سُنّة إيران لا بواكي لهم.. والولي الفقيه يُمعن بهدم مساجدهم

سُنّة إيران لا بواكي لهم.. والولي الفقيه يُمعن بهدم مساجدهم
قد لا يستغرب المتابع إذا علم أنّ جل عواصم العالم تحتوي على مسجد لأهل السُنّة، إلا أنها قد يُفاجأ إذا علم أن عاصمة "دولة إسلامية"؛ بل وتتخذ من "الإسلامية" دلالة على دينها وتُريد تصدير "ثورتها الإسلامية" إلى العالم لا وجود لمسجد في عاصمتها لأهل السنة بل إنها تدمرها أيضاً (أي المساجد) وتعمل على إغلاقها في أحسن الأحول: إنها إيران.

فآخر إجراءات التضييق على أهل السُنّة في إيران كان هدم أساسات المسجد الوحيد الموجود في مدينة إيرانشهر بمحافظة سيستان وبلوشستان ذات الغالبيّة السنيّة، إذ أكدت مصادر من المدينة لأورينت (فضلت عدم كشف هويتها) أن أمر إزالة المسجد أتى من قبل ميليشيات "الحرس الثوري"، كون المسجد وبحسب المصادر يقع بالقرب من أحد مقرات الميليشيات.

وأشارت المصادر إلى أن الحرس الثوري ولتلافي أي صدام مع الشارع السُني في المحافظة؛ نشر قراراً يعود تاريخه إلى العام 1998 (1377 هجري/ شمسي)، ادّعى فيه أن أمر إزالة المسجد مُتّخذ منذ ذلك الوقت، كما أن قرار الهدم اتخذته بلدية مدينة إيرانشهر ولا علاقة للحرس الثوري بهذا القرار.

ويرفض أهل السنة ادعاءات ميليشيات الملالي، مؤكدين أن القرار خطّه ضباط الميليشيات الطائفية، وأن هدم المسجد أتى لإلحاقه بممتلكات "الحرس الثوري" في المدينة، ما أدى لحدوث بعض الاحتجاجات، وإن كانت بأعدادٍ قليلة، إضافة لوجود بعض الاعتراضات البسيطة على المنابر من قِبل بعض رجال الدين، لكنها فردية وبسيطة، إذ إن الخوض بهذا الأمر قد يعرض هؤلاء الأئمة إلى السجن والتعذيب، وفقاً لمصادر أورينت.

إرهاب السُنّة

وكانت حملة النشطاء البلوش المختصة بالدفاع عن سكان محافظة سيستان وبلوشستان، أكّدت في بيانٍ لها أن قوات تابعة للجيش يُرافقها عناصر تابعون لوزارة المخابرات هاجموا الموقع وقاموا بهدم أساسات المسجد وهو ما يزال قيد الإنشاء، مُنوّهين بأن الخطوة تهدف إلى ممارسة أقصى الضغوط على المجتمع السني في المحافظة السنية.

وقالت الحملة في بيانها، إنه وبعد أخذ الإذن ببناء وبدء مشروع بناء المسجد، والمُباشرة بحفر أساساته وتثبيت أعمدته؛ فإن مصطفى محامي، وهو ممثل علي خامنئي في المحافظة وبهدف الضغط على أهل السنة وإرهابهم وبالتعاون مع المخابرات قاموا بهدم أساسات المسجد.

من جهته، دعا "مولانا عبد الحميد"، إمام الجمعة السني في مدينة زاهدان (مركز محافظة سيستان وبلوشستان)، في بيانٍ له رداً على تدمير المسجد، وبهدف تخفيف حالة الغضب في المدينة، دعا سلطات الولي الفقيه إلى إعادة النظر بقرارها، واصفاً هذا الإجراء بأنه "مؤسف للغاية وتسبب في انزعاج وقلق لكثير من الناس في المحافظة".

ولفت عبد الحميد إلى أن مسؤولي نظام الولي الفقيه وقبل إزالة المسجد، وعدوا بعدم الإقدام على هذه الخطوة، لكن واقع الحال يقول إن وعود مسؤولي النظام الإيراني كانت عبارة عن إبر مُخدّرة، وفي النهاية قاموا بهدم المسجد دون النظر إلى أيِّ اعتباراتٍ للمجتمع السُني أو رجال الدين السنّة.

عاصمة "إسلامية" بلا مسجد!

خمس سنوات مرّت على هدم آخر مسجد للسنة في العاصمة الإيرانية طهران على الرّغم من وجود أكثر من مليوني سني يعيشون في المدينة، وذلك بعد هدم المسجد الأخير هناك والموجود في منطقة (بونك) غرب طهران، حيث بات يتجه أكثر المُصلين إلى السفارة السعودية لأداء صلاة الجمعة، غير أنه وبعد إحراقها من قِبل مرتزقة الباسيج، بات السُنّة هناك دون أيِّ مسجد يؤدون فيه صلواتهم إلى هذا اليوم.

وعن الأمر يقول الناشط السياسي ورجل الدين السني مصطفى الموسوي ورئيس حملة (دعم بناء المساجد في طهران)، إنّه لا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المساجد المُهدّمة أو تلك التي أُغلقت بالشمع الأحمر في إيران، منوّهاً إلى أن سلطات الملالي لا تنشر أي إحصائيات حول هذا الموضوع، كما أنها تقوم باعتقال كل من يُحاول البحث أو الحديث بهذا الموضوع.

ولفت موسوي في حديثه لأورينت نت بالقول:"لا يمكن للسنة تشكيل جماعة ضاغطة أو منظمة رسمية لنشاطاتهم، فأي ناشط في هذا الموضوع يتعرض للتهديد والترهيب والاعتقال والتعذيب، وبطبيعة الحال لا توجد إمكانية للتخطيط، والسبب عدم وجود أي إمكانية لإجماع سني في طهران، فجميعنا مُراقبون".

وبحسب الناشط السياسي، فإن الخوف وسياسة الرعب يمنع أي عمل جماعي لبناء أي مسجد إن كان في طهران أو بقية المدن الأخرى، ويضيف "لم يتم تشكيل لجنة أو منظمة خاصة بالسنة داخل إيران، كما لا يوجد ممثلون عن الشعب يستطيعون متابعة شؤون أهل السنّة. كل نشاط يُواجه بالتهديدات من النظام الإيراني، كما لا يوجد أي شخص قادر على تحمل مخاطر القيام بالعمل منفرداً".

يشار إلى أن الاثنين وأربعين عاماً الماضية لوصول المُعممين إلى حكم إيران، كانت كفيلة بإزالة عشرات المساجد التابعة لأهل السُنّة في إيران، إذ تؤكد مصادر أورينت،  أن عدد المساجد المُهدمة أو المُقفلة منذ وصولهم للحكم تجاوز 52 مسجداً في عموم البلاد، ويتخوّف السُنّة هناك ألا يكون مسجد إيرانشهر هو الأخير الذي يُهدم في البلاد.

صور من ركام هدم الجامع في طهران

التعليقات (1)

    مهند

    ·منذ 3 سنوات 3 أشهر
    لعن الله الدولة الفارسية المجوسية الحقيرة يدعون الاسلام والاسلام برئ منهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات