"27 ألف طفل مهددون".. ثلاث قصص تعكس جحيم مخيم الهول في الحسكة على آلاف العوائل

"27 ألف طفل مهددون".. ثلاث قصص تعكس جحيم مخيم الهول في الحسكة على آلاف العوائل
يعد مخيم الهول الواقع في الحسكة على الحدود العراقية شمال شرق سوريا والخاضع لسيطرة ميليشيا قسد من أكبر المخيمات في سوريا ويضم ما يقارب 62 ألف شخص حسب مسؤولين إنسانيين في الأمم المتحدة ويمثل الأطفال والنساء أكثر من 80% من سكان المخيم.

 ويحوي مخيم الهول على عشرات الآلاف من النازحين من 60 دولة أجنبية مختلفة فروا من المعارك التي أدت إلى إنهاء تنظيم داعش شرق سوريا عام 2019 وعلقوا هناك حيث لم يعد باستطاعتهم العودة إلى بلادهم بسبب إبداء دولهم تردداً على صعيد إعادتهم بسبب تخوفها من ارتباطهم بتنظيم داعش الذي استقطب مقاتلين أجانب في صفوفه منذ عام 2014.

وأصدرت منظمة "احفظ الأطفال" بياناً طالبت فيه جميع الدول بتكثيف جهودها لاستعادة رعاياها في مخيمات شمال شرق سوريا وخصوصاً الأطفال الذين يبلغ عددهم حسبما جاء في البيان "نحو 27 ألف طفل" ينتظرون العودة مع ذويهم. 

وأوضح البيان أن الأطفال الأجانب في المخيمات يعيشون ظروفاً قاسية لا يمكن تخيلها حالهم كحال ملايين الأطفال السوريين الذين يعانون من الصراع والحرمان طوال سنوات الحرب الماضية، مشيرة إلى أن بريطانيا أعربت أكثر من مرة عن استعدادها لاستعادة مواطنيها من المخيمات الذين يوجد بينهم 60 طفلاً.

 وأوضحت المنظمة من خلال البيان أن مئتي طفل فقط استطاعوا العودة إلى بلادهم عام 2020 مقابل 685 عادوا عام 2019 لافتة إلى أن وباء كورونا أدى إلى إبطاء الإجراءات.

ثلاث قصص تعكس المأساة

استطاعت "أورينت نت" الوصول إلى ثلاث سيدات قتل أزواجهن وهم "عناصر في تنظيم داعش" في المعارك الأخيرة واستطعن الوصول إلى مخيم الهول مع أطفالهن، قبلت السيدات مشاركة قصتهن شريطة عدم الإفصاح عن أسمائهن.

وبدأت فرح بالحديث وهي سيدة عراقية: "وصلنا إلى سوريا في منتصف 2015 قادمين من العراق وذلك بعد مضي أشهر على زواجنا. كان زوجي مقاتلاً في صفوف التنظيم آنذاك وتنقلنا كثيراً بين المدن السورية ليقتل في المعارك الأخيرة في البادية وأبقى وحيدة مع طفلين. 

استطعنا الفرار من القصف والرصاص ووصلنا إلى مخيم الهول على الحدود العراقية حيث كانت الوجهة الوحيدة التي رأينا منها ملاذاً آمناً أستطيع فيه حماية طفليَّ من الموت. 

ونحصل على معاملة من الدرجة الثانية لأن جنسيتنا الأجنبية تدل على أننا عوائل مقاتلي التنظيم ونحاول في كثير من الأحيان إخفاء هويتنا كون لهجتنا قريبة من لهجة أبناء المنطقة الشرقية وفي أحيان أخرى نعرف بأنفسنا على أننا من العراقيين المقيمين في سوريا منذ حرب العراق لعل ذلك يشفع لنا ويخفف من سوء المعاملة التي نتلقاها."

وتؤمن على كلامها السيدة الأربعينية التي عرفت عن نفسها باسم أم حفص كانت هي الأخرى قدمت من العراق وتقول: "لم أكن في يوم من الأيام راضية عما يقوم به زوجي ولم أكن راضية عن ترك بلدي وانضمام زوجي إلى تنظيم داعش والقتال في صفوفه لكني أجبرت مرغمة على القدوم إلى سوريا معه ليلقى حتفه في المعارك الأخيرة أثناء طرد التنظيم من سوريا، وبقيت مع أطفالي الثلاثة محاصرة مع عوائل كثر لا نستطيع الخروج من دير الزور ولا نستطيع البقاء هناك من شدة القصف والرصاص المتبادل بين الطرفين وكنت أخاف على أولادي من الإصابة أو الموت.

 وصلنا بعد عناء شديد ورحلة طويلة إلى مخيم الهول لتبدأ معها مرحلة جديدة من المعاناة في ظل ظروف معيشية سيئة وقلة في الموارد إضافة إلى المعاملة السيئة التي نتلقاها."

ومن جانبها تقول السيدة التونسية سجى: "ما ذنب الأطفال والنساء ليتحملوا أخطاء ارتكبها آباؤهم أو أزواجهم!! كنا نعيش حياة كريمة في بيوتنا أنا مدرسة أحمل الجنسية الفرنسية. 

أعيش هنا مع ابنتي في مكان لا يصلح للسكن وتغيب عنه أدنى مقومات الحياة الكريمة، ابنتي ولدت هنا وهي بدون أي وثائق وبدون جنسية، الوقت يمر وستحرم من حق التعليم أيضاً بسبب تعنت دولنا وامتناعها عن إعادتنا إلى منازلنا.

 لم أكن موافقة على المجيء إلى هنا وأرغمت على ذلك، يوجد في المخيم عائلات كثر من الأجانب ومن حملة جوازات السفر الأوروبية لكنهم محتجزون في أماكن أخرى وممنوعون من الاختلاط بباقي سكان المخيم من العرب، لا نعلم إن كانوا يتلقون معاملة أسوأ أو أفضل من التي نتلقاها ولا نستطيع التواصل معهم. كوني تونسية وأتكلم اللغة العربية وربما بسبب عدم معرفتهم بأن جزءا كبيرا من التونسيين يحملون الجنسية الفرنسية أبقوا علينا هنا."

وتتابع: "على المنظمات الدولية وعلى دولنا التحرك سريعاً لإنقاذنا وإنقاذ عشرات الآلاف من الأطفال هنا ممن يعيشون ظروفاً سيئة ويحرمون من الحقوق التي كفلتها لهم جميع دساتير العالم. كلنا بحاجة للخضوع لعلاج نفسي حتى نستطيع تجاوز الأزمات التي مررنا بها وأسوأ ما في الأمر أن عددا كبيرا من الأطفال لا يحملون أي ثبوتيات ويعتبرون عديمي الجنسية وغير مسجلين في أي دولة أو جهة رسمية أي أنهم مجرد أعداد لا أكثر."

يذكر أن منسق الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف حث الدول على استعادة الأطفال ممن فقدوا عائلاتهم وتقطعت بهم السبل في مخيم الهول على الحدود العراقية ووصف وضع الأطفال على أنه أكثر القضايا إلحاحاً في العالم اليوم. 

ولفت إلى أن هؤلاء الأطفال عرضة للانتهاك من قبل عناصر تنظيم داعش وأنهم معرضون لخطر التطرف داخل المخيم. وفي كانون الثاني الماضي حذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الأمني في مخيم الهول شمال شرق سوريا المكتظ باللاجئين مشيرة إلى مقتل 12 سورياً وعراقياً في الأسبوعين الأولين من هذا العام.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات