أورينت في ذكراها الـ12: وثائقي يروي تجربة الانتقال إلى السوشيال ميديا.. ويناقش المحظورات بقوة

أورينت في ذكراها الـ12: وثائقي يروي تجربة الانتقال إلى السوشيال ميديا.. ويناقش المحظورات بقوة
قبل عام كان العديد من العاملين في قناة أورينت نيوز يخشون من إغلاق القناة بشكل نهائي عقب إعلان مالكها رجل الأعمال السوري غسان عبود، إنهاء البث التلفزيوني للقناة والانتقال إلى تجربة جديدة وهي التحول إلى البث عبر وسائل السوشيال ميديا، وكان المتفائل فيهم يستبعد التوقف، لكنه يتخوف من عدم نجاح التجربة.

هذه الهواجس التي أرقتهم حينئذ روتها وناقشتها أورينت وكشفت ما كان محظورا منها، وهي تحيي الذكرى الـ12 لتأسيسها وشهورها العشرة الأولى في عالم السوشيال ميديا، عبر فيلم وثائقي حمل عنوان "أورينت التحولات والتحديات.. من شاشة التلفزيون إلى فضاء السوشيال ميديا".

كواليس التجربة

ناقش الفيلم الوثائقي التجربة ولم يحكم عليها بفشل أو نجاح، وطرحها بشكل موضوعي، فسلط الضوء على الصعوبات والمخاوف من وجهة نظر العاملين والقائمين على أورينت نيوز وعرض للمكاسب والمخاطر التي رافقت التجربة من وجهة نظر مختصين وضيوف من خارج القناة.

المخاوف كانت كما ذكرها رئيس تحرير أورينت علاء فرحات متجلية بانطباع الناس بأن القناة ذاهبة إلى الإغلاق.. وكانت مخاوف الزملاء من فقد وظائفهم أو أن سياسة القناة ستتغير ,من أبرز ما كانت الإدارة تريد مواجهته حينئذ .

" نعم والكلام لرئيس التحرير، كان هذا يخيفنا لكنه، لم يكن موجودا أصلا وكان دورنا يكمن في دحض هذه المخاوف لدى الزملاء والعاملين على حد سواء، وكان جزء كبير من سر التجربة كما يكشف الفيلم هو حفاظ أورينت على سياستها وخطها المتبني قضايا السوريين وثورتهم".

وتحدث الفيلم الذي استمر لنصف ساعة من الزمن عن الصعوبات، التي تمثلت  بكيفية تطوير الأدوات التلفزيونية وتطويعها مع ما يناسب السوشيال ميديا، وكشف عن ارتباك وخوف المذيعين والمقدمين من هذه التجربة الجديدة.

وتميز الفيلم بعرضه لوجهتي النظر الزمانيتين أي إبان دخول التجربة الجديدة وعقب عشرة أشهر من خوضها، مظهرا بشكل جلي وتلقائي ماذا كسبت أورينت من نقلتها الجديدة وما الصعوبات التي تجاوزتها وماذا بقي منها.

رجل الأعمال غسان عبود: الاستمرار والثبات

ولخص كاتب سيناريو الفيلم الوثائقي ومخرجه محمد منصور، المكاسب التي حققتها أورينت بجملة قالها عند بدء الإعلان عن التجربة وثبتت صحتها بعد عشرة أشهر : عندما تكون أكثر جودة وأقل تكلفة تكون أكثر حرية في إنتاج المحتوى وأكثر حرية في مقاومة الضغوط".

فجاءت هذه الكلمة وهذا الفيلم لتكشفا بأن انتقال أورينت إلى عالم السوشيال كان مغامرة لكنها لم تكن عشوائية بل مدروسة بعناية ودقة، كما كشفت أيضا مدى تمسك مالك القناة رجل الأعمال غسان عبود بخط الأورينت التي عبرت ومنذ انطلاقتها قبل 12 سنة عن ضمير السوريين، وكانت أول من أوصل صوت وصورة ثورتهم إلى العالم.

فحين لم يعد بالإمكان لأي شاشة تلفزيونية خاصة أن تستمر دون أن تعبر عن أجندات السلطات أو الحكومات نظرا لتكلفتها الاقتصادية الهائلة ودون تغير موقفها،  أخذ الأستاذ غسان عبود قراره الجريء بالانتقال إلى السوشيال ميديا، ليحقق معادلة الاستمرار والثبات على الخط، وهذا ما كشفته التجربة بعد عشر شهور، رغم أن المخاطر ما تزال تعتريها دون أدنى شك، وهذه المعلومة رغم أنها تعتبر من المحظورات إلى أن الفيلم طرحها أيضا بوضوح دون إخفاء، انطلاقا من شفافية الأورينت مع جمهورها ومتابعيها الذين أصبحوا أكثر قربا ومشاركة لها بعد التجربة الجديدة.

نجاح القرار الذي اتخذه مالك القناة لم يظهر من خلال الفيلم الوثائقي والبانورامي، بل من خلال الأرقام التي حققتها أورينت بعد التجربة في عالم السوشيال والأصداء الإيجابية التي لاقاها الفيلم، فيلم "التجربة" إن صح التعبير بعد بثه ونشره.

بنية درامية تعكس التجربة 

عند النظر إلى الفيلم من الداخل ومتابعته، تجد أنه ليس عملا إعلاميا فحسب، قدم معلومات وأعطى آراء عن التجربة وصعوباتها ومخاوفها بشكل جاف، بل كانت المشاعر أكثر حضورا في التعبير عن مقولة الفيلم ومعلوماته من الكلمات، وذلك يعود للبنية الدرامية المبنية على قصة ما جرى في القناة حقيقة وليس تصورا فقط.

وبالطبع ما كانت هذه البنية أو اللفتة الدرامية لتتحقق لولا وجود أمرين، قد لا نستطيع أن نعطي لأحدهما الأفضلية على الآخر، وهما أولا؛ السيناريو المحكم المستمد من التجربة نفسها التي عاشها كاتب السيناريو كما غيره من الزملاء مع الإيقاع السريع والرشيق للفيلم، وهذا الكلام يمكن رؤيته في ردود الفعل على الفيلم بعد نشره من متابعين عاديين ومختصين.

وأما الأمر الثاني فهو وجود مادة فيلمية وصور غزيرة تعكس المشاعر المتنوعة للقائمين على القناة والعاملين فيها عند بدء الإعلان عن التجربة (خوف، قلق، مفاجأة، استغراب...إلخ)، وهو ما استثمره كاتب السيناريو والقائمون على إعداد الفيلم ببراعة لإعطاء مقارنة حقيقية لمرحلتين يمثلهما الفيلم، قبل التجربة وبعد 10 شهور من ممارستها.

أرقام مبشرة وأصداء إيجابية 

رغم أن الفيلم الوثائقي عرض لتجربة الانتقال إلى السوشيال ميديا بمكاسبها وصعوباتها وبخفاياها، تاركا الباب مفتوحا للمتابع لإعطاء الحكم النهائي على نجاح هذه التجربة وإذا ماكان القرار الذي اتخذه مالك القناة صائبا أم غير ذلك.. لكن في الوقت نفسه ذكر أن إحدى ميزات السوشيال ميديا هي أن المتابع يصبح مشاركا في الإعداد وتقييم النجاح أوالفشل.

ومن خلال الأصداء الإيجابية التي لاقاها الفيلم الوثائقي ومراجعة الأرقام التي حققتها أورينت على منصاتها خلال فترة التجربة المقدرة بعشرة أشهر، فهي تعطي مؤشرات واضحة على النجاح الكبير الذي حققته في هذا الميدان.

فعلى منصة السوريين الأولى فيسبوك، قفزت أرقام متابعي الأورينت أكثر من مليون متابع منذ تحويل البث إلى منصات السوشيال، وفي تويتر استقطبت أكثر من 300 ألف متابع جديد، وحوالي 115 ألفا على تطبيق الإنستغرام، وبدأت مؤخرا باستخدام التيك توك، وتسعى بكل جهد لتسجيل بصمتها على هذا التطبيق الجديد.

نعم، لم تنته صعوبات الانتقال إلى السوشيال، وربما لن تنتهي أبدا، ولكن يكفي أورينت أن تكون سباقة إلى هذا المجال ويكفي أنها كسبت شرائح شبابية جديدة، وجمهور السوشيال الذي يشكل 80 بالمئة من المتابعين بحسب دراسات أعدتها القناة، ويكفي أولا وأخيرا أن أورينت استمرت وحافظت على قضيتها وخطها السياسي، رغم كل الضغوط والظروف، لتكون هذه الكفايات هي المقولة الأشمل لفيلمها الوثائقي ونسعى للمزيد.

التعليقات (4)

    ياسين

    ·منذ 3 سنوات شهر
    بكل تأكيد يمثل الفيلم حالة متفردة بالتحول من قناة تلفزيونية إلى عالم السوشال ميديا.. فيلم جميل وتقرير موفق اوجز تجربة هامة في الفضاء الاعلامي السوري المعارض

    سامر حسان

    ·منذ 3 سنوات شهر
    نتمنى أن تبقى أورينت قلعة الإعلام في الثورة السورية، كل الشكر للقائمين عليها، ما نحتاجه هو إعلام حقيقي يكشف العيوب ويصوب الخطأ، الفيلم رائع، وحتى التقرير المكتوب وافي نتمنى ألا يتغير خط القناة وأن تستقطب مزيداً من النخب وتكون بحق صوت السوريين

    Azmi Nabil

    ·منذ 3 سنوات شهر
    نتمنى أن تبقى أورينت قلعة الإعلام في الثورة السورية، كل الشكر للقائمين عليها، ما نحتاجه هو إعلام حقيقي يكشف العيوب ويصوب الخطأ، الفيلم رائع، وحتى التقرير المكتوب وافي نتمنى ألا يتغير خط القناة وأن تستقطب مزيداً من النخب وتكون بحق صوت السوريين

    Azmi Nabil

    ·منذ 3 سنوات شهر
    نرجو عودة بث قناة أورينت مباشرة على التلفزيون متل السابق وكل المحبةللأستاذ غسان وجميع العالمين فيها وخاصة أستاذ احمد الريحاوي وبرنامج تفاصيل
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات