رفضت التعليق لأورينت عن المصالحة المرتقبة معه: حماس ونظام الأسد.. قصة حب مجوسية!

رفضت التعليق لأورينت عن المصالحة المرتقبة معه: حماس ونظام الأسد.. قصة حب مجوسية!
عاد الحديث حول المفاوضات بين حركة حماس الفلسطينية و نظام أسد إلى الواجهة مجدداً برعاية إيرانية بهدف إعادة العلاقات بين الطرفين المواليين لنظام الملالي في طهران، في وقت رفضت فيه حماس أي حديث عن جهود طهران المبذولة لعودتها إلى دمشق، ورغم ارتمائها في الحضن الإيراني وإيمانها المتشدد بمشروعها المزيف. 

ويأتي توقيت المفاوضات وسط تغيرات دولية متسارعة في المنطقة العربية، أبرزها الاصطفاف السياسي والعسكري ضد إيران وحلفائها وميليشياتها وما يسمى (حلف المقاومة) الساعي لقص أجنحتها الداخلية والخارجية، إضافة لملف التطبيع مع إسرائيل والذي أربك الحسابات الفلسطينية بشكل خاص ووضع الحلف الإيراني على المحك.

برعاية إيرانية

واللافت في الجولة الحالية هو الإصرار الإيراني لإنجاح المفاوضات بين حماس ونظام أسد، وسد الفجوة السياسية بين الطرفين بكل الوسائل، وذلك ما نطق به زعيم ميليشيا "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، في لقائه الأخير مع قناة الميادين التابعة لإيران، واعتبر أنه "يجب استعادة هذه العلاقة، لكنها ستستغرق بعض الوقت".

كما كشف نصر الله عن لقاءات جمعته برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، تحدث خلالها الطرفان عن إعادة العلاقات مع نظام أسد في دمشق إلى جانب حديثهما عن العلاقة بنظام الملالي في إيران والتطورات المحلية والإقليمية لما يسمى "محور المقاومة".

وقال نصر الله حينها: إن "العلاقة بين حماس وسوريا يجب أن يعاد ترتيبها، وهناك أجواء إيجابية، وإن كان ذلك يحتاج إلى وقت"، مضيفا "اعتقد أن حماس ذاهبة باتجاه ترتيب علاقتها مع دمشق، وفق ما يمليه المنطق".

كما تحدث موقع "مونيتور" عن جهود وساطة جديدة تقودها إيران وميليشيا حزب الله اللبناني، لإعادة العلاقات بين حماس وأسد بعد نحو ثمانية أعوام على خلاف واسع بين الطرفين بسبب الثورة السورية.

وأكد الموقع نقلاً عن مصادر فلسطينية إحراز تقدم "ملحوظ" في المفاوضات الجارية برعاية إيران وحزب الله لعودة العلاقات، وسط توقعات بأن تتكلل تلك المحاولات بالنجاح في العام الحالي، وذلك بدفع الضغوط الإقليمية المتسارعة فيما يخص ملفي إيران والتطبيع مع إسرائيل لضرورة تسوية الخلاف.

تهربت من الإجابة والتزمت الصمت

وفي ظل صمت حماس وعدم إصدار أي تصريح يؤكد أو ينفي ما تحدث به نصر الله، حاولت أورينت نت التواصل مع عضو المكتب السياسي في حماس حسام بدران لاستيضاح الأمر والوقوف على تطورات المشهد ومآلات المفاوضات المفترضة بين الحركة ونظام أسد، لكنه رفض التعليق على الأخبار ومصادرها وقال لأورينت نت: "نحن لا نعلق على أخبار دون مصدر، هذه ليست مصادر لأنها دون أسماء"، في إشارة منه إلى ما نقله موقع المونيتور عن مصادر مقربة من حركة حماس في لبنان بأن "قيادة حماس منعت مسؤوليها والمتحدثين الإعلاميّين من التحدث إلى الصحافة حول طبيعة المفاوضات لتجنّب إفشالها".

لكن عند توجيه سؤال إلى بدران بأن حسن نصر الله هو من تحدث عن وجود مفاوضات بين حماس ونظام أسد، التزم بدران الصمت ولم يجب.

لكن في المقابل استبعد المحلل السياسي الفلسطيني المقرب من حماس إبراهيم المدهون، وجود مفاوضات حالية بين الحركة ونظام أسد ويعتبر أن الحديث عن عودة العلاقات بين الطرفين مازال مبكرا، لعدم تهيئة البيئة السياسية المناسبة لذلك، مشيرا إلى حسن العلاقات بين حماس والقيادة الإيرانية وحزب الله اللبناني.

ويقول في حديث لأورينت نت "لا معلومات حول إجراء مفاوضات بين حركة حماس والنظام السوري، ولكن هناك علاقات وثيقة بين قيادات في حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله مع القيادة الإيرانية وهناك حالة من التواصل وتعزيز العلاقة مع إيران".

ويعتقد المدهون أن الفجوة بين الحركة والنظام مازالت موجودة، بسبب عدة عوامل وأنه "من المبكر الحديث عن عودة العلاقات، وحماس معنية في أن تكون علاقاتها مع الجميع بشكل جيد، هناك تاريخ من العلاقات بين حماس والنظام قبل الأزمة 2011 ومستمرة حتى اليوم، والآن حماس لديها مسؤوليات وحسابات تدفعها لتعزيز العلاقات مع جميع الدول".

كما استبعد المحلل السياسي الفلسطيني عماد أبو الروس وجود أي مفاوضات بين حماس ونظام أسد في الوقت الراهن لأسباب عديدة، أبرزها قرب الانتخابات الداخلية للحركة، والحسابات الدولية والإقليمية لاسيما تغير الإدارة الأمريكية وسياساتها الجديدة في المنطقة، مؤكداً لأورينت نت أن "الموضوع تمت دراسته داخل مؤسسات الحركة سابقا أكثر من مرة".

ويؤكد أبو الروس المقرب من الحركة لأورينت نت، أن حماس تركز في الوقت الراهن على الشأن الداخلي للأراضي الفلسطينية المحتلة بما يخص قوتها العسكرية ورفع الحصار عن قطاع عزة والضفة الغربية، إضافة لطموحها بتوحيد الأمتين العربية والإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بحسب تعبيره.

في السياسة لا مستحيل

وفي حال تكللت المفاوضات بين حماس ونظام أسد برعاية إيرانية، يتساءل المراقبون عن إمكانية عودة الحركة إلى العاصمة دمشق وفتح مكاتبها مجددا، بعد نحو ثمانية أعوام من إغلاقها.

لكن المحلل المدهون لا يرى أن عودة الحركة إلى دمشق أمرا مستبعدا، بقوله: "في السياسية لا مستحيل، ولكن اعتقد في الظرف القريب مازال الأمر صعبا والأمور شائكة، وفي الوقت الراهن ليس ذلك أولوية، ولا أعتقد أن ذلك أولوية للنظام أو حماس حول العودة ولا شك أن الواقع الآن بعد تراجع الأزمة السورية وبرودة الملف، أصبح الحديث أكثر صراحة أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت ويحتاج إلى ترتيب ونضج أكثر على المستوى الفلسطيني الداخلي وعلى المستوى العربي والسوري الداخلي".

ومع زيادة الجولات المتكررة وخاصة الإيرانية لإعادة العلاقة إلى سابق عهدها بين حماس ونظام أسد، يدفعنا ذلك للتساؤل عن الفوائد السياسية والعسكرية التي ستجنيها حماس من عودة علاقاتها مع نظام أسد، خاصة وأن الأخير أصبح متهالكا على كافة الصعد من جهة، وفاقداً لأي قرار على المستويين الداخلي والخارجي من جهة أخرى.

ويعتبر المحلل الفلسطيني عماد أبو الروس أن "حركة حماس تدرك جيدا بأن التقارب مع النظام السوري لن تنتج عنه أي منفعة لها وقد يضرها"، مشيرا في الوقت ذاته إلى استفادة الحركة بعلاقتها مع إيران وروسيا المتحكمتين بنظام أسد بشكل كامل، إضافة لاستفادتها من التجربة التركية في العلاقة مع روسيا وإيران.

 كما يستبعد أبو الروس أي ضعوط إيرانية على حركة حماس لإعادة علاقتها مع نظام أسد، مستشهدا بأن "النظام الإيراني أعاد علاقته مع الحركة منذ سنوات دون شرط بشأن النظام السوري، والدعم الإيراني للجناح المسلح للحركة مازال متواصلا رغم موقف حماس من الحرب السورية."

غير أن لا فائدة إضافية قد تجنيها حماس من القيادة الإيرانية أكثر مما جنت في السنوات الماضية بحسب أبو الروس الذي قال "لن تستطيع إيران تقديم أكثر مما قدمته لحماس خلال الفترة الماضية"، معللا ذلك بالتطورات الدولية والداخلية المتعلقة بالنظام الإيراني، وأبرزها العقوبات الأمريكية والتدهور الاقتصادي وحتى الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة في حزيران المقبل، وما يقابلها من سياسة أمريكية جديدة بعد ضغوط إدارة ترامب المنتهية ولايته.

غزل سياسي يقابله نكد

خلال العلاقات المقطوعة بين حماس ونظام أسد، حاولت الحركة مرارا مغازلة نظام أسد بتصريحات عديدة وبمناسبات مختلفة في مسعى لتقريب وجهات النظر، قوبلت تلك المغازلات بهجوم مستمر من ميليشيا أسد وإعلامه الرسمي، فضلا عن التحريض الموالي ضد حماس وأي عودة للعلاقات بين الطرفين.

أبرز تلك المغازلات كانت بإدانة حماس للقصف الإسرائيلي الذي طال مواقع عسكرية لميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية في محيط دمشق في كانون الأول الماضي، إضافة لحديث بعض قيادييها عن الدعم العسكري الذي قدمه نظام أسد سابقا للحركة، وخاصة شحنة صواريخ كورنيت التي استخدمتها بمعاركها في قطاع غزة ضد إسرائيل.

وانقطعت العلاقات بين حماس نظام أسد بسبب تأييدها للثورة السورية عام 2012، حين غادرت قياداتها دمشق في ذلك الوقت، بعد هجوم سياسي وأمني من ميليشيا أسد على عناصر الحركة، وإغلاق مكاتبها في دمشق ومصادرة جميع أملاك قيادييها، واتهام بشار أسد لها بأنها تدعم فصائل المعارضة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات