شاهد على التعذيب.. رحالة أمريكي يروي قصة نجاته من "براثن الجلادين" في سجون أسد

شاهد على التعذيب.. رحالة أمريكي يروي قصة نجاته من "براثن الجلادين" في سجون أسد
روى رحالة أمريكي شاب تفاصيل مرعبة ومثيرة عن الفترة التي قضاها في سجون نظام أسد حين دخله بسبب خطأ بسيط  عام 2018، قبل أن يلعب والداه دورا كبيرا في إنقاذه من براثن ذلك الجحيم الذي عاش فيه.

ويقول الشاب الأمريكي سام جودوين، البالغ من العمر حاليا 32 عاما - كما نقل موقع قناة الحرة-  إنه قرر أن يستقيل من عمله في إحدى  الشركات في سنغافورة لينطلق في رحلة حول العالم بغية زيارة 193 دولة.

وحين دخل سوريا وكان بقي أمامه عشر دول فقط قبل أن يتم حلمه، اضطر جودوين إلى الاستعانة بصحفي كردي عراقي لدخول شمال شرق سوريا حيث تسيطر ميليشيا قسد، وذلك لصعوبة الحصول على تأشيرة من نظام أسد.

وبسبب خطأ بسيط وقع الرحالة بقبضة نظام أسد، ففي 25 أيار من العام 2018، كان سام يتجول في مدينة قامشلي التي يتقاسم السيطرة عليها نظام أسد وميليشيا قسد.

هذا الخطأ حدث عندما تجاهل الرحالة الأمريكي نصائح معارفه وذهب إلى الأحياء التي يسيطر عليها نظام أسد وبينما كان يجري مكالمة "فيس تايم" مع والدته ، سمعت والدته صوته وهو يقول "مهلا إنني أتحدث مع أمي"، قبل أن يختفي عن الأنظار، ولتبدأ رحلة شاقة للبحث عنه وإيجاده.

رحلة البحث عن سام

ولم يعرف الوالدان شيئا عن ابنهما أو أي جهة اختطفته، واحتاجا إلى الكثير من الوقت ليدركا أنه محتجز بسجون نظام أسد بعد أن جرى نقله من القامشلي إلى دمشق.

وبعد أسبوعين من اختطاف سام، سافر والداه إلى واشنطن لعقد اجتماع مع أعضاء خلية دمج الرهائن التي يقودها مكتب التحقيقات الفيدرالي، والتي تضم موظفين من وزارة الخارجية والبنتاغون.

كما تواصلا مع آخر سفير أمريكي في سوريا، روبرت فورد، الذي أخبرهما أنهما قد لا يريا ابنهما لفترة طويلة جدا، ولكن ذلك لم يفت في عضدهما وتواصلا مع مسؤول روسي ومع سفير الفاتيكان بدمشق وأطراف أخرى.

وبعد جهد حثيث، نجحا في الوصول إلى مدير الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، المقرب من ميليشيا حزب الله ونظام أسد، وسبق له أن نحج في إطلاق عدد من الرهائن الغربيين والأمريكيين المحتجزين في سجون ومعتقلات أسد.

ووعد إبراهيم بالعمل على إطلاق سراح سام، في حال لم يكن جاسوسا أو مرتبطا بتنظيم داعش أوميليشيا قسد على حد زعمه.

وبعد الجهود الحثيثة التي بذلها والدا سام، استطاع الأخير أن ينجو من براثن جلادي أسد، ليتم نقله إلى لبنان، وهناك احتضن والدته لأول مرة.

شاهد على التعذيب

وخلال فترة الشهرين اللذين قضاهما سام في السجن قال إنه عانى جدا من القلق والخوف والتعذيب النفسي وكان طعامه خبزا يابسا وبطاطا مسلوقة واعتاد على سماع أصوات السجناء وهم يتعرضون إلى التعذيب والضرب في سجن عدرا المركزي بريف دمشق.

وخلال نقله معصوب العينين من القامشلي إلى دمشق قال إنه كان خائفا من أن يجري إعدامه، مشيرا إلى أنه قضى 27 يوما في الحبس الانفرادي قبل أن يجرى نقله إلى زنزانة تضم نحو 30 سجينا.

وبحسب تصريح سابق لمسؤول بارز في الإدارة الأمريكية فإن عدد المواطنين الأمريكيين الذين اختفوا في مناطق سيطرة أسد يقدر بالعشرات أحدهم الصحفي أوستن تايس المختفي منذ عام 2012.

كما يعتقل نظام أسد سوريين أمريكيين من حملة الجنسية المزدوجة في سجونه، لم يعرف منهم سوى ليلى شويكاني (26 عاماً) والتي تم اعتقالها ومحاكمتها سريعا وإعدامها عام 2016 دون إبلاغ عائلتها، والمعالج النفسي مجد كم ألماز الذي كان يتردد إلى دمشق لزيارة عائلته لكنه اختفى بعد مروره على إحدى نقاط التفتيش التابعة لنظام أسد.

وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الصادر في حزيران الماضي، بلغ عدد المعتقلين في سجون نظام أسد نحو 130 ألفاً و 989 معتقلاً،  85% منهم قيد الاختفاء القسري.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات