كانت ممراً وأضحت مقراً: حزب الله يدمر القلمون السوري بسلاح المخدرات

كانت ممراً وأضحت مقراً: حزب الله يدمر القلمون السوري بسلاح المخدرات
لا يبدو أن ملف المخدرات في سوريا سيطوى قريبا.. في ظل حكم الميليشيات الطائفية الإرهابية وتحكمها بجغرافيا وممرات واسعة سواء مع لبنان أو في منطقة القلمون السورية التي تسيطر عليها ميليشيات إيران.. أو مع الحدود العراقية التي تسيطر عليها ذات الميليشيات.. قبل أيام أعلنت مديرية مدينة يبرود القبض على شخص من بلدة (رأس المعرة) وبحوزته أكثر من عشرين كيلوغراما من الحشيش والمواد المخدرة.. من أين أتت هذه المواد؟! وأين صنعت؟! وكيف أدخلت إلى المنطقة؟! ومن يدخلها؟! 

القاعدة والممر!

يعلم القاصي والداني أن ميليشيا حزب الله جعلت من القلمون قاعدة إما لزراعة المخدرات وتوزيعها في الداخل السوري.. أو ممرا لشحنات المخدرات القادمة من منطقة البقاع اللبناني التي تنشط فيها هذه الزراعة والتجارة.. حيث تخرج الشحنات من بلدة (بريتال) اللبنانية باتجاه بلدة (الطفيل) ثم ناحية (عسال الورد) السورية التابعة لمدينة (يبرود).. مرورا بحواجز تابعة للجيش اللبناني ثم بمناطق خاضعة لسيطرة ميليشيا حزب الله انتهاء بمناطق سيطرة ميليشيات الدفاع الوطني السوري التي تربطها علاقات قرابة ومصالح مع حزب الله.. أو بلدة (نحلة) اللبنانية باتجاه بلدتي (معرة يبرود) و(فليطة) السوريتين اللتين تسيطر عليهما ميليشيات الحزب والدفاع الوطني مع غياب كامل لميليشيات نظام أسد في المنطقة الجغرافية الواسعة والعميقة.

تقاسم الأرباح والنفوذ 

بين الحين والآخر تنشب خلافات وصراعات مسلحة بين ميليشيات الدفاع الوطني ومجاميع الحزب على تقاسم الأرباح والنفوذ في المنطقة.. ومع ازدياد الضغط على حزب الله في لبنان بسبب تجارة المخدرات.. وإحكام سيطرة الجيش اللبناني على عدد من الممرات الواصلة بين لبنان وسوريا.. جعل الحزب من منطقة القلمون أرضا حرة لزراعة الحشيش والمواد المخدرة وصناعتها في بيئة آمنة نوعا ما.. وذلك في منطقة الوديان الممتدة بين جرد الطفيل وبريتال والتي كانت تستخدم لزراعة الحمص والبقوليات.. وأيضا في المنطقة الممتدة من سهل رنكوس حتى مشارف جرد تلفيتا وإفرة.. هذه المناطق التي في معظمها لا يستطيع ملاكها من السوريين من الوصول إليها بسبب سياسات الحزب.. فأصبحت المنطقة مقرا لعمليات تصدير القتل والمخدرات إلى كل المحافظات السورية مع غياب تام للأمن داخل مدن وبلدات القلمون بسبب سياسيات التشبيح أو الانتقام التي تتبعها تلك الميليشيات... 

تفشي في المدارس والأسواق

يكاد يكون من المسلم به أن بيع المخدرات في مدينة (يبرود) أصبح كبيع أي مادة غذائية أخرى.. وعدد المتعاطين والمتاجرين الصغار أكبر مما قد يتصور في ظل تفشي هذه الأمور في المدراس والأسواق وليست مدارس الإناث بعيدة عن ذلك.. ويكاد لا يمر يوم إلا ويقبض على مروج أو متعاطٍ.. بفعل استياء الأهالي من شدة رواجها وتغطية كبار تجارها بغطاء ميليشياوي وحكومي! حتى أن معظم الاشتباكات وتجاذب المصالح بين الميليشيات المحلية وميليشيا حزب الله في المنطقة كانت تنشأ من خلافات حول الربح والنفوذ والفائدة المكتسبة من تلك التجارة.

 

وساطة جورج حسواني

أكثر من مرة تعرض قادات كبار في الميليشيات المحلية إلى الاعتقال على يد النظام بسبب تجارة المخدرات.. وكان يفرج عنهم بعد فترة قصيرة بفعل توسط شخصيات لا تهتم لأمر الناس مطلقا.. كما فعل جورج حسواني من خلال مساعيه السريعة والمباشرة للإفراج عن قادة العصابات الذين كثرت شكاوى الناس بحقهم وبسبب انتهاكاتهم المختلفة وعلى رأسها ترويج المخدرات وحماية القوافل القادمة من لبنان.. هذا يقودنا إلى سؤال: ما هو دور فرع إدارة المخدرات؟! ولماذا أنشئ؟! وخاصة أن مديره من المنطقة نفسها وهو العميد في وزارة الداخلية حسين جمعة والذي نقل قبل أسابيع إلى قيادة إدارة الأمن الجنائي في وزارة الداخلية. 

منطقة القلمون.. فلتان أمني تام.. ولا كهرباء ولا خبز ولا صحة ولا أي أدنى شعور بالمواطنة.. كل حياة الناس ومتطلباتهم تقضى بالرشوة والفساد والقبضة الأمنية الظالمة والتعدي.

متى تنتهي مهزلة التهريب والميليشيات والسرقات والتعدي؟ متى يتوقف المتعاونون مع "الحزب" والمنتفعون ذوو الجاه الكبير داخل السلطة عند حدهم؟! 

أم أن المطلوب هو تدمير ثروة القلمون السوري من الشباب والعقول عن سابق إصرار وتصميم

• كاتب وباحث سياسي من أبناء القلمون

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات