طرابلس مشتعلة.. وأصابع الاتهام تتجه نحو "جبل محسن"

أفاد مراسل أورينت نت في طرابلس أن المدينة شهدت سلسلة أحداث واضطرابات ليلة أمس الخميس وصفت بـ"الأعنف"، حيث اقتحم مجهولون مبنى بلدية المدينة وأضرموا فيها النار، ماتسبب في إلحاق خسائر جسيمة في المبنى.

وقال الصليب الأحمر اللبناني في صفحته على تويتر إن ستة جرحى آخرين كانوا قد سقطوا جراء المظاهرات التي اندلعت أمس في المدينة، ليرتفع العدد إلى 97 مصاباً تم نقلهم إلى مستشفيات المدينة.

"جريمة موصوفة"

من جهته، اتهم رئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري بوجود "مجرمين متواطئين من خارج طرابلس" أحرقوا مؤسسات المدينة وبلديتها لزعزعة استقرارها وبث الرعب في نفوس قاطنيها، واصفاً أحداث المدينة بـ"الجريمة الموصوفة والمنظّمة". وتساءل الحريري عن سبب البرود في معاجلة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية للتدخل ومنع المجهولين من الولوج إلى المؤسسات الحكومية.

اتهام مماثل جاء على لسان رئيس البلدية الدكتور رياض يمق، حيث اتهم "المخربين" بمحاولتهم إجهاض الثورة وضرب شعاراتها وأهدافها وتدمير كل مقومات الحياة في المدينة وترهيب أهلها، على حد قوله.

كما أبدى يمق استغرابه من تقاعس ملحوظ في استجابة الجيش اللبناني والقوى الأمنية التابعة إدارياً لميليشيا حزب الله في ردع المجهولين من التسلل إلى المؤسسات والبني الحكومية في المدينة وإحداث الخراب فيها.

وبعيد ساعات، توعّد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في بيان مكتبه بالقبض على من وصفهم بـ"المجرمين" و"إحباط مخطط العابثين"، وفتح تحقيق للكشف عن ملابسات الأحداث ومحاسبة المتورطين.

وجاء في البيان الصادر عن مكتب دياب "خسارة طرابلس لا تقتصر على محاولة طمس تراثها وتاريخها، وإنما في العبث والشغب ممن أراد تشويه صورتها وحاضرها، فالمجرمون الذين أحرقوا بلدية طرابلس، وحاولوا إحراق المحكمة الشرعية، وعاثوا فسادًا في المدينة ومؤسساتها الرسمية والتربوية والاقتصادية، إنما عبّروا عن حقد أسود دفين على طرابلس وعنفوانها"، على حد وصفه.

وبعيد اندلاع النار في مبنى البلدية الذي يفوق عمره عن ألف عامٍ، بثت صفحات محلية مقاطع فيديو تظهر اقتحام مجهولين لجامعة "العزم الدولية" والتابعة لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، محاولين إلحاق الضرر فيها.

جبل محسن "متورط"؟

من جهتهم، سارع ناشطون في الحراك الشعبي إلى نفي أعمال الشغب والتخريب التي لحقت بمؤسسات المدينة ودوائرها، وشددوا على أن مطالبهم الاجتماعية وتحسين الوضع المعيشي لاتحمل بعداً تخريبياً.

وتحدث ناشطون عن وجود صراع بين القوى الأمنية اللبنانية تحاول بعضها تسجيل نقاط ضد بعضها الآخر من بينها ميليشيا حزب الله عبر أذرعها العسكرية في المنطقة منها سرايا المقاومة، والعلويين المتمركزين في جبل محسن، فضلاً عن عناصر موالية لنظام أسد تعمل وفق نطاق ميليشيا حزب الله.

ويقع جبل محسن والذي يقطنه عشرات الآلاف من العلويين في منطقة محاذية على تخوم درب التبانة ذات الأغلبيةالسنية، وتربطهم وشائج وصلات قوية مع علويي سوريا الموالين لنظام أسد، وسبق أن انخرطوا في عمليات عسكرية بتوجيه من ميليشيا حزب الله.

بالأمس، حذّر  الحريري من استغلال أطراف حزبية أحداث طرابلس لتوجيه رسائل سياسية واستغلال الوضع المعيشي ولقمة عيش الفقراء من أهالي المدينة. إلا أن صفحات موالية لميليشيا حزب الله بثّت تجمهر عشرات المتظاهرين أمام منازل نواب تابعين لكتلة تيار المستقبل التي يرأسها سعد الحريري المكلّف بتشكيل الحكومة. 

وحول ذلك علق الصحافي اللبناني طوني بولس أن حزب الله المسيطر على القرار في لبنان يريد أن يزج العسكر في الشارع لإظهار الاعتداء الشعبي عليهم وخلق انطباع بأن طرابلس مدينة فوضى، وإظهار رفض شعبي لتيار المستقبل والذي يرأسه سعد الحريري والمكلّف بتشكيل الحكومة.

وكانت قد اندلعت احتجاجات في مدينة طرابلس الإثنين الماضي عشية إعلان المجلس الأعلى للدفاع في لبنان تقرر فيها تمديد حالة الإقفال الشامل حتى الثامن من شباط المقبل بسبب كورونا على خلفية تفاقم معدلات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد 19) بين اللبنانيين، حيث تخطت أعداد الإصابات عتبة الـخمسة آلاف إصابة يومياً، كما سجلت أمس 68 حالة وفاة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات