مرجعية واحدة.. ورحلة كل نصف ساعة
بعد أن كانت الفوضى تعم الكراجات المختلفة في عموم المناطق المحررة وضياع المرجعية المركزية، ضبطت "حكومة الإنقاذ" ذلك الأمر بجعل كل الكراجات ومراكز الانطلاق تتبع لكتب الدور في الحكومة، وذلك من مبدأ التنظيم وضبط حركة السير وتوزيع الرحلات بشكل مستمر وبأسعار مدروسة. وحول ذلك الأمر تحدث (أسامة معمار) مسؤول النقل الداخلي لأورينت نت قائلا:
"انطلق مشروع ضبط حركة السير والنقل منذ حوالي أربعة أشهر تقريبا بغية تخفيض الازدحام والاختناقات المرورية ومراعاة وضع الناس في المحرر من خلال دراسة موضوعية لأجرة الراكب من وإلى مدينة إدلب وجعلها مركزية الانطلاق باعتبارها تشهد تضخما سكانيا ملحوظا، ومنع السرافيس الصغيرة من العمل ضمن المدينة، وتوجيهها للنقل الخارجي واقتصار النقل الداخلي على الباصات الكبيرة لتخفيف الازدحام".
وحول مواعيد تسيير الرحلات اليومية يضيف معمار أن رحلات السير تبدأ يومياً من الساعة السابعة صباحاً وحتى الرابعة عصراً بمعدل نصف ساعة بين كل رحلة، وقد تستمر الرحلات حتى ما بعد الرابعة بوجود الركاب وبشكل منظم يغطي كافة المناطق المحررة.
إجراءات لمنع حالات الخطف.. والطلاب مجانا
من جهته أعرب عبد الرحمن خلف مدير كراجات إدلب عن إيجابية خطوة تنظيم وضبط السير ومنع ابتزاز الركاب، مع نشر قوات المراقبة في عقد السير والمدن الرئيسية، ومنح السائق مهمة رسمية لنقل الركاب مزودة بأسمائهم وذلك لضبط حالات الخطف أو ضياع الأطفال أو كبار السن. مع المراقبة المستمرة لمستوى الانضباط والالتزام بالدور والتوقيت الزمني للانطلاق، ولم يقتصر الأمر على تنظيم السير وضبط الأسعار وحسب بل تعداه لإعفاء طلاب الجامعات من الأجور تماماً داخل مدينة إدلب بمجرد إبراز البطاقة الجامعية فقط وليس الهويات الأمنية أو المسدس على الخصر كما هو الواقع في " سورية الأسد" زمن "كنا عايشين"!
ويتم تسيير رحلات دورية كل نصف ساعة بدورة كاملة من كراج الانطلاق في المدينة والعودة إليه مروراً بكل جامعات ومعاهد إدلب وبأجرة ليرة تركية فقط لغير طلاب الجامعات، على متن باصات نقل داخلي بالتعاون مع مؤسسة "زاجل للنقل" والتي بدأت أيضاً بإطلاق رحلات جديدة وبأسعار مدروسة في غالب المناطق المحررة بالتنسيق مع حكومة الإنقاذ والتي أوعزت للسرافيس الصغيرة للعمل بالنقل خارج مدينة إدلب أو بالتعاقد مع طلاب الجامعات من خارجها، ضمن ضوابط صارمة تراعي مصالح الطلبة بالدرجة الأولى من حيث التقييد بالوقت والأجرة.
الطلاب: خلصنا من الانتظار
"أهم شي إني بقدر لحّق جامعتي" هكذا يقول لنا علي الفارس وهو طالب جامعة سنة ثالثة كلية الصيدلة عن سعادته بضبط مواعيد انطلاق الرحلات، لتنسيق وقته لحضور الدروس والمحاضرات في الجامعة بعيدا عن انتظار ما يعرف بالتطبيقة لامتلاء السرفيس والتي غالباً ما تستغرق وقتاً طويلاً جدا.
من جهته قال عبد الله الجمعة من طلاب كلية التربية " كل الشكر للقائمين على مراعاة مصلحة الطلاب، بضبط الوقت والسعر وحتى الإعفاء داخل المدينة والتخفيف من عبء التنقلات والمصاريف وبالتالي حضور المحاضرات بالوقت المناسب".
أما الشاب فؤاد كنعان فيحدثنا قائلا "أسكن في مخيمات سرمدا وأضطر كثيراً للذهاب إلى مدينة إدلب بحكم الدراسة والعمل وغالباً ما أضطر إلى ركوب إي سيارة عابرة حتى لا أتأخر _ وكثيراً مايحصل للأسف_ أو أدفع أحياناً أكثر من الأجرة بهدف الإسراع بالانطلاق، لكن اليوم ومع التنظيم الحالي، أعرف وقتي ومتى علي الذهاب وكم سوف أدفع، ومبلغ خمس ليرات تركية من سرمدا لإدلب أو العكس ليس بالكثير وبمقدور الغالبية دفعه على ما أظن".
السائقون: مطالبات برفع الأجرة!
ومع دخولنا إلى كراجات الانطلاق لاستطلاع الواقع تجمهر حولنا السائقون ما بين مؤيد تام للتنظيم الجديد ومطالبا بالتعديل الجزئي، حيث قال لنا (سعيد أبو أحمد) سائق على خط إدلب- سرمدا- التنظيم خطوة جيدة جداً ولو أنها متأخرة بعض الشيء، وبالنسبة لأجرة الراكب البالغة خمس ليرات تركية مناسبة إلى حد ما، كون الخط "شغال" دائماً والطريق معبّد بشكل جيد، ناهيك عن مساواة تامة بين السائقين حيث الجميع يستفيد من أجور نقل الركاب.
من جهته أعرب الحاج إبراهيم سائق خط إدلب سلقين عن رغبته برفع أجرة الراكب من سبع ليرات تركية إلى عشرة كون المسافة طويلة تبلغ حوالي 50 كم والأجرة غير منصفة للسائقين خصوصاً مع غلاء المازوت وتقلقل سعر صرف الليرة التركية، وكثرة عدد السيارات العاملة على الخط وبالتالي تقليص فرصة الحصول على رحلة نقل بشكل يومي.
آلية الشكاوي
ورداً على سؤالنا عن كيفية التعامل مع الشكاوى من الركاب والسائقين أجاب (أسامة معمار) مسؤول النقل في إدلب: "تعالج شكوى الراكب في حال حصلت بإرجاع فرق الأجرة له إذا أخذ السائق زيادة عن السعر المحدد، ويخالف بتأخير دوره أو حرمانه لمدة معينة من العمل بالنقل على الخط.
أما بالنسبة لشكاوى الإخوة السائقين فتجمع طلباتهم ويتم دراستها عن طريق لجنة مختصة لوضع الحلول والإجراءات المناسبة لكل الأطراف ويراعى فيها مصلحة الجميع لتحسين الوضع نحو الأفضل وأضاف: "حصلنا مؤخراً على خصم لمادة المازوت للسائقين من محطات شركة وتد للبترول عبر قسائم توزع عليهم للمساهمة منها بتحسين واقع النقل بشكل عام والتخفيف عن السائقين بشكل خاص".
التعليقات (1)