"ضربة لنظام الأسد".. ما هي آثار نقل مكتب "أوتشا" من جنيف إلى إسطنبول؟

"ضربة لنظام الأسد".. ما هي آثار نقل مكتب "أوتشا" من جنيف إلى إسطنبول؟
وقعت وزارة الخارجية التركية، الخميس الماضي، اتفاقية "الدولة المضيفة" لنقل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، المسؤول عن العمليات العالمية والتابع لمكتب الأمم المتحدة في جنيف إلى إسطنبول".

واعتبرت الخارجية التركية في بيان لها أن ذلك يعتبر خطوة إلى الأمام نحو "التطور في السياسية الخارجية الريادية والإنسانية لتركيا، في إطار سعيها لجعل إسطنبول مركزا للأمم المتحدة"، مؤكدة أن "قرار المكتب، أحد الشركاء الدوليين الرئيسيين في البعد الإنساني للأزمة السورية وفي تنفيذ السياسة الخارجية المتعددة الأطراف لتركيا بشكل عام، يعبر عن ثقة المجتمع الدولي في تركيا، بالإضافة لكونه يشير الريادية في القضايا الإنسانية العالمية".

مهدي داود: نقل المكتب خطوة مهمة

وفي حديث لأورينت نت مع الدكتور مهدي داود، مدير جمعية النور السورية، ومنسق عام لطاولة الحلول التي تعنى بقضايا السوريين في تركيا وفي الداخل السوري، أشار أنه ومنذ بداية الثورة السورية افتتحت الأمم المتحدة مكتبا لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في تركيا بولاية غازي عنتاب مخصصا لتنسيق عمليات تقديم الدعم للمؤسسات الفاعلة في الشمال السوري.

وأضاف داود أن افتتاح المركز الرئيسي التابع للأمم المتحدة في الشرق الأوسط وإفريقيا سيتم الآن في تركيا، مؤكداً أن هذه الخطوة طرحت قبل خمس سنوات في قمة الأمم المتحدة في إسطنبول".

وأشار دواد أنه خلال القمة أكد وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، أنه سيتم نقل أكثر من حوالي خمسين موظفا ليتابعوا عملهم من مدينة إسطنبول.

واعتبر داود أن وجود المكتب الرئيسي في إسطنبول يعتبر خطوة مهمة لتفعيل دور الأمم المتحدة في الملف السوري الإنساني بشكل أكبر، منوهاً أن مكاتب الأمم المتحدة ليس لهم دور تنفيذي بل هي بمثابة نافذة لتوزيع الدعم للمؤسسات الدولية والمحلية والإشراف على تنفيذ المشاريع وسير الخطط وفق ما تقضيه الحاجة الإنسانية.

كما اعتبر داود أن أهمية افتتاح المكتب الرئيسي في إسطنبول "ضربة لنظام أسد" وذلك بعد أن دارت الأحاديث على مر السنوات السابقة عدة مرات حول إغلاق الأمم المتحدة لمكتب غازي عنتاب الذي يقدم الدعم للمؤسسات الفاعلة في الشمال السوري، وحصر تقديم الدعم المخصص لسوريا بمكتب دمشق فقط الذي يخضع لسيطرة أسد، ما كان سيحرم المناطق المحررة من الدعم".

إضافة إلى أن "وجود المركز الرئيسي في إسطنبول، سيطيل مدة بقاء مكتب غازي عنتاب قيد العمل لتقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المحررة في الشمال السوري".

وليد الصالحي: فرصة للمنظمات السورية لزيادة توسعها

ومن جانبه قال الدكتور وليد الصالحي، الخبير في شؤون المنظمات الدولية الإنسانية والتنموية "أن نقل مكتب هيئة تنسيق الشؤون الإنسانية من جنيف إلى إسطنبول، له تداعيات عديدة"، إذ على المستوى المحلي فإن نقل المكتب سيؤثر بشكل إيجابي على عملية دعم ومساعدة اللاجئين بشكل عام واللاجئين السوريين بشكل خاص، "كون تركيا تملك خصوصية بهذا الموضوع، لاستقطابها اللاجئين من عدة دول تشهد نزاعات أو حروبا أو حتى الثورات مثل سوريا واليمن وليبيا ومصر وفلسطين والسودان وعدة مناطق أخرى".

بالإضافة إلى أن تركيا أثبتت مقدرتها على التعامل مع الكم الكبير من اللاجئين على أراضيها وخارج حدودها، لاسيما أنها كانت بوابة العمل الإنساني إلى داخل سوريا من معابرها، بعد إغلاق المعابر من جهة الأردن والعراق، معتبراً أن تركيا تلعب دوراً محورياً على جميع الأصعدة.

وأكد أن نقل المكتب ستكون له تداعيات على مساعدة اللاجئين السوريين، وفرصة كبيرة للمنظمات السورية الموجودة والتركية للزيادة في توسعها وفعاليتها.

وتنشط المنظمات الإنسانية بشكل كبير في تركيا وخاصة في غازي عنتاب التركية على الحدود السورية، وتعتبر تركيا من أوائل الدول مساعدة للاجئين السوريين سواء الموجودين على أراضيها والبالغ عددهم حوالي أربعة ملايين شخص، إضافة إلى مساعدتها السوريين في الشمال السوري عبر منظمات تركية وسورية.

ويأتي ذلك بعد قرابة شهر من صدور قرار في تركيا خاص بتنظيم الجمعيات والمنظمات الإنسانية، الأمر الذي سيعطي مساحة أكبر للدولة للتدخل في عمل المنظمات ونشاطاتها ومناطق تنفيذها بشكل عام، ومن شأن ذلك تخفيف الفساد في المنظمات وإلزامهم باتباع القوانين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات