أربعة مؤشرات أججت انتفاضة طرابلس اللبنانية.. وهذه الجهات تحاول إلباسها ثوباً طائفياً

أربعة مؤشرات أججت انتفاضة طرابلس اللبنانية.. وهذه الجهات تحاول إلباسها ثوباً طائفياً
تواصل الاحتجاجات الشعبية تفريغ غضبها وإعلاء صوت مطالبها في الشارع الطرابلسي، لتردد شوارع مدن وبلدات لبنانية أخرى مطالب أهل طرابلس برحيل الحكومة وتقديم مساعدات عاجلة وإيجاد مخرج لأزمة تفشي فيروس كورونا كوفيد 19.

فمن الأزقة والساحات العامة، انطلقت دعوات شعبية في طرابلس تدعو للحشد أمام منازل المسؤولين اللبنانيين في طرابلس، وأظهر مقطع فيديو متداول عبر تويتر، أمس، تظاهر عشرات المحتجين أمام منزل النائب أحمد فتفت وفيصل كرامي وسمير الجسر ومصباح الأحدب، وجميعهم من تيار حزب المستقبل التابع لسعد الحريري.

وسجل أول قتيل في مظاهرات طرابلس متأثراً بجراحه في أحد مستشفيات المدينة، في وقت لاتزال فيه قوى الأمن والشرطة منتشرة في الشوارع وسط تصاعد الاحتدامات بين الجيش والمتظاهرين في محيط مبنى السراي الحكومي.

أربعة مؤشرات 

وحول ذلك، انتقد الصحفي والناشط السياسي اللبناني سمير سكاف ما يُروّج له على أن انتفاضة طرابلس ماهي إلا مظاهرات "سنية"، إذ يراها سكاف بأنها ليست إلا محاولة لتطييف الاحتجاجات في لبنان، ويقول سكاف "ما رجعت الثورة"! فهي أصلاً لم تتوقف حتى تعود!"، مضيفاً أن ما يحدث في طرابلس، تشهده العديد من المناطق كصيدا والنبطية وبعلبك، حسب قوله.

وأوضح سكاف في حديثه لأورينت نت أسباب انطلاق انتفاضة شعبية في طرابلس، بأن الميزة الأولى تكمن في درجة الحرمان الكبير التي تعاني منها المدينة ومن فيها؛ إذ إن طرابلس، وفقاً لسكاف، تتمتع بحرية حركة سياسية كبيرة، كونها لا تخضع لاحتكاك مباشر مع مناطق نفوذ ميليشيا حزب الله.

والسبب الثاني بحسب سكاف، أن طرابلس كانت قد طُعنت من قبل ممثليها السياسيين، ممن كانوا قادرين على تحويلها إلى إحدى أغنى وأجمل مدن بحر المتوسط لكنها تحولت إلى أفقر مدن المتوسط،  على حد تعبيره.

ولفت الصحفي سمير سكاف إلى أن الكمية الأكبر من اللبنانيين هم من فئة "المياومين"، الذين يحتاجون إلى عمل، وإلى دعم اجتماعي وصحي وتربوي، ومع تمديد العمل بقرار الإغلاق العام بداعي تفشي كورونا أضحى اللبنانيون أمام خيارين إما الموت بالفيروس أو الموت فقراً، تأتي كسبب ثالث للحراك الشعبي المستمر في المدينة.

في حين يتمحور المؤشر الرابع حول تعامل الحكومة مع جائحة كورونا في لبنان، حيث يعتقد سمير سكاف أن الحكومة هي من أدخلت الفيروس إلى لبنان، عندما رفضت تجهيز مستشفيات ميدانية في محيط المطار لحجر العائدين إلى لبنان. 

مندسون؟

وفي فوضى المشهد، حافظ وزير الداخلية السابق مروان شربل على إحياء اتهاماته المناهضة للاحتجاجات الشعبية في لبنان، حيث عاود شربل وصف محتجي طرابلس بالمندسين والساعين إلى الخراب، وهي توصيفات سبق لشربل أن استخدمها مع طليعة الاحتجاجات التي عمّت البلاد في عام 2019.

لكن لرئيس تيار المستقبل رأي آخر من وراء الاحتجاجات الشعبية في طرابلس ذات الأغلبية السنية، حيث لم يستبعد الحريري من أطراف حزبية "تريد توجيه رسائل سياسية تستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء وذوو الدخل المحدود".

وأردف الحريري كلامه ببضعة تغريدات نبّه فيها أهالي طرابس من "أي استغلال لأوضاعهم المعيشية"، مطالباً الحكومة بالتدخل العاجل لـ"كبح جماح الفقر والجوع" لضمان التزام المواطنين بقرار الإقفال العام.

لكن وبعيد ساعات على دعوات الحريري، توجّه عشرات من المتظاهرين إلى منازل عدد من النواب والمسؤولين في المدينة، وباشروا هتافاتهم احتجاجاً على سياسات الحكومة اللبنانية في البلاد، في محاولة لإقحام تيار المستقبل إلى الواجهة وإلقاء المسؤولية على عاتقه.

ومن المنظور ذاته، يرى الصحافي اللبناني طوني بولس في حديث سابق لأورينت نت أن حزب الله المسيطر على القرار في لبنان يريد أن يزج العسكر في الشارع لإظهار الاعتداء الشعبي عليهم، وخلق انطباع بأن طرابلس مدينة فوضى، ولم يستبعد بولس من وجود "طابور خامس" يمثل السلطة ويحاول اختلاق المشاكل ليستجلب قوى عسكرية ويقمع الاحتجاجات، حسب رأيه.

"كلن يعني كلن"

من جهته، اعتبر الصحفي اللبناني سمير سكاف أن اللبنانيين غير معنيين بالمحاصصة الطائفية التي تسعى الحكومة إلى ترسيخها، فرسائل الشارع الطرابلسي هي نفسها رسائل الشعب الصيداوي والبعلبكي ورسائل جمهور النبطية وعاليه التي تطالب برحيل "الجميع". 

ومازاد الطين بلّة، قرار الإقفال "الذي يأتي يتيماً" بدل أن يأتي في إطار سلة قرارات تسهم في تمكين "مقومات الصمود" لدى المواطن، من تأمين الطعام والدواء والوقود عند الحاجة ومساعدات مالية وأموال المواطنين من المصارف وإنترنت كافٍ للتعلم "أونلاين"، ولكن الدولة اختارت ما لا يمكن على المواطن تحمله وهو "الإقفال فقط"، بحسب سكاف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات