بعد ورود اسمه في فضيحة (نترات الأمونيوم): جورج حسواني كيف بدأ.. وكيف موّل الميليشيات الطائفية؟

بعد ورود اسمه في فضيحة (نترات الأمونيوم): جورج حسواني كيف بدأ.. وكيف موّل الميليشيات الطائفية؟
أثار تطويق مخابرات الجيش اللبناني لمبنى تلفزيون (الجديد) في بيروت، بعد نشره تحقيقا يشير لتورط رجل الأعمال السوري (جورج حسواني) بنقل شحنات نترات الأمونيوم التي سببت كارثة مرفأ بيروت في أغسطس من العام المنصرم، تساؤلات عن طبيعة النفوذ الذي يتمتع به حسواني، والجهات المرتبط بها، أو المرتبطة به. 

صحيح أن التهم المعلنة وراء تحرك مخابرات الجيش كانت "تضليل التحقيق القضائي في جريمة مرفأ بيروت، والإساءة للجيش اللبناني واختلاق الجرائم بحق المؤسسة العسكرية اللبنانية" إلا أن ذلك لا يخفي أهمية طمس المعلومات التي تمس جورج حسواني نفسه. 

فمن هو (جورج حسواني) وما هو الدور الذي لعبه في حرب نظام الأسد ضد حق الشعب السوري بالحرية والكرامة؟ 

أورينت نت تواصلت مع مصادر في منطقة القلمون السورية، ومن أبناء مدينة يبرود التي ولد فيها حسواني، وتمكنت من جمع أكبر قدر من المعلومات التي ترسم صورة للرجل من مصادر متطابقة.

جسر اقتصادي لرعاية القتل

ولد جورج حسواني في مدينة يبرود بمحافظة ريف دمشق لعائلة مسيحية كاثوليكية، ونال شهادة الدكتوراه في الاتحاد السوفييتي بمعهد البوليتكنيك، وعمل معاوناً لمدير مصفاة بانياس ومديرا بالنيابة لفترة قصيرة، قبل أن يوسع من نشاطاته الاقتصادية بأوامر من كبار صانعي القرار في روسيا وبدعم من الكنيسة التي جندته ليعمل لصالح الاستخبارات الروسية في فترة إقامته في روسيا، ويؤسس شركة هيسكو للهندسة والإنشاء والتي تعتبر ذراع الكرملين في سوريا للسيطرة على استثمارات الغاز والنفط والفوسفات في سوريا.

ومع اندلاع الثورة السورية لم يكن حسواني بعيدا عن مجريات الأحداث وبقي حتى اللحظة الأخيرة ممسكا العصا من المنتصف، وإذا كان لقاسم سليماني الفضل في إقناع بوتين بالتدخل عسكريا في سوريا لقتل الشعب السوري، فلجورج حسواني الفضل في إبقاء الاستثمارات الروسية في سوريا، قبل وبعد العقوبات، فمثّل جسراً اقتصادياً لرعاية القتل الذي وقع على السوريين وممولا سخيا لكل أنشطة النظام الإرهابي، وبوابة دبلوماسية اقتصادية لعبور النظام الإرهابي وانفتاحه على سوق العلاقات الدولية الذي أسهم ببقائه حتى هذه اللحظة. 

ميليشيات مسيحية وكتائب حفظ نظام

أحد المنضوين القدامى في إحدى الميليشيات التي أسسها حسواني، والذي هاجر خارج سوريا بعد تغير موقفه إزاء جرائم نظام أسد، أوضح لأورينت نت أن حسواني بدأ نشاطه بتمويل الميليشيات المسيحية في صيدنايا ومعلولا وتسليحها وتوفير غطاء حكومي لها، ما سمح لهذه الميليشيات بارتكاب انتهاكات بحق القرى والبلدات المجاورة لها في فترة تفجر الاحتجاجات ضد نظام أسد.

وبحسب المصدر المشار إليه فقد رعى حسواني تأسيس ميليشيا محلية في بلدة (صدد) المسيحية القريبة من منطقة (دير عطية) التي يجري الحديث عن اكتشافات الغاز فيها، من أجل استثمارها باعتباره رجل المخابرات الروسية الأول في سوريا، بالتزامن مع توغله في بنية الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل النظام في عموم منطقة القلمون، ويحسب له الفضل في إتمام صفقة الإفراج عن الصحفي (باناثان بايير) مع صديقه النائب اللبناني السابق وئام وهاب، وصفقة راهبات معلولا مع صديقه مدير الأمن العام اللبناني ورجل حزب الله (عباس إبراهيم)، ونقل المتفجرات إلى لبنان بحكم صداقته مع النائب السابق ميشال سماحة، وإتمام صفقة المدن الأربعة، باعتباره ممولا سخيا لعدد من العصابات في منطقة سهل رنكوس والزبداني.

وهو المسؤول الأول عن المجزرة المروعة التي وقعت في تاريخ 17/5/2013 في مدينة يبرود، وأوقعت 15 ضحية، 3 سيدات وطفل وأكثر من 50 جريحا، للضغط على جماعات كانت قد اختطفت عددا من ضباط النظام. وكذلك يعتبر أخوه منير حسواني ذراعه اليمنى في يبرود، حيث أسهم في سيطرة الميليشيات الشيعية الإيرانية وحزب الله اللبناني والنظام على مدينته يبرود وتهجير أهلها، من خلال تمويل طابور خامس من العصابات (كتائب حفظ النظام وميليشيا المحكمة الشرعية بزعامة أبو حسن مدخنة والعصابات المرتبطة به)  داخل المدينة استعدادا لتسليمها للنظام".

 

حماية الغاز وتنقيب الآثار

بالبحث أكثر عن طبيعة الميليشيات التي شكلها جورج حسواني أفادتنا مصادر محلية أن ذات الطابور والعصابات التي أنشأها جورج حسواني في البداية لحماية شركات الغاز ومصانعه في محافظة الرقة وحمص بالشراكة مع تنظيم (داعش) وتحت سلطة نظام أسد المتعطش لموارد الطاقة لمواصلة حربه على السوريين، فكانت حقول الغاز والنفط تتولى حمايتها مناصفة وشراكة ميليشيات حسواني ومقاتلو داعش، أما ميليشيا (درع القلمون) فقد تزعمها عدد من المقربين التابعين لحسواني منهم يوسف عربش، الميليشيا التي ارتكبت أبشع الانتهاكات بحق مدنيي المنطقة، ووصل إجرامها إلى معظم المدن السورية.

وثمة من يشير أن للحسواني باعا طويلا في عملية التنقيب عن الآثار، فهو يعتبر عراب عمليات التنقيب عن الآثار الرومانية في مدينة يبرود ومحيطها التي قامت بها المجموعات الروسية بواسطة متعاونين محليين يتبعون للحسواني (سعد زقزق زعيم ميليشيا الدفاع الوطني في يبرود وعماد الخطيب ويوسف عربش وغيرهم)، ما لبث أن اعتقلهم النظام وشن حملة أمنية عليهم منذ أسابيع قليلة لذات التهم! 

إقرأ أيضاً: بينهم "منقذ راهبات معلولا".. تحقيق يكشف ضلوع رجال أعمال سوريين في انفجار مرفأ بيروت

رجل الظل والنفوذ والطائفية

بكلام موجز: جورج حسواني رجل الظل والنفوذ، سفير فوق العادة للإدارة الروسية في العراق وسوريا ولبنان، هو من أكبر ممولي مؤتمر (مسيحيي الشرق) الذي شارك فيه صديقه المقرب السفير الروسي في لبنان (ألكسندر زاسبكين) شخصيا برعاية كرملينية كنسية، تتبنى تأييد مشاريع القتل والطائفية في المنطقة، فلا يخفى على أحد تقاطع الخطاب الذي تبنته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية حول أن الحرب في سوريا حرب مقدسة، مع تسويق حسواني للنشاطات العسكرية التي مولها باعتبارها دفاعا عن مسحيي الشرق.  

ومن هنا يرى كثيرون أنه ما كان لجورج حسواني أن يعمل في استيراد آلاف الأطنان من مادة نترات الأمونيوم -إلى ميناء بيروت- التي تستخدم لقتل المدنيين السوريين بالبراميل المتفجرة؛ لولا دعم شبكة من أصدقائه المقربين مثل عباس إبراهيم وغيرهم من رجال حزب الله والمرتبطين بمشاريعه في لبنان، فحسواني استطاع رفع العقوبات الأوروبية الأمريكية عن اسمه بعد فترة من تطبيقها، ولم يتوقف عن رعاية مشاريع الاحتلال الروسي في سوريا ونفوذ الكرملين في لبنان.

وكان قد تم إدراج "جورج حسواني"، على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي عام 2015 بعد أن وصف بأنه “وسيط” صفقات النفط بين تنظيم داعش ونظام بشار الأسد".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات