شباب السويداء "وقود حرب" في ليبيا.. وروسيا ترعى نزيف الطائفة

شباب السويداء "وقود حرب" في ليبيا.. وروسيا ترعى نزيف الطائفة
يواصل الاحتلال الروسي تجنيد الشبان السوريين وخاصة من محافظة السويداء للقتال من أجل مصالحه في ليبيا ومناطق أخرى، وذلك من خلال استغلال أوضاعهم المعيشية المتردية وإغرائهم برواتب عالية.

وقالت مصادر محلية من السويداء لأورينت نت، إن دفعة جديدة من شباب السويداء نقلت يوم أمس إلى قاعدة حميميم الروسية في ريف اللاذقية تمهيدا لنقلهم إلى ليبيا وتجنيدهم في صفوف القوات الروسية هناك.

وأوضحت المصادر أن المجموعة يقدر عددها بنحو 50 شابا تجمعوا ليلا عند مدخل المدينة بالتنسيق مع سماسرة يعملون كوسطاء لتجنيد الشباب الراغبين مقابل مبالغ مالية ضخمة بطريقة الاستغلال، حيث يتم خداع المجندين بالعمل مع شركات أمنية بعيدا عن جبهات المعارك.

وأشارت إلى أن القوات الروسية تعمل على سحب الهواتف النقالة من الشباب مجرد وصولهم إلى قاعدة حميميم العسكرية لمنعهم من التواصل مع ذويهم، لافتة إلى عدم معرفة مصير عدد من الشباب الذين خرجوا منذ أسابيع إلى ليبيا.

تزامن ذلك مع وصول نبأ وفاة يامن طرودي عزام من قرية عريقة بريف السويداء، والذي قتل مع ستة سوريين آخرين جراء انفجار لغم أرضي في جبهات المعارك في ليبيا بصفوف القوات الروسية، والذي انتقل برفقة عشرات آخرين قبل شهرين إلى الأراضي الليبية بإغراءات روسية، بحسب المصادر المحلية.

وفي هذا الصدد أشارت شبكة السويداء "A N S" إلى أن جهات مدنية عديدة وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ناشدوا وجهاء السويداء ورجال الدين للتدخل السريع من أجل الوقوف في وجه مخطط روسيا الرامي لتفريغ السويداء من طاقاتها الشبابية من خلال استغلال الأوضاع الاقتصادية المتردية والتلويح بإغراءات كاذبة من أجلها مصالحها.

وبرزت ظاهرة تجنيد المقاتلين السوريين من قبل الاحتلال الروسي بشكل لافت خلال العام الماضي، ضمن إغراءات مالية تصل إلى ألفي دولار شهرياً للمقاتل الواحد، وتحت شعارات حماية المصالح الروسية في مناطق نفوذها الإقليمية وخاصة ليبيا وأرمينيا وفنزويلا ومناطق أخرى.

وكانت مصادر محلية في دير الزور كشفت في أيلول الماضي عن نقل روسيا لنحو 80 شاباً من مناطق مختلفة من المحافظة عبر قاعدة حميميم لتجنيدهم للقتال في ليبيا دعماً لحليفتها قوات "خليفة حفتر".

وأبلغ الروس المقاتلين الذين سيجري نقلهم حينها أن مهمتهم في ليبيا تقتصر على حراسة الحقول النفطية وتثبيت نقاط عسكرية فيها، بينما منعت المقاتلين من حمل هواتفهم الجوالة منعا لتسريب المعلومات.

وكشفت مصادر لأورينت في الفترة الماضية حول وجود مكاتب سمسرة عديدة منتشرة في مناطق سيطرة ميليشيا أسد وخاصة السويداء وجرمانا وصحنايا التابعتين لريف دمشق، مهمتها جذب الشباب الراغبين للعمل كمرتزقة بصفوف القوات الروسية خارج سوريا، يتم من خلالها اقتطاع راتب شهرين من الشباب المسجلين لدى تلك المكاتب مقابل تسجيل أسمائهم.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، نشرته وكالة "رويترز"، في أيول الماضي، فإن روسيا أرسلت نحو 388 رحلة جوية من سوريا إلى ليبيا بواسطة طائرات عسكرية تابعة لروسيا، في الفترة بين تشرين الثاني 2019 وتموز الماضي.

وكان تقرير نشرته شبكة "السويداء 24" المحلية، في ذلك الوقت، كشف عن تجنيد روسيا لعشرات السوريين وإرسالهم للقتال في ليبيا، مشيرة إلى أنهم مجندون يتبعون لميليشيا أسد فرّوا من أماكن خدمتهم وسجلوا في مكاتب تجنيد المرتزقة إلى ليبيا، حيث سافر قسم منهم إلى ليبيا عبر قاعدة "حميميم" العسكرية التابعة لقوات الاحتلال الروسي.

وأضافت أن هناك ضباطاً وصف ضباط بميليشيا أسد يعملون كوسطاء وسماسرة بالتنسيق مع قوات الاحتلال الروسي وشركاته الأمنية، مقابل حصولهم على مبالغ مالية معينة لقاء تجنيد كل عنصر، وتتراوح بين 100 إلى 200 دولار أمريكي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات