إطلاق الحملة الانتخابية للأسد بإهانة الرموز الدرزية وتهجير الحوارنة

إطلاق الحملة الانتخابية للأسد بإهانة الرموز الدرزية وتهجير الحوارنة
أطلقت سوريا المتوحشة على يد رئيس فرع الأمن العسكري بالسويداء العميد لؤي العلي حملة بشار الأسد الانتخابية بإهانة الرموز الدرزية بشتم وتحقير شيخ عقل الطائفة حكمت الهجري لأنه قام بالسؤال عن مواطنه الشاب سراج راجح الصحناوي البالغ  من العمر 17 ربيعا الذي اختطفته المخابرات السورية على أحد الحواجز الأمنية في محافظة حمص.

مضاعفات القصة جاءت على غير ما خططت المخابرات العسكرية  نتيجة الوقفة التضامنية لشباب الدروز الذين شعروا أن مصيرهم جميعا سيكون مثل مصير الصحناوي، وشكلت الحادثة صدمة مضاعفة لأغلبية الدروز لأن الشيخ حكمت الهجري ناصر سلطة الأسد بشكل شبه مطلق منذ انطلاق الثورة السورية ودعا دائما إلى استمرار أبناء الطائفة الدرزية للقتال في صفوف جيش الأسد، وذلك بمواجهة الحراك الشعبي الذي انطلق في السويداء لمنع زج شباب الدروز في حرب " الأسد أو نحرق البلد"، وتمتع الهجري على الدوام بعلاقات متينة بأجهزة المخابرات والقصر الجمهوري وما تزال حتى اللحظة عملية إهانته غير مفهومة للكثيرين وتثير الكثير من الاستفسارات عن خطط المخابرات السورية التالية .

و جاء موقف أقارب الشاب المعتقل مفاجئا للمخابرات السورية وقلب حساباتها إذ قطع أهالي القرى الدرزية طريق دمشق السويداء في أكثر من نقطة وأقاموا حواجز تفتيش احتجزت عددا من الجنود والضباط مما استدعى وساطة الشيخ الهجري بين السكان و المخابرات، وبعد التوصل لاتفاق يقضي بإطلاق سراح الشاب مقابل إطلاق سراح الجنود والضباط إلا أن المخابرات العسكرية السورية حاولت خداع السكان بعد أن أطلقوا سراح الجنود وتم الإبقاء على الشاب رهن الاعتقال مما حدا بالأهالي بمطالبة الشيخ حكمت الهجري بالتدخل مع العميد لؤي العلي لتنفيذ الاتفاق، إلا أن رئيس فرع الأمن العسكري قام باهانة شيخ العقل مما دفع المواطنين الدروز لإقامة اعتصامات مفتوحة أقلقت أجهزة الاستخبارات لأنها كانت تظن أنها تستطيع تمريغ كرامة الشيخ الهجري دون أي رد فعل جماهيري باعتباره مدافعا دائما عن وجهة نظر النظام، إلا أن حسابات السرايا لم تتوافق مع هبة "القرايا" وأفرج عن الشاب بعد أن أعاد الأهالي نشر حواجز لهم على الطرقات. 

 وشهد الجنوب السوري طوال الأسبوع على امتداد السهل الغربي لحوران بؤر انفجارات مجتمعية في وجه محاولات جيش الأسد ومرتزقة إيران وحزب الله  السيطرة على قرى المقرن الغربي مع الاستعدادات الكبرى لإطلاق الحملة الانتخابية لبشار الأسد لولاية رئاسية رابعة فوق دماء السوريين ودمار سوريا وطالب جيش النظام بتهجير العديد من شباب المنطقة وبدعم واضح من ممثلي الجيش الروسي، وقبيل ساعات فجر اليوم الجمعة تعرضت ميليشيا أسد لهجمات منسقة على ثلاث جبهات استهدفت الحواجز العسكرية الموجودة على أطراف مدينة كناكر في ريف دمشق وحاجز السهل التابع لعناصر الأسد، في قرية مغر المير التابعة لناحية بيت جن بريف دمشق والسريّة العسكرية لنظام أسد في بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي.

كما تعرضت ميليشيا الأسد في مدينة نوى بريف درعا الغربي بعد منتصف ليل الخميس لهجمات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة،  في نفس الوقت تعرضت مواقع ميليشيا  الأسد في المربع الأمني في مدينة درعا لهجمات شملت  الحواجز العسكرية، ونقاطا للأمن العسكري والسياسي والأمن الجنائي.

وكان مفاوض ميليشيا الأسد قد أطلق تهديدات بإبادة ريف المحافظة الغربي بعد أن شهدت المنطقة حشودا إضافية من التعزيزات لتحقيق هذا الهدف لإجبار عدد من السكان على هجرة بيوتهم قسريا.

أحداث السويداء ودرعا الراهنة تثبت أن منظومة النهب القادمة من مجتمعات ينمو فيها احتكار الحقد ضد الآخر في صيغة معمقة ومكثفة  لمفهوم الأغيار القادم من أعماق أسفار الكراهية و البغضاء وشح الأنفس.

وتؤكد الأحداث أن المجتمعات الحاكمة تطورت لديها عقائد النهب و السلب بصورة أعمق مما يخطر على بال مخرجي أفلام المافيا وعصابات الجريمة المنظمة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات