"39 عاما على مجزرة حماة".. جرح تنكأه المجازر المستمرة.. وقصص مرعبة تروى لأول مرة

"39 عاما على مجزرة حماة".. جرح تنكأه المجازر المستمرة.. وقصص مرعبة تروى لأول مرة
39 عاما مرت على مجزرة حماة التي ارتكبها حافظ الأسد ونظامه في الثاني من شهر شباط/ فبراير عام 1982، وراح ضحيتها ما بين 30 إلى 40 ألف مدني، إضافة إلى حوالي 15 ألف مفقود وتهجير 100 ألف شخص.

كما أسفرت مجزرة حماة التي استمرت لمدة 27 يوماً، وقادها رفعت الأسد شقيق حافظ عن تدمير مئات المنازل فوق رؤوس أصحابها، وهدم أكثر من 80 مسجداً و3 كنائس بعد أن طوقت ميليشيا أسد المدينة من كل الجوانب.

قصص مروعة

وروى أحد الناجين من مجزرة حماة "فضل عدم الكشف عن اسمه" لـ"أورينت" بعض الفظائع التي شاهدها، وقال إن ميليشيا أسد قامت باعتقال أكثر من 50 مدنيا حيث وضعتم في سيارة شحن ثم أخذتهم إلى أحد الأماكن وأعدمتهم ولم ينج منهم إلا شخص واحد.

وأضاف أن أحياء بكاملها تم حرقها وتدميرها وقتل أصحابها، مشيرا إلى أنه شاهد جثث الأطفال في الشوارع.

ولفت إلى أنه شاهد عناصر ميليشيا أسد يعدمون الرجال والشباب رميا بالرصاص، كما شاهد جثثا لعدد من الشباب تم حرقهم من قبل الميليشيا بالقرب من نهر العاصي.

وذكر أنه دخل إلى المشفى الوطني في حماة فوجد الجثث عند مدخل المشفى حيث تم وضعها فوق بعضها في مساحة تقدر بـ 4 أمتار، موضحا أن نظام أسد طلب من الأهالي القدوم إلى المشفى بحجة التعرف على جثث أولادهم أو أقاربهم ليدفنوهم، ولكنه في الحقيقة كان يعتقل كل من يتعرف على أحد من القتلى.

قتلوها مع أطفالها

وفي مثل هذه اليوم من كل عام يتناقل الناجون من المجزرة وأهالي الضحايا عبر وسائل التواصل الاجتماعي قصص ما شاهدوه من فظائع وعمليات إعدام جماعية وتعذيب واغتصاب للنساء وقتل للأطفال والشباب أمام أعين ذويهم.  

ومن القصص التي تم تناقلها على وسائل التواصل قصة لمياء السراج وعائلتها، وتقول راوية القصة "أجبر عناصر ميليشيا أسد أثناء اجتياحهم شارع أبي الفداء، السكان ومنهم جارتنا لمياء السراج وزوجها وأولادها الأربعة على النزول من المنازل إلى الشارع، لمياء كانت تحمل ابنها الرضيع وعمره 7 أشهر، والأكبر سنتين ونصف، الباقي 4 و 5 سنوات، وزوجها نزلوا إلى الشارع".

وأضافت "صفهم الجنود أمام المنازل، كل عائلة أمام بيتها، حملت الرضيع، والأب أمسك الكبيرين، وخلال هذا الهلع والزحمة والرعب وإطلاق النار، ظل الطفل الثالث في البيت فلم ينزل مع أهله وعندما بدأ إطلاق النار أصيبت لمياء في فخذها وبدأت تصرخ والرضيع يبكي وهي تحمله، فالتفت الضابط وأعطى الأمر للجنود قائلا ريِّحوها وأسكتوه، وبالفعل تم رميهم بالرصاص وتوفيت هي ورضيعها على الفور، وبعد أن هدأ المكان ولا أحد يعلم كم دام وجدوا الطفل الثالث مختبئا تحت المغسلة، ولكنه مضروب بطلق رشاش 500 على رأسه، يبدو أنه كان مختبئا ظنا منه أنها تحميه من عيون القتلة وبقي على هذه الحال جثة هامدة".

مقتل المئات

وروى أحد الناجين من مجزرة قرية سريحين الجماعية، كيف سيق الناس إلى حتفهم في 11 شاحنة وقد كُدسوا فوق بعضهم بعضاً.

وجاء في شهادته التي نقلتها "اللجنة السورية لحقوق الإنسان"، "كنت ضمن أعداد كبيرة بازدحام شديد حتى كادت تتقطع أنفاسنا، وسيق بنا إلى سريحين، حيث أمرنا بالنزول فنزلنا، وكان أول ما رأينا مئات الأحذية المتناثرة على الأرض، وأدرك الجميع أنها تعني مقتل مئات المواطنين من أبناء بلدنا، وأننا على الموت مقبلون".

وتابع: "فُتشنا بعد ذلك، وأُخذت منّا الأموال القليلة التي معنا، وجُردنا من ساعاتنا، ثم أمرنا عناصر السلطة بالتقدم نحو الخندق العميق الذي يمتد أمامنا إلى مسافة طويلة، وأمر قسم آخر منا بالنزول إلى خندق مجاور".

وأردف "عندما تقدمت إلى موقعي أمام الخندق رأيت الجثث المتراكمة على بعضها يلطخها الدم الحار، وكان مشهداً رهيباً لم أستطع تحمله فأغمضت عيني وتحاملت على نفسي خشية الوقوع على الأرض، وحدث ما كان متوقعاً، وانهال علينا الرصاص الغزير، وهوى الجميع إلى الخنادق مضرجين بدمائهم، أما القسم الذي أُنزل إلى الخنادق فقد أُطلقت عليهم النار داخله".

وأضاف "كانت إصابتي خفيفة، وقدر الله لي أن أنجو بأن صبرت حتى خلا المكان من الجزارين، وهربت متحاملاً على جراحي".

وتأتي ذكرى مجزرة حماة لتذكر السوريين والعالم بجرائم الأسد الأب بالإضافة إلى جرائم الأسد الابن الذي ارتكب عشرات المجازر  وفاق بعضها مجزرة حماة بشاعة، فمنذ بداية الثورة السورية عام 2011 قرر بشار الأسد وميليشياته اتباع سياسة التعذيب والاغتصاب والقتل والإعدامات و الهجمات الكيميائية للقضاء على السوريين الذين طالبوا بإسقاطه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات