بايدن يصعد ويهدد روسيا بدفع الثمن وموسكو "المصدومة" تصف خطابه بالعدواني

بايدن يصعد ويهدد روسيا بدفع الثمن وموسكو "المصدومة" تصف خطابه بالعدواني
تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتغيير سياسة بلاده تجاه روسيا والتصدي لتجاوزاتها الداخلية والخارجية، وذلك خلافا لسياسة سلفه دونالد ترامب المتهم بالولاء المطلق لموسكو.

وقال بايدن خلال خطاب له، أمس الخميس، "أكدت بوضوح للرئيس بوتين بطريقة تختلف كثيرا عن تلك التي اتبعها سلفي، أن أيام تراجع الولايات المتحدة أمام التصرفات العدوانية لروسيا وتدخلاتها في انتخاباتنا وهجماتها السيبرانية وتسميمها للمواطنين انتهت".

وأضاف بايدن: "لن نتردد في رفع الثمن الذي ستدفعه روسيا وسندافع عن مصالحنا الحيوية وعن شعبنا، وسنكون أكثر فعالية في التعامل مع روسيا في عملنا ضمن التحالف والتنسيق مع الشركاء الذي يلتزمون بأسلوب التفكير المشابه".

تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد ركزت على اعتقال موسكو للمعارض الروسي، أليكسي نافالني، وهو أكبر معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرا أن "سجن نافالني لدوافع سياسية ومحاولات روسيا لقمع حرية التجمع يشكل مصدر قلق عميق لنا وللمجتمع العالمي بأسره، لقد تم استهداف نافالني لأنه كان يكشف الفساد، يجب إطلاق سراحه فورا ودون أي شروط".

وكانت محكمة روسية قضت بسجن المعارض الروسي أليكسي نافالني لمدة "3 سنوات ونصف" بعد أسابيع على اعتقاله بشكل تعسفي لدى عودته من ألمانيا، ما أسفر عن مظاهرات في أكثر من 100 مدينة ومنطقة على الأراضي الروسية من أنصار نافالني الذين طالبوا بالإفراج الفوري عنه واتهموا بوتين بأنه "لص" في إشارة إلى الفيلم الاستقصائي الذي أعده المعارض الروسي نافالني وبثه عبر قناته في يوتيوب اتهم فيها بوتين ومقربين منه بالفساد وسرقة أملاك كبيرة بينها أحد القصور.

ويحاول الرئيس بايدن ومن ورائه الحزب الديمقراطي، تعديل السياسة الخارجية الأمريكية للوقوف في وجه الخصومات الكبرى كروسيا والصين وغيرها من الدول الغربية، إضافة لتصحيح الأخطاء التي تركها الرئيس السابق دونالد ترامب خصوصا في تعامله مع روسيا وإفساح المجال لسياساتها "الخبيثة" بالغلغل في الأوساط الأمريكية عبر قضايا عديدة، وأبرزها الجهمات الالكترونية على مواقعها الرسمية والتدخل في الانتخابات.

ترامب مجند روسي منذ 40 عاما

واستغلت موسكو الفترة الرئاسية السابقة برئاسة دونالد ترامب، لتمرير أجنداتها المحلية والدولية، الأمر الذي أغضب الساسة الأمريكيين وخاصة الديمقراطيين، خاصة مع وجود تقارير تتحدث عن استثمار روسيا لترامب خلال 40 عاما.

جاء ذلك على لسان العميل السابق في الاستخبارات الروسية، يوري شفيتس، (عميل الاتحاد السوفياتي في واشنطن خلال الثمانينيات) الذي قال خلال مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، بقوله "هذا مثال على الحالات التي يتم فيها تجنيد الأشخاص عندما يكونون مجرد طلاب، ثم يرتقون إلى مناصب هامة. شيء من هذا القبيل كان يحدث مع ترامب".

وبحسب شفيتس فإن بداية اهتمام روسيا بترامب كانت عام 1977، بعد زواجه من عارضة الأزياء التشيكية إيفانا زيلنيشكوفا، ووضعه تحت مراقبة المخابرات التشيكية بالتعاون مع الاستخبارات السوفياتية، حتى زيارته برفقة زوجته إيفانا إلى موسكو عام 1987 ولقائه بعملاء الاستخبارات الروسية لإقناعه بدخول معترك السياسة لاستثماره فيما بعد.

وبالفعل، أقنعت المخابرات الروسية (كي جي بي) ترامب بفكرة للدخول في عالم السياسة وأنه يجب أن يكون رئيسا للولايات المتحدة في المستقبل وتغيير وجه العالم حينها، وذلك عبر الإطراء عليه واستغلال حبه للإطراء وسطحية تفكيره، بحسب "الغارديان".

وكانت اتهامات عديدة وجهت لروسيا خلال فترة حكم ترامب، بدعم حملاته الانتخابية وقضية التزوير في الانتخابات بإشراف المخابرات الروسية، خاصة بترحيبها باستلامه السلطة عام 2016، ما يؤكد تنفيذ ترامب لخطة الاستخبارات الروسية بشكل دقيق بعد سعيه الحثيث للترشح لرئاسة البيت الأبيض وتسخير ثروته لذلك.

ووفق تقرير الصحيفة البريطانية فإن المشروع الروسي المنبثق عن (مبادرة لمركز العمل الأمريكي التقدمي) كشف عن أن حملة دونالد ترامب وفريقه الانتقالي التابع له، عقد حوالي 38 اجتماعا مع عملاء مرتبطين بموسكو، وأنه كان يملك نحو 272 جهة اتصال معروفة مع الروس. 

روسيا غاضبة

بدوره أعرب الكرملين عن غضبه جراء تصريحات بايدن تجاه روسيا وقضية نافالني بالتحديد، حيث وصفها المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بأنها "خطاب عدائي جداً وغير بناء، نأسف له". مطالبا في الوقت ذاته (بيسكوف) بإبقاء أساس للتعاون بين واشنطن وموسكو، "رغم الكمّ الهائل من الخلافات والاختلافات حول مسائل أساسية".

وفي السياق، طالب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف نظيره الأمريكي، أنتوني بلينكن، يوم أمس، باحترام قوانين روسيا ونظامها القضائي والتعامل بشفافية في هذا الصدد، محاولا تذكير بلينكن بقضايا تخص اضطهاد معارضين لنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات