اعتقال نافالني يربك النظام الروسي ويُشعل البلاد بالاحتجاجات: هل بدأت نهاية حكم "بوتين إلى الأبد"؟

اعتقال نافالني يربك النظام الروسي ويُشعل البلاد بالاحتجاجات: هل بدأت نهاية حكم "بوتين إلى الأبد"؟
تتحضر الشرطة الروسية لقمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ظهر اليوم السبت، دعا إليها أنصار المعارض الروسي، أليكسي نافالني، والذي اعتقلته أجهزة أمن النظام الحاكم، الأحد الفائت، فور وصوله إلى البلاد قادماً من ألمانيا إثر رحلة علاج من التسميم استمرت نحو 5 أشهر.

وكان أنصار نافالني دعوا للتظاهر ضد حكومة بوتين في 65 مدينة على طول امتداد الجغرافيا الروسية، أبرزها العاصمة موسكو، وسط وعيد من السلطات بقمع كل "تجمع غير مصرح به" و"يُعتبر تهديداً للنظام العام" كما وصفته.

وتأتي خطوة أنصار نافالني، عقب دعوة للأخير وجهها لهم عبر شريط مصور ظهر فيه يقول: "إن أكثر ما تخشاه هذه العصابات تعرفونه، هو أن ينزل الناس إلى الشارع.. لا تخافوا، انزلوا إلى الشارع، ليس من أجلي لكن من أجلكم، من أجل مستقبلكم".

نظام بوتين مرتبك

"بمجرد الدعوة للاحتجاجات ارتبك النظام الحاكم" يقول المحلل السياسي نصر اليوسف (يحمل الجنسية الروسية) مدللاً على كلامه بالمناشدات المكثفة التي وجهتها النيابة العامة الروسية وعمدة موسكو وسان بطرسبورغ والمقاطعة عبر قنوات التلفزة الرسمية للروس للبقاء في منازلهم وعدم الخروج، بحجة ضوابط وإجراءات كورونا، لا سيما أن المعارضة اتبعت نوعاً من "الدهاء" الذي تمثل في دعوة الصغار (من هم بعمر 18) للمشاركة بالاحتجاجات كونهم غير معرضين للاعتقال على عكس كبار السن.

ورغم أن هذه الاحتجاجات ليست الأولى من نوعها، إلا أنها قد تشكل انعطافاً في السياسة الروسية، كما يرى اليوسف، من خلال إرغام "النظام البوتيني" على إجراء تغيير في المسار الذي ينتهجه، خصوصاً أن الشعب الروسي وعلى مدار العامين الماضيين أظهر شجاعة بطولية، في إشارة إلى احتجاجات 2019 التي اعتُقل خلالها آلاف الروس من قبل النظام الحاكم.

مؤامرة!

حجم الاحتجاجات الكبيرة دفع بعض المحللين الروس إلى تفسيرها على أنها  "مؤامرة" على البلاد و"صراع سياسي" على الساحة الروسية، منهم المحلل السياسي فيتشلاف ماتزوف، الذي رد ما يجري لثلاث نقاط، أولها: ما نشرته السفارة الأمريكية بشأن الاحتجاجات، وكانت حذّرت مواطنيها لتجنب أماكن التجمعات وتوقيتها، الأمر الذي استفز السلطات الروسية واعتبرته "تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية".

والثانية، عودة نافالني ونشره تحقيقاً عن أحد قصور بوتين الفارهة في سوتشي، وهو ما استهجنه ماتزوف، بدعوى أن هذا القصر معروف في روسيا للجميع منذ سنتين أو ثلاث وليس شيئاً جديداً، بينما الثالثة تتمثل في استغلال حالة الفساد داخل السلطة في إشعال الشارع الروسي.

ماتزوف الذي أقر بقوة المعارضة الروسية الداخلية، لكنه يرى أنها لا تمتلك القوة والقدرة على تحدي السلطة الحاكمة بمن فيهم "الحزب الشيوعي الروسي" أحد أبرز الأحزاب المعارضة في البلاد،  بدعوى أن السلطة جهاز إداري قادر على تنظيم الحياة السياسية في البلاد، لا سيما الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة في الخريف القادم، وهذا ما سيحدد طبيعة "الصراع الداخلي" على حد وصفه.

حركة انتخابية

ويتفق كلا المحللين أن ما يشهده الشارع الروسي خطوة استباقية للانتخابات البرلمانية القادمة، إذ يؤكد نصر اليوسف لأورينت نت، أن التغيير يمكن أن يترجم من خلال الانتخابات النيابية القادمة، التي ستكون مختلفة عما سبقها وما ستفرزه من فاعلية للمعارضة في وجه بوتين الذي يعتمد في تمرير كل ما يريده على كتلة روسيا الموحدة (الحزب الحاكم)، وإذا ما حدث هذا التغيير سيعني انتهاء "حلم إمبراطورية بوتين التوسعية" - كما وصفها - على حساب معيشة الشعب الروسي بما في ذلك التدخل في سوريا.

بالمقابل، فإن منصب رئيس الدولة والانتخابات تثير شهية "الأوليغارشية" (الطبقة المسيطرة على الاقتصاد - الذين يشكل اليهود الأكثرية منهم) وهي سبب ما يجري الآن في الساحة الروسية، وفقاً لفيتيشلاف ماتزوف، والذي يؤكد أن روسيا بسببها تتعرض لهذا الهجوم، خصوصاً أن بوتين وبسبب عمره بدأ يفكر بالبديل عنه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات