)

    معلم في الحلقة الثانية والثانوي

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    يجب على القائمين على موضوع الدعم عدم الموافقة على دعم جزئي إما يدعم التعليم بجميع مراحله وإما من الخطأ الفادح دعم جزئ وترك الجزئ الآخر بدون دعم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات