تقرير لاكونوميست يفضح نظام الملالي: الإيرانيون كرهوا التشيع.. وهذا حال السّنة وباقي الأديان

تقرير لاكونوميست يفضح نظام الملالي: الإيرانيون كرهوا التشيع.. وهذا حال السّنة وباقي الأديان
وفقاً للأب منصور (قس مسيحي) فإن المسيحية في إيران تثير كل حماسة الكنيسة الأولى المضطهدة، ففي البيوت في جميع أنحاء البلاد يلقي المواعظ مشفرة، ويطلق على يسوع "جمشيد" كما يقود تراتيل التسبيح بصمت ويقول: "نحن نزامن حركة شفاهنا لأننا لا نستطيع أن نتعبد بصوت عالٍ". 

المخاطر كبيرة: التبشير محظور؛ وقد تم وضع العشرات من المبشرين خلق القضبان، بينما يذكر القساوسة المحليون أن مئات الكنائس السرية تجتذب مئات الآلاف من المصلين، ويزعم الإنجيليون أن المسيحية تنمو في إيران بشكل أسرع من أي بلد آخر.

تتسع الفجوة الروحية بين الشيعة في إيران والأشخاص الذين يحكمونهم. فقيود النظام الديني وعقيدة السيادة الشيعية تنفّر الكثيرين. لذا يبدو أن أعدادا متزايدة من الإيرانيين يتركون الدين أو يجربون بدائل للشيعة. ويعبّر المسيحيون والزرادشتيون والبهائيون عن اهتمامهم المتزايد. ويتحدث زعماء مكونات الإسلام الأخرى عن رواج الصحوات الدينية. يقول ياسر ميردامادي، وهو رجل دين شيعي في المنفى: "هناك تغيير في الولاء" إذ يتجه الإيرانيون إلى الديانات الأخرى لأنهم لم يعودوا يجدون الرضى في العقيدة الرسمية.

رسميا، يعترف آية الله (نظام الملالي - مذهب الخميني أو ولاية الفقيه) بالديانات التوحيدية الأخرى، طالما أنها سبقت الإسلام، إذ يخصص الدستور الإيراني "لأهل الكتاب" غير المسلمين -مثل  المسيحيين واليهود والزرادشتيين - خمسة من 290 مقعدا في البرلمان ولديهم مدارسهم الخاصة (مديروها مسلمون) ودور عبادة، كما تستضيف إيران أكبر جالية يهودية في العالم الإسلامي.

لكن رجال الدين يفضلون إبقاء غير الشيعة منفصلين، منعزلين وخاضعين، ويخشون من أن التنوع الديني قد يؤدي إلى تزوير الهوية الشيعية للدولة. منذ "الثورة الإسلامية" عام 1979، لم يكن هناك وزير غير شيعي على الإطلاق، وأحياناً يندد رجال الدين بالأقليات الدينية على أنهم "كفار وجواسيس" ويُعاقب بالإعدام كل من يتحول إلى الديانات غير الإسلامية.

دين الدولة يتغير!

القمع لا ينفع: تقول إيران إن أكثر من 99.5٪ من سكانها البالغ عددهم 82 مليون نسمة مسلمون، لكن أرقامها غير موثوقة، إذ وجد استطلاع للرأي،  أجرته "مجموعة جامان البحثية الهولندية" عبر الإنترنت، وشمل أكثر من 50,000 إيراني (حوالي 90٪ منهم يعيشون في إيران)، أن الدولة في حالة تغير ديني، وأكد حوالي نصف المستجوبين أنهم فقدوا أو غيّروا دينهم، وتم تحديد أقل من الثلث على أنهم من الشيعة. وإذا كانت هذه الأرقام قريبة من الصحة، فإن إيران أكثر تنوعا مما يظهره الإحصاء الرسمي.

تعتبر الزرادشتية، الديانة الأقدم في إيران، وربما تكون ثاني أكبر ديانة في البلاد، حيث يُحتفل بـ"النوروز ويلدا" وهما يومان "مقدسان" في الزرادشتية كعطلتين وطنيتين رسميا، ولديها 23,000 من أتباعها فقط يتبعون تعاليم زرادشت "نبي فارسي" من القرن السادس قبل الميلاد، لكن 8٪ من المستجوبين قالوا للمجموعة الهولندية إنهم "زرادشتيون"، حيث ينجذب البعض إلى الجذور الأصلية للدين والعقيدة الفارسية والعداء للإسلام التي يسخرون منها على أنها "غرس عربي"، وكانت حفلات الزفاف الشعبية تقام على الطريقة الزرادشتية، والتي تُقام بالصلاة الفارسية حول النار، لدرجة أن السلطات حظرتها في عام 2019.

الملالي يضطهد السنة والصوفية

يرى رجالُ الدين الصوفيةَ أو الإسلامَ الصوفيَ كتهديد أكبر، حيث استهدفتهم الحكومة لفترة طويلة بالمضايقات والاعتقالات التعسفية، وكان الصوفيون احتجوا في عام 2018، وقُتل حينها خمسة من أفراد قوات الأمن، كما ألقي القبض على أكثر من 300 شخص من الصوفيين، كما وضع "نور علي تابنده" زعيم الطائفة الصوفية الأكثر شهرة تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته في ديسمبر 2019، لكن متصوفة" القونبادي" يقولون إن خلواتهم تجتذب عددا متزايدا من الإيرانيين.

كما يتزايد عدد السكان السنة في إيران، ويرجع ذلك جزئيا إلى ارتفاع معدلات المواليد، إذ يُعتقد أنهم يشكلون 10٪ من السكان ويعيشون في الغالب على أطراف البلاد ويبدو أن السلطات تريد أن تبقيهم على هذا النحو، وقد هدموا جميع مساجد السنة في العاصمة طهران، ومع ذلك يخرج آلاف السنة كل يوم جمعة من فيلات كبيرة في طهران (يستخدمونها كقاعات للصلاة).

لماذا يترك الإيرانيون التشيع؟ 

وانضم ملايين آخرون إلى فروع الإسلام الأخرى، مثل الأرسانيين الذين يتبعون تعاليم رجل مقدس من القرن الرابع عشر، والبهائيين الذين يتبعون نبي القرن التاسع عشر، إذ إن عالميتهم وطقوسهم التي تتضمن الموسيقى والرقص والاختلاط بين الجنسين تجذب الكثير ممن يبحثون عن "فترة راحة" من النظام الديني الذي أسسه آية الله روح الله الخميني، الذي قيل إنه قال: "ليس هناك متعة في الإسلام".

ويحب العديد من المتحولين إلى المسيحية حقيقة أن النساء قد يشاركن في الخدمات إلى جانب الرجال، ويقارن البعض بين استشهاد الأئمة الشيعة والمسيح، لكن بعض الأعضاء الجدد في أقليات الديانات الإيرانية قد ينجذبون أيضا إلى بعض الفوائد غير الروحية. على سبيل المثال، يمكنهم التقدم بطلب للحصول على وضع اللاجئ في أمريكا كأقليات مضطهدة، مما يؤدي عادة إلى موافقة أسرع.

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني كشف النقاب عن ميثاق للمواطن في عام 2016 يزعم أنه "يعد بإنهاء التمييز الديني" لكنها لم تكن ملزمة، ويبدو أن رجال الدين الحاكمين لا يزالون يعتقدون أن أفضل حماية للثيوقراطية هي الاضطهاد ونتيجة لذلك ربما يحولون إيران إلى دولة من أقلية شيعية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات