"قسد" تضيق الحصار على أسد في الحسكة.. وميليشيا "فاطميون" تصل القامشلي

"قسد" تضيق الحصار على أسد في الحسكة.. وميليشيا "فاطميون" تصل القامشلي
شددت ميليشيا قسد حصارها للمربع الأمني التابع لنظام أسد بمحافظة الحسكة لليوم الرابع عشر على التوالي، بالتزامن مع حصارها للمربع الأمني في القامشلي أيضا، في مسعى لتحصيل مكاسب سياسية وأمنية بمناطق أخرى خاضعة لسيطرتها وتحاصرها ميليشيا أسد بريف حلب، فيما يقف نظام أسد عاجزا عن مواجهة إجراءات "قسد" المفروضة عليه على خلاف تعامله مع مناطق المعارضة السورية.

وذكرت وسائل إعلام محلية اليوم الأربعاء، أن "قسد" أغلقت مدخل شارع فلسطين بالحواجز الإسمنتية عند حديقة القدس وسط مدينة الحسكة، ومنعت موظفي حكومة أسد من الدخول إلى المربع الأمني لتضييق الحصار المفروض منذ أسبوعين على تلك المنطقة الخاضعة لسيطرة نظام أسد.

وتخضع مناطق شرق الفرات (الحسكة والرقة وأجزاء من ريفي دير الزور وحلب) لسيطرة ميليشيا قسد المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فيما يقتصر وجود نظام أسد وميليشياته على مربعات أمنية في الحسكة والقامشلي إضافة لمطار القامشلي.

استراتيجية ليّ الذراع

تعود الأسباب الحقيقية للحصار المفروض على المربعات الأمنية للنظام في الحسكة، بسبب حصار ميليشيا أسد لمناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا قسد بمناطق الشيخ مقصود والأشرفية والشهبا بحلب، ومنع دخول المواد الغذائية مثل الخبز والمواد الخدمية كالمحروقات إلى تلك المناطق، إضافة لمنع خروج ودخول السكان إليها، بحسب مصادر محلية خاصة.

وقالت المصادر في حديث لأورينت نت، إن "هدف قسد إجبار ميليشيا أسد على فك الحصار عن مناطق سيطرتها في حلب، وهي سياسة ليّ ذراع لإيصال رسالة مفادها أننا لن نفك الحصار عن الحسكة حتى تنتهي ميليشيا أسد من حصارها لمناطق الشهبا والأشرفية في حلب".

وبحسب المصادر فإن ميليشيا أسد تمنع دخول السكان وخروجهم إلى مناطق سيطرة قسد بريف حلب، بهدف إجبار الأخيرة على تسليم تلك المناطق لسيطرتها، حيث يسعى نظام أسد لكسب مناطق جديدة لسيطرته شرق وشمال سوريا بدعم الاحتلال الروسي، على غرار عين عيسى بريف الرقة تل رفعت بريف حلب.

سلاح المظاهرات والتنديد

 فيما واجه نظام أسد تلك الإجراءات بمسيرة احتجاجية لموظفيه والمحسوبين عليه أمام قصر العدل وسط الحسكة اليوم، لما اعتبره "التنديد بممارسات قسد وحصارها للمدنيين"، واتهم الإعلام التابع للنظام ميليشيا قسد بإطلاق النار على المشاركين في المسيرة الاحتجاجية، بما يظهر عجز النظام وميليشياته لمواجهة الإجراءات المهينة المفروضة على مؤسساته وموظفيه وحتى ضباطه، خلافا لبطشه وجبروته على مناطق المعارضة السورية في عموم المناطق.

سبق ذلك اعتقال قسد لضباط وعناصر ميليشيا أسد خلال فرض حظر التجوال في المربع الأمني الخاضع لسيطرة النظام في القامشلي الأسبوع الماضي، سرعان ما تدخل الاحتلال الروسي بإجراء مفاوضات بين الطرفين وأدت لإطلاق سراح الضباط والعناصر وبقاء الحصار الجزئي على تلك المنطقة في القامشلي، واكتفى نظام أسد بالانصياع لقرارات ميليشيا قسد.

وعقب التدخل الروسي بقي التوتر متفاقما بين الميليشيات (قسد وأسد) بسبب رفض الأخيرة تنفيذ شروط قسد بفك الحصار عن مناطق سيطرتها في حلب (الأشرفية والشيخ مقصود)، و خلال تلك الفترة اتهم محافظ مدينة الحسكة التابع لنظام أسد غسان خليل، ميليشيا قسد بفرض حصار على الأحياء السكنية في الحسكة "للحصول على مكاسب في مناطق أخرى وعلى رأسها محافظة حلب"، معتبرا تلك الخطوات بأنها "مطالب خارجة عن القانون".

ميليشيات إيرانية إلى الحسكة

من جهة أخرى قالت مصادر خاصة من القامشلي لأورينت نت، اليوم، إن ميليشيا أسد استقدمت خلال الأيام الماضية نحو 60 عنصرا من ميليشيا "فاطميون" الإيرانية إلى مطار القامشلي، في خطوة تصعيدية لافتة، ورجحت المصادر أن استقدام الميليشيات الإيرانية استعدادا لأي مواجهة بين ميليشيات أسد وقسد في الحسكة أو القامشلي، مع استمرار الحصار على المربعات الأمنية في المحافظة في أسبوعه الثالث.

وبحسب المصدر (فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) فإن ميليشيا أسد تنوي نقل مقاتلي "فاطميون" من مطار القامشلي إلى المربع الأمني في الحسكة، تحضيرا لعملية عسكرية مرتبقة مع قسد، في وقت تعتزم الأخيرة طرد ميليشيا أسد من المربع بوسائل القوة في حال فشل مسار الحصار والضغط الأمني، وفق قوله. 

وبدأ حصار المربع الأمني في الحسكة التابع لنظام أسد (وهو عبارة عن مؤسسات حكومية وخدمية وأمنية) قبل أسبوعين بإغلاق بعض الطرقات ومنع الموظفين والميليشيات التابعة للنظام من التجول في المنطقة، تزامنا مع حصار المربع الأمني في مدينة القامشلي التابعة للمحافظة ذاتها، وسط محاولات تدخل للقوات الروسية لإنهاء الخلاف الذي تعود أسبابه لدوافع أمنية وأوراق ضغط سياسية بين الطرفين.

وتزامن ذلك مع محاولات الجيش التركي شن عملية عسكرية بهدف السيطرة على مدينة عين عيسى (العاصمة الإدارية لميليشيا قسد) بريف الرقة، والتي فتحت الباب مجددا لميليشيا أسد لابتزاز ميليشيا قسد بدفع من الاحتلال الروسي بهدف السيطرة على المدينة مقابل منع تركيا من السيطرة عليها، الأمر الذي قوبل بالرفض القاطع من قسد.

 

وكانت ميليشيا أسد دخلت مناطق الجزيرة شرق الفرات العام الماضي للمرة الأولى منذ عام 2012، وانتشرت حينها بموجب العملية التركية في نقاط حدودية برفقة الاحتلال الروسي، لما أسمته "الدفاع المشترك ضد الاحتلال التركي"، لكن الخلاف بين أسد وقسد ما زال قائما لرغبة حكومة أسد بعودة السيطرة على تلك المناطق وطرد ميليشيا قسد منها.

التعليقات (1)

    ابو عمر

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    للأسف شيئ يدمي القلب عندما تقرأ عنوان المقالة الاصح ان تقول قسد تضيق الحصار على آلاف العوائل في الحسكة فقط لأن القدر جعلهم يسكنون في مناطق تسيطر عليها الدولة السورية
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات