نذر كارثة تلوح بسبب فيضان نهر العاصي غرب إدلب.. هل يمكن تفاديها؟

نذر كارثة تلوح بسبب فيضان نهر العاصي غرب إدلب.. هل يمكن تفاديها؟
بدأت بعض العائلات في منطقة جسر الشغور غرب إدلب في مدينة دركوش والمخيمات المحيطة بنهر العاصي بالتجهيز لإخلاء منازلها لقربها من مجرى مياه النهر بعد التحذيرات من ارتفاع منسوب المياه وخاصة إثر الهطولات المطرية خلال العاصفة الأخيرة وفتح سد القرقور شمال غرب حماة لتخفيف الضغط عنه بعد امتلائه.

الدفاع المدني يحذر 

وأطلق فريق الدفاع المدني في المنطقة تحذيرات للأهالي والنازحين من ارتفاع منسوب مياه النهر بسبب فتح بوابات سد القرقور، ودعاهم للابتعاد عن مجرى النهر لحين الانتهاء من تفريغ الفائض من مياه السد.

من جانبه قال أحمد يازجي مدير الدفاع المدني في منطقة جسر الشغور، إنه في "الأسبوع الماضي كانت هناك غزارة في الأمطار أدت لامتلاء سد القرقور، وهذا ما يحدث سنوياً ويصبح منسوب المياه عالٍ جدا".

وأضاف يازجي لأورينت نت أن الدفاع المدني حذر بشكل شخصي أصحاب المنازل القريبة من السد، وأطلق تحذيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب خطر الفيضان، وحاولنا تحذير الصيادين والمخيمات القريبة".

وأكد أنه "تم فتح السد بشكل جزئي لكن رغم ذلك خلف أضرارا مادية بالأراضي الزراعية القريبة من النهر ولم تسجل أية أضرار بشرية".

منازل ومخيمات في وجه الطوفان

تزداد مخاوف الأهالي خشية تكرار ما حدث في الشتاء قبل الماضي بعد ارتفاع منسوب مياه النهر بشكل كبير، والذي أدى لإجلاء عشرات العائلات القريبة من مجرى النهر في مدينة دركوش التي يقسمها نهر العاصي إلى نصفين، بعد غرقها حيث انتقل بعضهم بالمراكب في أحد الأحياء التي غرقت، وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينها على مدينة دركوش مدينة البندقية أو فينيسيا الشرق.

يقول حمزة رحيم أحد المدنيين ومنزله قريب من مجرى النهر في دركوش، "مع ارتفاع منسوب النهر أخشى من وصول المياه لمنزلي كوني قريبا من النهر، وجمعت بعض أغراضي كي لا تباغتني المياه كما حدث معنا قبل عامين، حيث غرقت كل ممتلكاتي وفي حال فاض النهر لا أعلم أين أذهب، حالي كحال العشرات من جيراني القريبين من النهر".

ويقطن نحو 100 عائلة بمخيم حمام الشيخ عيسى على ضفتي نهر العاصي جنوب مدينة دركوش وأي ارتفاع بمنسوب النهر يعني غرق جميع الخيم في المياه، ومع وعورة المنطقة يصعب الوصول إليهم لإجلائهم، في الوقت الذي تعاني منه المنطقة وعموم شمال غرب سوريا من ازدحام سكاني وعدم وجود منازل فارغة، بالتالي أزمة نزوح جديدة.

تأثر الزراعة 

ولا تقتصر أضرار فيضان النهر على المنازل والمخيمات القريبة بل حتى الأراضي الزراعية المحيطة بمجراه فكثرة المياه لها آثار سلبية كخسارة محصولات بأكملها وغمرها، كالمزروعات الشتوية من ملفوف وفجل وخس وفول وخصوصاً إن بقيت مغمورة لفترة، كما تلحق الضرر أيضاً بالأشجار المثمرة كأشجار اللوزيات والحمضيات بسبب تعفّن الجذور نتيجة قلة الأكسجين، وبالتالي تأثيرات سلبية على آلاف العائلات التي تعتمد في معيشتها على ما تنتجه أراضيها القريبة من نهر العاصي.

تلوث مياه الشرب 

كما يؤدي ارتفاع منسوب النهر لتلوث الآبار المستخدمة لضخ مياه الشرب واختلاطها مع مياه النهر الملوثة، حيث توجد محطات تضخ مياه الشرب لآلاف المدنيين بريف جسر الشغور الشمالي كعيون عارة بالقرب من عين الزرقاء والدباغة في دركوش.

وفي هذا الصدد قال المهندس عماد نعمي مدير وحدة مياه دركوش، إنه "خلال الأسبوع الماضي ونتيجة ارتفاع منسوب النهر تلوث البئر الرئيسي الذي يغذي ما يقارب 50 ألف نسمة في مدينة دركوش وأدى التلوث لتغير مواصفات المياه في البئر".

وأضاف نعمي لأورينت نت، "اضطررنا لزيادة كمية الكلور في البئر لتعديل مواصفات المياه بالإضافة لوجود آبار خاصة لدى المزارعين القريبة من مجرى النهر أيضاً تغيّرت مواصفاتها نتيجة الفيضان".

الحلول 

فيضان النهر ليس بالأمر الجديد، لكن هناك إجراءات وقائية ينبغي على السلطات المحلية اتخاذها للتخفيف من أضراره على المدنيين، منها تنظيم عمل مياه سد القرقور وفتح المياه قبل وصوله لأكبر سعة تخزينية بالإضافة لإبعاد المخيمات القريبة من مجرى النهر ومراقبة الآبار، وإيجاد آبار بديلة في حال تلوثت الآبار الرئيسية، وإطلاق تحذيرات دورية للمدنيين القريبين من النهر لإخلاء منازلهم بشكل مؤقت كما فعل الدفاع المدني، ريثما ينخفض منسوب المياه، وفق أهالي المنطقة والمختصين.

التعليقات (1)

    مواطن سوري

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    المصيبة الكبرى الذي تجنب هذا الموضوع الحديث عنها هي أسباب تلوث مياه العاضي (وهي بالمناسبة أسباب بشرية بحتة) وايجاد الحلول لمنع هذا التلوث .. وبالتالي ستصبح مياه العاضي حل لكثير من مشاكل نقص مياه الشرب
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات