إيران غاضبة من روسيا وتحتج رسمياً لدى الخارجية

إيران غاضبة من روسيا وتحتج رسمياً لدى الخارجية
تحاول إيران من وقت لآخر إطلاق اسم الخليج الفارسي على الخليج العربي أو ما يعرف سابقا بـ "بحر العرب" في منطقة الخليج، وهي محاولة تندرج في إطار توسيع امبراطوريتها المزعومة على حساب التدخلات العابثة بأمن الدول العربية.

آخر تلك المحاولات كانت بمذكرة احتجاج رسمية قدمتها إيران لروسيا، حيث ذكرت وكالة "إرنا" الإيرانية أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، قال إن "بلاده احتجت رسميا بسبب استخدام كلمة مزيفة عن الخليج الفارسي على الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الروسية الناطق باللغة العربية".

وأوضح زاده: "من خلال سفارتنا في موسكو تم تقديم مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الروسية"، فيما لم تعلق روسيا على تلك الأخبار حتى ساعة إعداد التقرير، غير أنه إجراء لا يعدو كونه سوى تصريح على وسائل الإعلام الإيرانية وحسب، وفق محللين.

وكانت الخارجية الروسية عبر حسابها باللغة العربية عبر "تويتر" ذكرت، السبت الماضية، أن  نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف بحثا مع سفير العراق لدى موسكو عبدالرحمن حامد الحسيني "المسائل الإقليمية بما فيها التسوية الفلسطينية والوضع في سوريا وفي منطقة الخليج العربي"، وهو الوصف الذي احتجت عليه إيران.

عربي أم فارسي؟

وتطلق إيران اسم (الخليج الفارسي) على الخليج، بينما تطلق الدول العربية عليه (الخليج العربي) الذي يثير الاسم غضب الإيرانيين بشكل كبير، وهو أمر عبرت عنه إيران عشرات المرات في المحافل الدولية والتعاملات الرسمية، بل وصلت لخلافات دبلوماسية مع دول أخرى، وإلغاء اتفاقيات دولية بسبب التسمية ذاتها.

وبالعودة إلى بعض المؤرخين والجغرافيين العرب (الإصطخري وابن حوقل، والإدريسي وياقوت الحموي) وحتى لوقت ليس ببعيد، يلاحظ أن العرب كانوا يطلقون على الخليج "بحر فارس" وليس اسم الخليج الفارسي كما يحاول نظام خامنئي إلصاقه بالمنطقة، لكن اسم "الخليج العربي" أطلقه العرب خلال محاولات النهضة العربية أو النهضة القومية بالذات في منتصف القرن الماضي، في حين يستشهد البعض بمقولات وفواصل زمنية لإثبات ذلك وأبرزها كلمة الرئيس المصري جمال عبد الناصر "نحن أمة واحدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي".

العربي يغضب إيران

وسبق أن عبرت إيران عن غضبها في عشرات المواقف الرسمية بسبب تسمية الخليج العربي، كان أحدها منع صحيفة "ناشونال جيوغرافيك" وصحافييها من دخول الأراضي الإيرانية في عام 2004، بسبب إطلاق (الخليج العربي) في طبعتها الثامنة من أطلس العالم، كما مورس ذلك الأمر على مجلة "ذي ‘إكونوميست" في عام 2006، لاستعمالها كلمة (الخليج) دون أي صفة.

وفي عام 2010، ألغى الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي ومقره العاصمة السعودية الرياض، بطولة ألعاب القوى التي كانت تستضيفها طهران، وذلك بسبب إطلاق ميداليات إيرانية تحمل عبارة الخليج الفارسي لتوزيعها على اللاعبين، لكن إيران ردت بإعلانها منع كل شركة طيران أجنبية من دخول أجوائها وهي لا تستعمل عبارة "الخليج الفارسي".

الغزو الإيراني

غير أن الرد العربي الموجه لإيران دائما يؤكد أن موضوع تسمية الخليج بـ "العربي" فهو عائد لوجود شعوب ناطقة باللغة العربية في محيطه ووصولا إلى الأراضي الإيرانية ذاتها، أي منطقة الأحواز العربية، أما أن تحاول طهران إطلاق اللقب الفارسي على الخليج فهو محاولة قديمة لتوسيع نفوذها الفارسي في المنطقة العربية بشكل غير شرعي.

وهذا الأمر عبر عنه قبل سابقا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي والذي سخر بشدة من إصرار إيران على إطلاق الخليج الفارسي على الخليج وقال حينها: "الوجود العربي على الساحل الشرقي للخليج العربي مستمر ومثبت تاريخياً منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام بينما الوجود الفارسي هناك مستحدث ولا يعود لأكثر من الدولة الصفوية (1501 – 1736)".

وتحتل إيران عدة جزر عربية تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة (جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى)، فيما تدعي أن دولة البحرين في الأصل إيرانية، وهو أمر لا يحتاج أصلاً للعودة إلى مراجع لإثبات ذلك، لأن أطماع إيران باتت تهدد وجود الدول العربية وليس فقط دول الخليج بسبب تدخلاتها المختلفة في المنطقة العربية واحتلالها لأربع عواصم عربية (دمشق وصنعاء وبغداد وبيروت).

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات