لأول مرة منذ عقود: جدران حماة تتحدى وتستذكر المجزرة.. وحملة اعتقالات تطال أبناء المدينة

لأول مرة منذ عقود: جدران حماة تتحدى وتستذكر المجزرة.. وحملة اعتقالات تطال أبناء المدينة
نفذت ميليشيا أسد حملة اعتقالات طالت عددا من المدنيين وسط مدينة حماة، بالتزامن مع الذكرى الـ 39 لمجزرة المدينة، وذلك على خلفية عبارات مناهضة لنظام أسد وميليشياته كتبت على جدران المدينة.

وذكرت مصادر محلية لأورينت، أن الاعتقالات نفذتها ميليشيا "الأمن العسكري" خلال الأيام الماضية وتحديدا خلال (31 كانون الأول الماضي و1 و2 شباط) وتركزت في حي جنوب الملعب وسط حماة بسبب عبارات نادت برحيل النظام ورئيسه.

وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثقت اعتقال تسعة مدنيين على الأقل خلال حملة الاعتقالات التعسفية، وأشارت إلى اقتيادهم إلى جهة مجهولة بعد مصادرة هواتفهم ومنعهم من التواصل مع ذويهم، ليبقى مصيرهم مجهولا حتى اليوم.

وتعود أسباب الحملة لعبارات مناهضة لنظام أسد ورئيسه بشار، كتبت على جدران بعض أحياء حماة وخاصة حي الملعب الجنوبي، وأبرزها "يسقط النظام" و"ارحل بشار"، بالتزامن مع حلول الذكرى الـ 39 لمجزرة حماة التي ارتكبتها ميليشيا أسد بتنفيذ من حافظ أسد وشقيقه رفعت في شباط عام 1982، والتي راح ضحيتها ما بين 30 إلى 40 ألف مدني، إضافة إلى حوالي 15 ألف مفقود وتهجير 100 ألف شخص.

وبحسب المصادر المحلية، فإن مدينة حماة شهدت توترا أمنيا غير مسبوق في الأيام الماضية، خاصة بعد أن سارع عناصر ميليشيا أسد لمسح العبارات المناهضة للنظام من جدران المدينة ومحاولة نشر الرعب بين الأحياء خوفاً من توسع رقعة الاحتجاجات في المدينة التي تنتظر القصاص من نظام أسد منذ عقود.

في حين عبرت "الشبكة السورية" عن خشيتها من تعرض المعتقلين الجدد للتصفية في أقبية سجون ميليشيا أسد و"تصنيفهم في نهاية المطاف على أنهم (اختفوا قسريا)، مثل نحو 85 في المئة من جميع المحتجزين في سوريا"، بحسب تعبيرها.

وعلى ضوء ذلك جددت الشبكة الحقوقية وجود ما لا يقل عن 130,758 مواطنا سوريا لا يزالون محتجزين أو مختفين قسرا في سجون ميليشيا أسد منذ عام 2011، الأمر الذي اعتبرته بأنه "يشكل تهديدا خطيرا لحياة المعتقلين، نظرا لانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد"، حيث إن هؤلاء المعتقلين من المناهضين لنظام أسد وميليشياته.

وخلال تلك الفترة من كل عام (مطلع شهر شباط) يستذكر أهالي حماة بشكل خاص والشعب السوري بشكل عام الأحداث الفظيعة التي وثقتها أدمغة السوريين في مجزرة حماة، ويتناقل الناجون من المجزرة وأهالي الضحايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصص ما شاهدوه من فظائع وعمليات إعدام جماعية وتعذيب واغتصاب للنساء وقتل للأطفال والشباب أمام أعين ذويهم.  

وأسفرت مجزرة حماة التي استمرت لمدة 27 يوماً، في شباط عام 1982 بقيادة رفعت شقيق حافظ أسد المسؤول عن "سرايا الدفاع" حينها، عن تدمير مئات المنازل فوق رؤوس أصحابها، وهدم أكثر من 80 مسجداً و3 كنائس بعد أن طوقت ميليشيا أسد المدينة من كل الجوانب، لتكون "هولوكوست سوريا" التي ما زال مرتكبوها خارج قفص المحاسبة رغم مرور نحو أربعة عقود على وقوعها.

وتأتي ذكرى مجزرة حماة لتذكر السوريين والعالم بجرائم الأسد الأب بالإضافة إلى جرائم الأسد الابن الذي ارتكب عشرات المجازر  وفاق بعضها مجزرة حماة بشاعة، فمنذ بداية الثورة السورية عام 2011 قرر بشار الأسد وميليشياته اتباع سياسة التعذيب والاغتصاب والقتل والإعدامات و الهجمات الكيماوية للقضاء على السوريين الذين طالبوا بإسقاطه.

التعليقات (2)

    احمد المحمد

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    الذي جرى كان ردة فعل من الدولة عل ما قامت به جماعة الإخوان من الهجوم على المراكز الشرطية والحزبية .... كانت أيام قاسية على سورية بكل معنى الكلمة .

    عبدالله ميليش

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    ندعوا الله سبحانه أن يكون تحرير مدينة حماة الأسيرة بالقريب العاجل مع أخواتها من المدن السورية الأسيرة .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات