بعد محاولات قتله.. هل يتحول أليكسي نافالني إلى مشروع الكرملين الجديد لاستبداله ببوتين؟

بعد محاولات قتله.. هل يتحول أليكسي نافالني إلى مشروع الكرملين الجديد لاستبداله ببوتين؟
خرج المعارض الروسي أليكسي نافالني مخاطباً الشعب الروسي عبر مقطع فيديو يدعو فيه كل المواطنين للنزول إلى الشوارع والتظاهر ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد اعتقاله من المطار فور وصوله وإرساله إلى سجن "ماتروسكايا تيسيهينا".

وقال نافالني في تسجيله الأربعاء الماضي "إن أكثر ما تخشاه هذه العصابات تعرفونه، هو أن ينزل الناس إلى الشارع.. لا تخافوا، انزلوا إلى الشارع، ليس من أجلي لكن من أجلكم، من أجل مستقبلكم"، وبدا نافالني خلال المقطع المصور جالساً في مكتب حكومي في انتظار صدور القرار القضائي ضده، والقاضي بحجزه في السجن حتى 15 من شابط المقبل.

من جهتها، استنفرت النيابة الروسية أمس الخميس معلنة اتخاذها إجراءات "للحد من الوصول إلى المعلومات غير القانونية" التي تنشر على الإنترنت، وتشكيل دعوات جماعية غير مشروعة للتظاهر في 23 من كانون الثاني والمصادف يوم غدٍ السبت.

ترافق ذلك مع تحرك أمني من الدرك الروسي إلى جهاز الاتصالات في البلاد حذّر فيها منصات كـ "تيك توك" و"فكونتاكتي"، الرديف الروسي لفيسبوك، ليطلب منها حظر المحتوى التي يعتبر بمثابة دعوات "إلى قاصرين للمشاركة في أنشطة غير مشروعة".

وقبيل محاكمته، توجهت أصابع الاتهام إلى الحكومة الروسية في محاولتها قتل زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني بعد تسممه بمادة تم مزجها في كوب شاي كان قد تناولها على متن طائرة عائدة من سيبريا إلى موسكو في 20 من آب العام الماضي، نقل على إثرها إلى المستشفى.

وتحدثت تقارير طبية عن أن نافالني كان في حالة حرجة و"فاقدا للوعي" بعد أن امتص جسده السم بشكل أسرع بفعل مزجه بالسائل الساخن، لتكون محاولة جديدة لتكميم فمِ المعارض الذي سبق وأن أصيب بحروق في عينه بعد رشه بمادة معقمة عند خروجه من مكتبه عام 2017.

بوتين جاسوساً

وفي الآونة الأخيرة، ظهر نافالني في تحقيق مصوّر اتهم فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسرقة تاريخ روسيا والثروة الوطنية، مستذكراً اجتماع بوتين مع ثلة من السوفيتيين عندما كان في 33 من عمره، للاتفاق على الانخراط في المؤسسات الدينية والكنائس لإخناع الشعب وتلقينه "حب الطاعة والولاء".

وبحسب نافالني، فإن بوتين كان جاسوساً روسياً ناشطاً في ألمانيا قبيل انهيار جدار برلين، وكان منخرطاً بين الألمان وحظي بمحبتهم حتى منحوه وسام شرف عام 1985. وتطرق نافالني بالذكر إلى أن بوتين قد خدم في ألمانيا مع من يعتبر اليوم خامس أغنى رجل في العالم ومع رجل آخر يعتبر من دعامات الصناعة الروسية، وهؤلاء بحسب أليكسي مستمرون في السرقة.

كما كشف أليكسي أن بويتن وبعد عودته من ألمانيا عمل مع روسي من الحزب الديمقراطي يدعى أنتولاي، والذي كان مسؤولاً عن استخراج رخص لبيع البترول الروسي للشركات مقابل أطنان من البطاطا والسكر، وأرفق أليكسي صوراً عن رخص لبيع حمولات نفطية، من بينها شركة "شيل" الأمريكية.

المعارض المرّ

أوضح عضو حزب حرية الشعب الروسي المعارض(بارناس) ديميتري بريجع في حديثه لأورينت نت أن روسيا تلاحق أليكسي المصنف لديها بصفة "عميل أجنبي" فالأخير خرج إلى الاتحاد الأوروبي وفضح مشاكل الداخل الروسي وحيثيات العمل السياسي وممارسته وضغوطه في منع تشكيل أحزاب سياسية أو الترشح للانتخابات.

ولفت بريجع إلى أن الحكومة الروسية منعت نافالني من تشكيل حزب سياسي، ومنح اسم حزبه لشخص مقرب من بوتين، فنافالني عدو خطير يمكن أن يضرب مصالحهم السياسية وصاحب حضور في أوساط المعارضة الروسية، وهم يعرفون في قرارة أنفسهم أنه قادر على توحيد صفوف المعارضة في البلاد، حسب قوله.

وأضاف بريجع بأنه لايمكن القول إن هناك استبدادا سياسيا كاملا في روسيا لكن بناء المشروع السياسي والترشح للانتخابات سيواجه بالعوائق تتدرج من المضايقات حتى التهديد وصولاً إلى القتل، وهذا الأمر يمارس بوضوح في المناطق المترامية والبعيدة عن العاصمة موسكو، في حين يبقى الأمر في موسكو أقل سوءاً، على حد تعبيره.

نافالني عميل؟!

وأبدى بريجع تخوف السلطة الروسية من مكاشفات أليكسي المستمرة لملفات فساد ضد مسؤولين في البلاد، فهو سياسي محترف ومواجهته غير ممكنة لأنه يعرف كيف يستقطب جيل الشباب في روسيا بحسب رأيه، واستشهد بريجع على ذلك بفيديو أليكسي الأخير والذي كشف فيه عن قصر بوتين في مدينة غيلينشيك الروسية المبني بملايين الدولارات.

حيث نشر المعارض الروسي فيديو يظهر فيه مجمعاً فخماً كلّف بناؤه أكثر من مليار و12 مليون يورو بتمويل من مقربين لبوتين، يضم حلبة هوكي على الجليد وكازينو بمساحة سبعة آلاف هكتار تعود ملكيته لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.

لكن للمعارضين الروس رأي آخر، فأليكسي نافالني ورغم تمرّسه في معارضة النظام الروسي الحاكم لكنه مشروع الكرملين الجديد والذي يرمي إلى استبدال بوتين به، بحسب بعض المعارضين، فأليكسي مشارك في حزب "تفاحة" وحزب الحرية" وغيرها من الأحزاب المحسوبة على الحزب الحاكم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات