كشفتها الصدفة.. ما قصة الشاحنات الإيرانية التي ضبطها محتجو طرابلس اللبنانية متجهة إلى نظام أسد؟

في احتجاج غير مخطط له لمجموعة من الشباب اللبنانيين تم الكشف عن شاحنات تحمل لوحات إيرانية يقودها سائقون إيرانيون أيضاً على طريق بيروت - طرابلس، كانت في طريقها إلى عاصمة الشمال اللبنانية قادمة من بيروت.

وكان عشرات من اللبنانيين قطعوا مسلكي أوتوستراد طرابلس - بيروت عند جسر البالما بالحجارة والعوائق "احتجاجا على الإقفال العام والغلاء" ليكتشفوا أن من بين المركبات التي توقفت عند النقطة التي تمركزوا فيها شاحنات إيرانية كانت متجهة إلى الشمال.

وبث ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي شرائط مصورة تظهر بعض المحتجين الغاضبين يهاجمون زعيم ميليشيا "حزب الله" اللبناني، في إشارة إلى أن الميليشيا هي من تسهّل مرور الشاحنات الإيرانية في لبنان.

ضبط الشاحنات أثار جملة من التساؤلات حول توجهها من بيروت إلى الشمال وما طبيعة الشحنات التي تحملها؟ خصوصاً إذا كانت متجهة إلى سوريا (مناطق نظام أسد) ولماذا لا تسلك الطرق ومعابر التهريب التي تسيطر عليها ميليشيا حزب الله وأسد في المصنع وغيرها.

مصدر مطّلع فضل عدم الكشف عن هويته، أكد لأورينت نت أن الشاحنات الإيرانية كانت متجهة إلى مناطق نظام أسد عبر معبر العريضة الواقع على الحدود اللبنانية السورية في محافظة طرابس شمالاً، عندما ضبطها المحتجون على طريق طرابلس - بيروت.

وأوضح المصدر - نقلاً عن مصادر أمنية لم يسمها - أن الشاحنات كانت قادمة من تركيا، ووفقاً لادعاءات سائقيها، كانت تحمل بضائع تركية لمناطق نظام أسد ولم يتم الكشف عن طبيعة هذه البضائع بعد، حيث قدمت إلى لبنان من تركيا عبر الشحن البحري (باخرات) وتم إنزالها في ميناء بيروت لتتجه فيما بعد إلى معبر العريضة بطرابلس.

وحول اختيار ميناء بيروت بدلاً من ميناء طرابلس بحكم أن الأخيرة أقرب إلى معبر العريضة، لم يستبعد المصدر أن يكون لميليشيا "حزب الله" يد في هذه الشحنات أو "التهريب"، خصوصاً أن الميليشيا تبسط سيطرتها على ميناء بيروت بعكس ميناء طرابلس، لافتاً إلى أن سلوك هذا الطريق يترك كثيراً من الأسئلة بلا أجوبة، لا سيما أن الميليشيا اللبنانية تمتلك منافذ تهريب كثيرة مع ميليشيا أسد وأكثر أماناً لهذه الشحنات.

كما أن اتباع هذا الطريق - بحسب المصدر ذاته - يشي بنقطتين هامتين، الأولى أن هذه البضائع تدخل ضمن الصناعات المحرمة على نظام أسد بسبب العقوبات المفروضة عليه ولذا اتبعت هذا الطريق للتمويه، والثانية تتمثل في الهروب من الطرقات التي تراقبها إسرائيل خوفاً من استهدافها (معبر المصنع - طريق بيروت دمشق مثالاً)، وهو ما سيتم الكشف عنه في المستقبل القريب.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات