لؤي العلي.. مهندس الإجرام في الجنوب السوري الذي عرف بتعصبه الطائفي ونزعته الإجرامية

لؤي العلي.. مهندس الإجرام في الجنوب السوري الذي عرف بتعصبه الطائفي ونزعته الإجرامية
بعد نحو عشرة أعوام على اندلاع الثورة السورية في محافظة درعا، تكرر سيناريو عاطف نجيب (ابن خالة بشار أسد) في محافظة السويداء المجاورة، من خلال نظيره العميد لؤي العلي، الذي أشعل غضبا واسعا في السويداء عبر استفزاز أهلها وتوجيه إهانة لزعيمها الروحي، لينتهي ذلك الغضب باعتذار رسمي من بشار أسد تحت وطأة التهديد الشعبي، بينما ترفّع أسد خلال عقد من الزمن عن تقديم الاعتذار لأهالي درعا وفق مكياله الطائفي الذي كلّف سوريا ثمنا باهظا من دماء أبنائها.

ووجه رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء، لؤي العلي، إهانة لرئيس طائفة الموحدين الدروز في السويداء، حكمت الهجري، خلال اتصال جرى بين الطرفين لبحث مصير معتقل لدى الميليشيا، الأسبوع الماضي، لتشتعل ثورة الغضب ضد أسد وميليشياته على مستوى الطائفة الدرزية، تمثلت بتحطيم صور بشار أسد في الساحات وكتابة عبارات ومهينة له ولنظامه.

وسارع نظام أسد لإرسال وفود أمنية وبعثية للقاء مشايخ السويداء وفي مسعى للتهدئة وإخماد فتيل ثورة جديدة تتشكل في الجنوب، لكن الوفود قوبلت برفض من جميع المستويات في المدينة، بل وتلقت تهديدا ووعيدا بتصعيد واسع وغير مسبوق من الطائفة في جميع مناطق الجبل، مع مطالبات باعتذار رسمي ومباشر من بشار أسد للشيخ الهجري والطائفة.

كما أصرت السويداء في مطالبها على طرد الضابط لؤي العلي ومحاسبته بسبب توجيه إهانة لزعيم الطائفة، وهذا ما اعتبر إهانة لجميع الدروز، وفق ما عبر الأهالي ببيانات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما يتشابه إلى حد ما بسيناريو درعا في آذار عام 2011.

وبعد أيام من الغليان الشعبي والمناهض للنظام وميليشياته، أجبرت السويداء بشار أسد على الرضوخ لمطالبها والاعتذار بشكل شخصي عبر اتصال هاتفي، كأول إجراء من نوعه منذ انطلاق شرارة الثورة السورية في درعا عام 2011، إلى جانب الحديث عن إقالة لؤي العلي من منصبه، وهو الذي وجه إهانات للشيخ الهجري وأشعل فتيل الغضب، وتكليف العميد أيمن محمد بديلا عنه لرئاسة فرع الأمن العسكري.

وذكرت شبكات محلية على "فيس بوك" ومنها صفحة "قنوات" الرسمية أن بشار أسد اتصل بالشيخ الهجري وقدم له الاعتذار واطمأن على صحته، وأنه أكد "على اللحمة الوطنية وأن المسيء لا يمثل إلا نفسه"، في إشارة للعميد لؤي العلي.

مكيال الطائفية

فوراق عديدة ملحوظة في تعامل بشار أسد ونظامه مع السويداء ودرعا، أهمها متاجرة النظام بالأقليات في سوريا وتجنب الصدام مع جميع الأقليات بعد أن صور لهم الثورة السورية على أنها ثورة "سنية" أو "إسلامية متشددة"، إضافة لخشيته من التصادم مع أهالي الجبل الذين أعلنوها صراحة بالتحرك الكامل تجاه النظام وميليشياته لحفظ كرامتهم.

وإلى جانب ذلك فإن الوضع المتدهور للنظام على المستوى العسكري والاقتصادي يمكن أن يكون سبب رضوخ أسد لمطالب السويداء، لكنه يبقى خيارا مستبعدا بسبب رضوخه مرات عديدة خلال السنوات الماضية بعد أن رفضت السويداء الانخراط في الحرب التي تقودها ميليشيا أسد ضد السوريين، في حين يُتوقع أن يكون هناك دور خفي ومؤثر لمستشارة بشار الإعلامية لونا الشبل، (وهي من السويداء)، في إقناعه للانصياع لضغوط الطائفة الدرزية في السويداء، وهي المقربة بشكل ملحوظ من بشار والمسؤولة عن ملف المحافظة في القصر الرئاسي.

 لؤي العلي.. مهندس الإجرام في الجنوب

 

ينحدر العميد لؤي العلي من محافظة طرطوس، ويشغل رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء (الفرع217) منذ عام 2018، وشغل سابقا رئيس قسم الأمن العسكري بدرعا (245) التابع لفرع الأمن العسكري بالسويداء (2011) ، وكان قبل ذلك ضابطا في فرع الأمن العسكري بالسويداء.

 كان له دور إجرامي كبير في التصدي للمظاهرات الشعبية في محافظة درعا منذ انطلاقها في آذار عام 2011، بمساعدة نظرائه العميدين وفيق ناصر وسهيل الحسن، وارتكب الضباط الثلاثة عشرات المجازر بحق المدنيين في المحافظة، أبرزها التصدي لمتظاهرين حاولوا فك الحصار عن درعا في نيسان منذ ذلك العام، وأسفر عن مقتل أكثر من 120 شخصا واعتقال مئات آخرين، ليقوموا بحصار المدينة بعد ذلك حتى اجتياحها، وجمع الشباب في الملعب البلدي وتصفية نحو ألفي شخص بشكل ميداني.

 وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" العلي في تقريرها الصادر منتصف عام 2011 تحت عنوان: “لم نر مثل هذا الرعب من قبل"، بعد ارتكابه عددا من الجرائم ضد الإنسانية في درعا، وقتل وتعذيب المئات من المدنيين واقتحام المدن والبلدات بإشرافه شخصيا، بحسب موقع "مع العدالة".

كما أن العلي هو المسؤول المباشر عن انتهاكات واسعة بحق المدنيين في درعا، وخاصة اغتصاب النساء والأطفال في قسم الأمن العسكري في المدينة، إلى جانب مسؤوليته عن قصف الأحياء السكنية بقذائف الهاون والمدفعية واتهام فصائل المعارضة بقصفها، ناهيك عن عشرات حملات الاقتحام التي أشرف عليها وأبرزها بلدة صيدا في أيار 2012، والغارية الغربية في حزيران 2012، والكرك الشرقي في تشرين الأول 2012، ليتم بعدها استهداف موكبه من فصائل المعارضة بالقرب من بلدة خربة غزالة ما أسفر عن إصابته بجروح.

أُدرج العلي على قائمة العقوبات الأوروبية والبريطانية والكندية نتيجة لدوره الإجرامي بحق السوريين، بينما كافأه نظام أسد بترفيعه إلى رتبة عميد وعينه رئيسا لفرع الأمن العسكري مطلع عام 2018، ليكون خلفا لنظيره في الإجرام، العميد وفيق ناصر، المسؤول الأول عن الفساد والجرائم والتفجيرات في السويداء.

نموذج عاطف نجيب 

وفي النموذج المشابه للسويداء، نستذكر السيناريو الأول والأسوء للمأساة السورية في درعا في آذار عام 2011، حيث كان "بطله" العميد المجرم عاطف نجيب، ابن خالة بشار أسد، الممثل الطائفي لنظام أسد وزمرته الإجرامية، والتي كانت أفعاله التشبيحية وتصريحاته المهينة السبب الرئيس وراء انفجار ثورة الكرامة في مهدها الأول.

وكان عاطف نجيب يشغل رئيس فرع الأمن السياسي في درعا في ذلك الوقت، وعُرف بحقده الطائفي على أبناء المنطقة ومحاولاته الاستفزازية المتكررة تجاههم وخاصة العادات الاجتماعية والتقاليد الدينية، بمساعدة محافظ درعا، فيصل كلثوم، المعروف أيضا بموقفه الطائفية والتشبيحية.

 الأسباب واختلفت النتائج.. شبيه عاطف نجيب بالإجرام يكرر سيناريو درعا بسلاح الطائفية

وفي منتصف شباط 2011 اعتقل نجيب أطفال درعا (19 طفلا) الذين خطّوا عبارات تنادي بإسقاط النظام على جدران مدارسهم، ليقوم بتعذيبهم بشكل مبرح ويرفض إطلاق سراحهم رغم المطالبات الشعبية وعلى أعلى مستوياتها العشائرية والحزبية في المنطقة، بل أشعل الثورة بعبارته الشهيرة للوجهاء: "انسوا أمر أولادكم، واذهبوا إلى نسائكم فحبّلوهنّ وأتوا بأولاد جدد، وإن لم تستطيعوا أو ليس عندكم الرجولة الكافية، فنحن لدينا رجال وهم يتكفلون بتحبيلهن".

ورفض بشار أسد ونظامه الاعتذار لأهالي درعا عن الإهانات التي وجهها عاطف نجيب، بل أطلق العنان لميليشياته الطائفية وعلى رأسها الفرقة الرابعة لاستباحة المدينة وتطويقها من كل جانب بهدف "إركاعها"، بدل إنصافها وإقالة نجيب ومحاسبته والاعتذار لكرامة الأهالي في مطالبهم الدستورية والوطنية المحقة، الأمر الذي أسفر عن مجازر عديدة ساهمت بتوسعة رقعة المظاهرات في أغلب مناطق درعا، وبعدها امتدت إلى حمص وبانياس وريف دمشق.

والأنكى من ذلك، لم يعترف أسد ونظامه بجريمة (ابن خالته) وأجهزته الأمنية تجاه المدنيين من أبناء البلد، وخاصة اللعب على وتر الكرامة لدى العشائر، بل راح بشار يكيل تهم الخيانة بأنواعها لأهالي درعا من خلال خطاباته وإعلامه الرسمي، لتدفع سوريا فاتورة باهظة من دماء أبنائها وتكون بعد عشرة أعوام في ذيل قائمة الدول القابلة للحياة على مستوى العالم، ومازال أسد يكابر ولا يعتذر أو يعترف.

التعليقات (2)

    أبوعمر

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    نظام إجرام وعصابات

    meemati

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    معروف هلاء صار بدو رضاء الشعب حتى يقوي مركزه شعبيا وافق على الاعتذار ليشوخ الدروز والله هم طلعوا خرجه وعرفوا بجيبو راسو ارض
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات