دعوات لمظاهرات جديدة في روسيا بعد نجاح السابقة.. وموسكو تتهم واشنطن بدعمها

دعوات لمظاهرات جديدة في روسيا بعد نجاح السابقة.. وموسكو تتهم واشنطن بدعمها
دعا أنصار المعارض الروسي أليكسي نافالني للتظاهر مرة أخرى في عموم الأراضي الروسية، بعد مظاهرات غير مسبوقة عمّت جميع المدن والبلدات الروسية أول أمس، بسبب توقيف نافالني، وأدت لاعتقال الآلاف من المتظاهرين، في وقت حمّلت السلطات الروسية الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية دعم الاحتجاجات.

وجاءت الدعوة عبر سلسلة تغريدات نشرها ليونيد فولكوف (صديق مقرب لنافانلي) على حسابه في "تويتر" اليوم، وتطالب بالخروج للتظاهر في عموم مناطق روسيا عند الساعة 12.00 يوم الأحد المقبل، حيث كتب "في 31 كانون الثاني/يناير عند الساعة 12,00. كل مدن روسيا، من أجل الإفراج عن نافالني، من أجل الحرية للجميع، من أجل العدالة".

ومن جملة التغريدات كتب فولكوف وهو صحفي روسي شهير: "لقد تحدثت عن هذا في البث أمس واليوم، لنكون صادقين، فإن مركزية موسكو محبطة للغاية، وقفت البلاد كلها، وهو أمر غير مسبوق على الإطلاق".

بدورها حمّلت الخارجية الروسية الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية دعم المظاهرات على أراضيها، وقالت الوزارة في بيان إنها استدعت السفير الأمريكي على أراضيها وحمّلته احتجاجا رسميا لدعم بلاده للمظاهرات الأخيرة، وجاء في البيان: "احتجاجنا القوي بسبب قيام السفارة الأمريكية في روسيا بنشر تدوينات في شبكات التواصل الاجتماعي وعلى منصاتها في الإنترنت، دعما لفعالية غير شرعية شهدتها مدن روسية عدة".

وشهدت أكثر من 100 مدينة ومنطقة روسية أول أمس مظاهرات واسعة على امتداد الأراضي الروسية وخاصة العاصمة موسكو، بدعوة من نافالني وهو أبرز المعارضين للرئيس فلاديمير بوتين، بسبب توقيفه من الأمن الروسي لدى عودته من ألمانيا الأسبوع الماضي.

وردد المتظاهرون شعارات طالبت بتنحي الرئيس بوتين واتهمته بـ"اللص"، في إشارة إلى الفيلم الاستقصائي الذي أعده المعارض الروسي نافالني وبثه عبر قناته في يوتيوب اتهم فيها بوتين ومقربين منه بالفساد وسرقة أملاك كبيرة بينها أحد القصور.

وعقب ذلك اعتقلت الشرطة وجهاز الأمن الروسي أكثر من 3500 من مؤيدي المعارض الروسي المحتجز أليكسي نافالني واستخدمت القوة لتفريق الحشود في الساحات الرئيسة في المدن خلال المظاهرات، وأظهرت تسجيلات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي الأمنَ الروسي خلال اعتدائه الوحشي على المتظاهرين وسحلهم وضربهم، في حين أفادت تقارير صحفية عن تباطؤ في خدمات الإنترنت وشبكة الاتصالات الخليوية في البلاد بالتزامن حملات الاعتقال.

وأثارت الاعتقالات تنديدا دوليا واسعا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وفرنسا وكندا، إلى جانب مظاهرات تضامنية مع نافالني في بعض العواصم الغربية وتطالب بإطلاق سراحه، في وقت دعت فرنسا ودول أخرى لتشديد العقوبات على موسكو بسبب ما وصفتها الانتهاكات.

وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت إن أنصار نافالني قد نظموا مظاهرات في العديد من المدن دون حصولهم على ترخيص يأذن لهم بذلك، واتهمت المتظاهرين بإقحام الأطفال في المظاهرات "غير المرخصة" والاعتداء على جهاز الشرطة ورشقهم بـ"مخلفات بلاستيكية"، على حد زعمها.

كما تحدثت وكالة "ريانوفوستي" عن رفع "لجنة التحقيقات الروسية" لدعوى جنائية ضد متظاهرين اعتقلتهم قوات الأمن والشرطة بتهمة التحريض على التظاهر غير المرخص به.

وسبق أن حذر جهاز الأمن الروسي والشرطة قبيل اندلاع المظاهرات بساعات، من الخروج في أي مظاهرات غير مرخص لها، كما توجهت بتحذيرها إلى طلبة المدارس والجامعات من الانضمام إلى المظاهرات أو المشاركة في تنظيمها مهددة إياهم بالفصل.

وأليكسي نافالني أبرز معارضي بوتين واحتجزته السلطات الروسية فور وصوله من المطار قادماً من ألمانيا الأسبوع الماضي، وسبق أن نجا من محاولات تسميمه من قبل الأمن الروسي على الأراضي الألمانية أواسط العام الماضي.

وتعتبر تلك المظاهرات الأكبر والأوسع في روسيا منذ عقود بحسب مراقبين غربـيين، فيما شهدت سابقا موجة احتجاجات واسعة شملت العديد من مدنها أواخر شهر تموز من العام الماضي، طالب فيه المتظاهرون بتنحي الرئيس فلاديمير بوتين احتجاجاً على سياسته في التعامل مع أزمة محلية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات