ثلاث هجمات تستهدف الجيش التركي في إدلب.. عمل مخابراتي منظم أم ضربات من الداخل؟

ثلاث هجمات تستهدف الجيش التركي في إدلب.. عمل مخابراتي منظم أم ضربات من الداخل؟
واجه الجيش التركي خلال الآونة الأخيرة هجمات متكررة من قبل مجموعات مجهولة تجاه نقاطه العسكرية المنتشرة في الشمال السوري المحرر، الأمر الذي وصفه محللون عسكريون بأنه عمل مخابراتي لصالح ميليشيا أسد وحلفائها الروس والإيرانيين المصرّين على السيطرة على آخر معاقل المعارضة السورية.

آخر تلك الهجمات كان استهداف مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية لنقطة حراسة للجيش التركي قرب سكة القطار غرب بلدة محمبل على الطريق الدولي (m4) جنوب إدلب، الأحد الماضي، ليكون الهجوم الثالث على القوات التركية منذ مطلع العام الحالي.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، مقتل جندي برتبة رقيب، جراء إصابته بالهجوم الأخير الذي وصفته بـ "الإرهابي" على نقطة الحراسة، بعد أسابيع على إنشاء نقاط الحراسة الجديدة من نوعها على أجزاء من الطريق الدولي، والتي كان الهدف منها حماية الجنود الأتراك في الأصل.

ورغم إعلان فصيل يطلق على نفسه اسم "سرية أنصار أبي بكر الصديق" مسؤوليته عن تلك الهجمات، إلا أن الدوافع والأهداف مازالت مجهولة، سيما أن الهجمات تركز بشكل محدد على الجيش التركي في وقت مازالت المنطقة معرضة لتهديد الاحتلال الروسي وميليشيات أسد، إلى جانب الغموض الذي يلتف الفصيل المذكور. 

أغراض مخابراتية بأسماء وهمية

يعتبر القيادي في “الجيش الوطني السوري”، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن استهداف القوات التركية بشكل حصري هو "عمل مخابراتي منظم وليس وراءه أشخاص أو مجموعات أو فصائل صغيرة"، مشيرا إلى أن تبني تلك الهجمات من فصائل محددة مثل (أنصار أبي بكر الصديق) ما هو إلا للتسويق الإعلامي.

ويرى عبد الزراق في حديثه لأورينت نت، أن أهداف هذه الهجمات هي "لإيصال رسائل للقوات التركية تفيد بعدم قبولها على الأراضي السورية وأيضا للضغط عليها للانسحاب من المنطقة"، حيث أن المتضرر الوحيد من الوجود التركي في مناطق الشمال السوري هو ميليشيات أسد وإيران وروسيا بلا شك، وفق تعبيره.

وكان فصيل "أنصار أبي بكر الصديق" أعلن في بيان على مواقع التواصل الاجتماعي عن قنص ثلاثة جنود من القوات التركية في قرية باتبو شمال إدلب في 17 من كانون الثاني الماضي، وهو ما أكدته مصادر عسكرية محلية في المنطقة لأورينت نت حينها وأشارت إلى إصابة الجنود الثلاثة بإصابات متفاوتة، الأمر الذي لم يكشف عنه الجانب التركي.

تزامنت تلك الهجمات مع مواصلة الجيش التركي تعزيزاته العسكرية المتمثلة بالحزام الدفاعي في منطقة جبل الزاوية ومحطيها جنوب إدلب، بهدف الاستعداد الكامل لمنع أي هجوم من ميليشيا أسد والاحتلال الروسي تجاه المنطقة الاستراتيجية الواقعة على الطريق الدولي (m4).

ضربات من الداخل 

بدوره يشير المحلل العسكري العقيد أحمد حمادي إلى أن زيادة الهجمات جاء بعد استكمال القوات التركية من بناء خطوط دفاعية بالتشارك مع الفصائل المقاتلة في إدلب، إضافة لإنشائها نقاط مراقبة على الطريق الدولي (M4) بموجب الاتفاق الموقع مع روسيا قبل عامين، ما يعزز الشكوك بأن المنفذين متضررون من تعزيز الوجود العسكري التركي في المنطقة.

ويضيف حمادي في حديثه لأورينت نت، أن "هناك أسماء عديدة لفصائل غير موجودة تتبنى هكذا عمليات، وأتوقع بأن هذه الاستهدافات تصب في مصلحة نظام أسد وإيران ومن يحركونهم"، بحسب تعبيره.

عمليات سابقة بأهداف مماثلة

وسبق أن تعرضت النقاط التركية في الشمال السوري لهجمات متعددة خلال العامين الماضيين، أبرزها كانت بتفجير دراجة مفخخة قرب نقطة تركية في بلدة مرج الزهور بمنطقة جسر الشغور غرب إدلب في آب الماضي، وأسفر التفجير حينها عن إصابة جندي تركي.

كما تعرضت دورية تركية لإطلاق نار من قبل مجهولين على الطريق الدولي جنوب إدلب في أيلول العام الماضي، ونتج عنها مقتل جندي تركي وإصابة آخر، وسبق ذلك تعرض أرتال تركية أيضا لإطلاق قذائف متوسطة (آر بي جي) خلال تسيير دورية على الطريق الدولي دون معلومات عن خسائر في الهجوم الذي تبنته مجموعة تطلق على نفسها "عبد الله بن أنيس".

وخلال الأشهر والأسابيع الماضية عزز الجيش التركي منطقة جبل الزاوية (جنوب إدلب) بنحو 20 نقطة عسكرية على طول خط التماس مع ميليشيا أسد، لتكون المنطقة عائقا أمام الهجمات المتوقعة من الاحتلال الروسي وميليشيا أسد، بعد تصعيد لافت ومتواصل من الحليفين تجاه المنطقة ومحيطها في الفترة الماضية.

وتخضع إدلب إلى اتفاق تركي- روسي في مارس/ آذار الماضي ينص على وقف إطلاق النار وتسيير دوريات مشتركة على طول الطريق الدولي حلب- اللاذقية إلا أن روسيا وميليشيا أسد تخرقان الاتفاق بشكل متكرر، وكان آخره غارات روسية على بلدات سكنية شمال إدلب.

وكانت روسيا طلبت من تركيا خلال اجتماع أمني بينهما في أنقرة في أيلول الماضي بسحب نقاط المراقبة والسلاح الثقيل من إدلب، الأمر الذي قابلته أنقرة بالرفض وطلبت في المقابل السيطرة على مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات