رحيل المذيع الأمريكي الأسطوري لاري كينغ: سيرة عصامية مذهلة.. ومشوار مهني بـ50 ألف مقابلة

رحيل المذيع الأمريكي الأسطوري لاري كينغ: سيرة عصامية مذهلة.. ومشوار مهني بـ50  ألف مقابلة
عن عمر يناهز (87) قضى ستة عقود منه في ممارسة العمل الإعلامي، توفي أمس السبت (23/1) المذيع الأمريكي الأسطوري لاري كينغ، بعد إصابته بفيروس كورونا مطلع الشهر الجاري.

وأعلنت شركة (أورا ميديا) للإنتاج الإعلامي التي شارك كينغ في تأسيسها نبأ وفاته في مركز (سيدارز- سينا) الطبي في مدينة لوس أنجلوس حيث نقل كينغ إلى المستشفى مطلع هذا الشهر لتلقي العلاج بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية.

استمع للآخرين باهتمام

في كتابه (كيف تتحدث إلى أي شخص في أي وقت) كشف لاري كينغ أنه بدأ مستخدما ثم مذيعا فاشلا في إذاعة محلية صغيرة في ميامي.. وأنه في أول مواجهة له مع الهواء أصيب بالبكم.. ولم يستطع أن ينطق كلمة واحدة.. لكن تلك البدايات لم تمنعه من أن يصبح محاورا أسطوريا طبع القرن العشرين بطابع حضوره. 

كانت وصاياه في كتابه الذي ترجم إلى عدد كبير من اللغات الحية ومنها العربية واضحة وبسيطة: "تحلّ بروح الدعابة - استمع للآخرين باهتمام حقيقي. تحدث بـ "شغف" وحب حقيقي عما تتناوله من موضوعات، فما أسهل إدراك المتحدث المصطنع الذي يعتنق أفكاراً ليس مقتنعا بها تماما، كن صريحاً وصادقاً  وحدّث الآخرين فيما هم خبراء فيه ".

ولد لاري كينغ، واسمه الحقيقي  (لورانس هارفي زيغر) في بروكلين بنيويورك عام 1933 لأسرة يهودية روسية مهاجرة، توفي والده بأزمة قلبية مفاجئة وهو في التاسعة من عمره واضطرت والدته كي تربيه مع أخيه الصغير للعيش على المعونات والمساعدات.. بعد تخرجه من المدرسة الثانوية اتجه لاري مباشرة إلى العمل لمساعدة والدته بعد أن فقد اهتمامه بالدراسة..  وفي سن العشرين كان لاري يعمل بإيصال الطرود في إحدى الشركات وفقد الأمل أن يعمل في مجال الإعلام الذي كان يحبه منذ الصغر. 

راديو ميامي

التقى كينغ بأحد العاملين في قناة سي بي إس (CBS) الذي نصحه بالتوجه إلى ميامي التي كانت سوقا ناميا في مجال الإعلام وكانت تتوفر فيها فرص العمل لأشخاص قليلي الخبرة في مجال الإعلام. وجد لاري بعد بحث طويل عملا في مجال التنظيف في إذاعة صغيرة في تلك الفترة تدعى (WIOD). بعد استقالة أحد مذيعيها تم تعيينه مكانه وقام في بداية شهر مايو من عام 1957 بأول بث له كدي جي من التاسعة صباحا إلى الظهر. عمل كذلك في نشرات الأخبار والنشرات الرياضية وكان يتلقى أجر 55 دولارا في الأسبوع. قام مدير المحطة بتغيير اسمه من لاري زيغر إلى لاري كينغ لأن زيغر كان له مدلول عرقي بالنسبة للمدير. بدأ بعد ذلك بإجراء مقابلات عند مطعم Pumpernik's restaurant على شاطئ ميامي لبرنامج يبث عند الظهيرة. كان يقوم بإجراء مقابلة مع كل شخص يدخل المطعم وكان أول مقابلة له مع نادلة في المطعم. في مايو 1960 قام بتقديم برنامج حواري يتناول مواضيع ساخنة في تلك الفترة.

لكن لاري كينغ وابتداء من العام 1985 أصبح أشهر مذيع في أمريكا بعد تعاقده مع السي إن إن حيث قدم برنامجا حواريا على الهواء مباشرة لمدة تزيد على ربع قرن وبعد احتفاله بذكرى مرور 25 عاما أعلن كينغ توقف برنامجه  في (سي إن إن ) عام 2010، مخاطبا مشاهديه: "حان الوقت لتعليق حمالاتي الليلة". وفي عام 2011، انتقل إلى قناة "روسيا اليوم-أمريكا"، وناقش عددا من القضايا السياسية الساخنة.

50 ألف مقابلة

أجرى كينغ ما يقرب من 50 ألف مقابلة على الهواء. وفي 1995 شارك في قمة لسلام الشرق الأوسط مع ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير حينذاك، والملك حسين ملك الأردن أيضا ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إسحاق رابين.

كما استضاف شخصيات تراوحت ما بين الدالاي لاما إلى اليزابيث تايلور، ومن ميخائيل غورباشتوف إلى باراك أوباما وبيل غيتس وليدي غاغا.. والرئيس الليبي معمر القذافي الذي وصفه بأنه " يملك تفكيرا غريبا" وبأنه "أسوأ شخصية يمكن أن تحاورها على الإطلاق".

كان لاري كينغ يفتخر بأنه لا يجهز لمقابلاته على الإطلاق.. وهو الانتقاد الذي وجه إليه حين وصف منتقدوه أسئلته بالبسيطة والسهلة، لكنه كان يرد عليهم بأنه يريد أن يتعلم ممن يحاورهم..  وكان أسلوبه الهادئ سببا في شعور ضيوفه بالراحة وجعله قريبا من الجمهور. 

فاز كينغ بالعديد من الجوائز، منها جائزتا بيبودي، عن عمله المستمر على قناة "سي إن إن" من 1985 وحتى 2010.

أما على الصعيد الشخصي فقد تزوج كينغ خلال عمره المديد ثماني مرات آخرها من المغنية (شون ساوثويك) التي تصغره بستة وعشرين عاما، وله خمسة أبناء توفي منهم اثنان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات