من عرف أوباما لن يسره بايدن: لماذا يدفع السوريون الثمن؟

من عرف أوباما لن يسره بايدن: لماذا يدفع السوريون الثمن؟
هذا وضع الإنسان على سطح الكوكب في هذا الزمن الأمريكي، سواء وعى ذلك أم لا. سواء أدلى برأيه الذي يعبر عن صوته أم لا كونه ليس أمريكيا. أيضا سواء فهم مجريات الحدث الأمريكي أم لا. سواء كان يساريا أم يمينيا أم غير مصنف. كذلك الحال سواء عنى له الوضع الداخلي الأمريكي ووضع الشعب الأمريكي أم لا. ظل أمريكا ونورها في كل مكان. كأنها شمس أخرى فوق الكوكب. هذا ليس سردا مدحيا أو قدحيا للحدث الأمريكي. إنه العالم المؤمرك. باختصار كل إنسان على هذا الكوكب هو ناخب أمريكي. هذا فعل تراكمي عبر التاريخ منذ الصعود الأمريكي وحتى الآن، رغم كل ما يظهر من منافسين في حياة الكوكب. لكنني أبدا لست ناخبا صينيا حتى اللحظة أو روسيا أو أوروبيا. ربما أكون باختياري ناخبا صينيا أو روسيا أو أوروبيا. لكنني مجبر على أن أكون ناخبا أمريكيا. هذا ليس تدخلا بالشأن الأمريكي معاذ الله. أساسا لا أحد يستطيع التدخل بالشأن الأمريكي الداخلي. لماذا أنا ناخب أمريكي؟

ببساطة لأن أمريكا متدخلة في حياتي في بلدي في كل شاردة وواردة. هذه ليست مبالغة بالنسبة لي على الأقل. أمريكا تعرف اسم كل معارض لنظام الأسد. تعرف اسم كل رجل أعمال في بلدي. تعرف كل حركة سياسية وتحاول التواصل معها أو متابعتها. أمريكا تدعم مشاريع تحت مسميات مختلفة في بلدي والبلدان المجاورة لبلدي. أي إنها في مرحلة ما تعطي رواتب لسوريين كثر. تمول منظمات مجتمع مدني وسياسي أحيانا، سواء فوق الطاولة أو تحتها. أقله أمريكا عقدت صفقة كيماوي مع نظام الأسد بعد مجزرة الغوطة التي ارتكبها الأسد بحق أطفال بلدي. وسحبت الكيماوي أو بعضا منه من يد الأسد. وميعت أي جهد يتعلق بمعاقبة الأسد لاستخدامه الكيماوي ضد المدنيين السوريين. عندما عقد أوباما مثلا اتفاقه النووي مع إيران كان في جزء منه على حساب شعبنا السوري ودمائه التي أراقها نظام الملالي في سوريا. من ثم عندما انسحب ترامب من الاتفاق وأضعف إيران نسبيا، وقتل قاسم سليماني كقاتل من قتلة شعبنا. 

هل نقول له لا تقتل سليماني؟ وإن قلنا مثلا هل يغير الأمريكي رأيه؟ ناشدنا أوباما سابقا، ونناشد أي رئيس أمريكي أن يقف مع شعبنا. لماذا نناشده؟ لأننا محكومين به. رغم معرفتنا العميقة بأنه يعتبر كل مدني قتل في سوريا هو ضرر جانبي لسياسته. لماذا اعتذر أوباما وأركان إدارته عن خطئهم في سوريا؟ هذا الاعتذار بحد ذاته يجعلني ناخبا أمريكيا. عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، يجعلني كالمواطن الإيراني المقموع والمفقر معنيين بالانتخابات الأمريكية. وها قد أتى خليفة أوباما في الحزب الديمقراطي جون بايدن ليصير رئيسا لأمريكا التي تحكمنا وتقتلنا بأيادي الأسد. 

مجبر أنا على أن أكون ناخبا أمريكيا. رغم أن غالبية هؤلاء الناخبين لا يستطيعون دخول أمريكا. هؤلاء الناخبون هم سكان الكرة الأرضية. هذه ليست مبالغة بل المبالغة فيها أنها مقولة بسيطة تعيشنا ونعيشها. أمس الأول تم تنصيب بايدن وذهب ترامب بكل ما يحمله من سلبيات وإيجابيات تلحقني بوصفي ناخبا أمريكيا. رغم أنه سلم درعا للأسد والروس وإيران 2019. 

مع بايدن عاد جون كيري من بوابة العودة لاتفاقية المناخ التي انسحب منها ترامب. جون كيري عراب القتل الكيماوي الأسدي السوري. عراب الإفلات من العقاب والصفقة مع لافروف. ثم يعلن أنتوني بلينكن وزير خارجية بايدن الجديد. تعهد أنتوني بلينكن، الذي اختاره الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لتولي حقيبة الخارجية، الثلاثاء (19 يناير/ كانون الثاني 2021) "بإعادة النظر فوراً" في قرار وزير الخارجية المنتهية ولايته، مايك بومبيو، تصنيف حركة "أنصار الله" الحوثية في اليمن "منظمة إرهابية". هذه رسالة واضحة للنفوذ الإيراني المستفحل في المنطقة. وقال بلينكن خلال جلسة المصادقة على تعيينه في المنصب في مجلس الشيوخ: "سنقترح إعادة النظر فوراً بهذا القرار لضمان عدم إعاقة وصول المساعدات الإنسانية". كما أكد بلينكن أن حكومة الرئيس بايدن مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، شرط أن تفي طهران مجدداً بالتزاماتها. 

هذا لا يعني أيضا أن إدارة بايدن ستعود فورا للاتفاق النووي. لكن ما أردت قوله: يوقع باراك أوباما الاتفاق مع إيران ندفع الثمن كمواطنين في جزء من هذا الكوكب. ينسحب ترامب أيضا ندفع ثمنا. وإذا عاد بايدن سندفع الثمن. لهذا مجبر أنا على أن أكون ناخبا أمريكيا لا قيمة حتى لدمه فما بالنا صوته!! وهل لصوته صدى.

التعليقات (2)

    KHALED EL AJLANI

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    الحقيقة المرة ، يعلمها الجميع ويتواطئ معها البعض .. على اجساد احرار الامة.

    عبدالله ميليش

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    إذآ بقيت المشكلة تحت خط الأفق ولاحل ؟
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات