الأسباب.. والدوافع
مسؤول التوثيق في مكتب شؤون الجرحى والمفقودين (علاء أبو الوليد) يوضح لأورينت نت معدل هذه الحالات فيقول:
"تزداد حالات الاختفاء اليومي بشكل متكرر بمعدل حالة أو حالتين يومياً بالمناطق المحررة، وعلى سبيل المثال تم تسجيل 81 حالة اختفاء في الشهرين الماضيين فيها رجال ونساء وأطفال، عاد أغلبها بعد فترات زمنية متفاوتة فيما بقي منها 11 حالة لم يصلنا عنها أي خبر".
وحول أبرز أسباب اختفاء المدنيين أفاد (حذيفة الحمود ) مدير مكتب شؤون الجرحى والمفقودين بأن: " سبب الاختفاء الأهم هو النزوح وعدم المعرفة اللازمة أو الكافية بالطرقات، وعدم القدرة على التواصل بين المفقود وأهله، وكذلك العبور إلى تركيا عن طريق التهريب أو سلوك طرق وعرة وغير معروفة لكثير من الناس، إضافة للخلافات العائلية التي تدفع بالأبناء غالباً والزوجة في بعض الأحيان، للهروب من المنزل والضياع في الطرقات، وعدم حمل هوية تعريفية أو وثيقة رسمية، الأمر الذي يعرضهم للاشتباه والاعتقال من الحواجز.
عمل متواصل وخدمات مجانية
جهدٌ دؤوب ومتابعة حثيثة من قبل متطوعي مكتب شؤون الجرحى والمفقودين، للبحث عن المفقودين وتأمين عودتهم لمنازلهم وذويهم حيث يقول (الحمود) لأورينت نت:
"تأسس المكتب عام 2012 ويضم 35 متطوعا يعملون على كافة المناطق المحررة، يقدم خدماته المجانية للأهالي على مدار 24 ساعة، عبر متابعة الجرحى وكشف هويات الجثث المجهولة، وتسجيل وتعميم حالات الفقدان أو الاختفاء مرفقة بصورة ومعلومات ورقم تواصل، ويتم متابعتها لحين العثور عليها وكف البحث عنها أصولاً، وذلك بالتنسيق مع المشافي والدوريات والمراصد والطبابة الشرعية".
حلول وتوصيات
ورداً على سؤالنا عن الحلول اللازمة لمعالجة حالات الاختفاء في المحرر أجاب ( محمود الإبراهيم) الذي يعمل مديراً إعلاميا في مكتب شؤون الجرحى والمفقودين:
"يجب تأمين فرص مناسبة للشباب بشكل رئيسي، للتقليل من حالات السفر والتنقلات المستمرة وخاصة باتجاه تركيا، بدافع الحصول على لقمة العيش".
ونوه إلى ضرورة التعاون والتنسيق بين المكتب ودوريات الشرطة وحواجز الفصائل العسكرية وفرق الدفاع المدني، لتقديم ضبط رسمي لحالات الاشتباه والاعتقال والجثث المجهولة.
فرحة لقاء ودموع انتظار...
"عندي رجعة بنتي بالدنيا كلها" قالها وعيناه ترقصان فرحاً بعد لقاء ابنته الغائبة حيث يحدثنا (عامر الحسين) النازح من ريف إدلب الجنوبي:
" اختفت ابنتي البالغة من العمر عشر سنوات بعد عودتها من المدرسة وتأخرها عن وقتها المعتاد وقمت على الفور بإبلاغ مكتب شؤون الجرحى والمفقودين والذين قاموا مشكورين بتعميم صورتها على الفيس بوك والحواجز ، وبعد عدة ساعات أحضروها إلي بعد أن تواصلت معهم العائلة التي وجدت ابنتي تائهةً في أحد المخيمات".
من جهة أخرى يحدثنا الحاج (مصطفى الجدوع) النازح من ريف حلب، والحسرة تملأ قلبه والدموع لا تفارق عينيه قائلاً:(خرج ابني أحمد البالغ من العمر 23 عاماً على دراجته النارية الى منطقة جبل الزاوية بتاريخ 12-9-2020 ولم يعد حتى الآن، رغم البحث والتحريات وسؤال الأهل والأصدقاء وتعميم صورته ورقم التواصل، على المراصد ووسائل التواصل الاجتماعي من دون جدوى" الله يرجعك بخير يا ابني".
الجدير بالذكر أن محافظة إدلب باتت تضم حوالي أكثر من أربعة ملايين شخص بين نازح ومقيم من كافة المحافظات السورية، الأمر الذي تزداد معه حالات الاختفاء والضياع للأطفال بشكل رئيسي بسبب تشابه مخيمات النزوح كثيراً وعدم معرفة الطرقات بشكل جيد، إضافة لحالات قليلة جداً من الخطف بدافع الابتزاز أو الفدية المالية.
التعليقات (1)