إحصاءات صادمة.. "ذخائر الموت الأسدية" تلاحق أطفال السوريين إلى "خيمهم" في الشمال المحرر (صور)

إحصاءات صادمة.. "ذخائر الموت الأسدية" تلاحق أطفال السوريين إلى "خيمهم" في الشمال المحرر (صور)
لم يكن الطفلان محمد وأسامة يتوقعان، أثناء جمعهما البلاستيك والنايلون من مكب النفايات لحرقها في مدفأتهما مساء للحصول على بعض الدفء في خيمتهما البالية، أنهما يحملان قنبلة من مخلفات الحرب سرعان ما انفجرت داخل المدفأة ليصابا وأمهما إصابات بليغة نقلوا على إثرها إلى المشفى.

لقد شكّلت آلاف القنابل العنقودية التي خلفها قصف ميليشيا أسد وحليفه الروسي على إدلب وانتشار آلاف الذخائر غير المنفجرة والألغام، تهديداً كبيراً للمدنيين في الشمال السوري بعد تكرر الحوادث الناجمة عنها جراء انفجار تلك الذخائر فلا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل سقوط ضحايا، خاصة في ظل غياب خريطة واضحة لانتشار هذا النوع من المتفجرات القاتلة يمكن الاعتماد عليها في إزالتها.

في حوادث كثيرة مشابهة لحادثة الطفلين محمد وأسامة التي جرت بتاريخ 5 كانون الثاني/ يناير 2021، منها مصرع ثلاثة أطفال بتاريخ 9 حزيران 2020 بانفجار قنبلة عنقودية أثناء لعبهم بالقرب من منزلهم في مدينة إدلب.

كما فقد مدنيان حياتهما وأصيب شخص ثالث بجروح أثناء عملهم ضمن ورشة لقطاف ثمار التين في أراضي بلدة النيرب بريف إدلب جراء انفجار لغم من مخلفات ميليشيا أسد بتاريخ 14 آب/ أغسطس2020.

وقضى طفل آخر بانفجار لغم أرضي على أطراف بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي في الخامس من تموز/ يوليو 2020، فيما قتل طفل آخر وجرح خمسة آخرون بانفجار مقذوف من مخلفات المعارك في مخيم "حلب لبيه" في ريف إدلب بتاريخ 3 كانون الأول/ ديسمبر 2020 في حادثة تتكرر في المخيمات وخارجها.

إحصاءات صادمة 

كشفت تقارير منظمة "الخوذ البيضاء" والأمم المتحدة عن إحصاءات صادمة حول عدد المناطق الملوثة بالمتفجرات وعدد ضحايا خلال العام 2020 والعام 2019.

وسجلت الخوذ البيضاء 240 منطقة "ملوثة" بالألغام والذخائر غير المتفجرة خلال العام 2020، في حين ذكر أحد تقارير الأمم المتحدة أن عدد ضحايا هذه المخلفات بلغ عام 2019 حوالي 3 آلاف شخص بين قتيل وجريح.

 

وقال المتطوع في الدفاع المدني ومنسق برنامج الذخائر المنفجرة (UXO) محمد سامي المحمد لأورينت نت إن الذخائر غير المنفجرة خطر طويل الأمد وقنابل موقوتة تهدد حياة المدنيين في المناطق السكنية والزراعية والمخيمات، بعد أن خلف قصف ميليشيا أسد وروسيا على مدى السنوات الماضية الآلاف منها وغالباً ما يكون الأطفال هم أكثر الضحايا بسبب نقص الوعي لديهم.

وحول آلية عمل فرق (UXO) المتخصصة بمسح وإزالة الذخائر غير المنفجرة والتابعة للخوذ البيضاء، أوضح المحمد أنها تنفذ إزالتها على مراحل، الأولى هي التوعية وتعتبر من أهم إجراءات مواجهة خطر مخلفات الحرب من خلال إقامة جلسات توعية للمدنيين لتنبيههم بخطر هذه الذخائر، مشيراً إلى أن الفرق المتخصصة نفذت نحو 250 جلسة توعوية حضرها 30 ألف شخص، وركزت من خلالها على ضرورة الابتعاد عن الأجسام الغريبة وأهمية إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري المختصة فوراً.

أما المرحلة الثانية هي عملية المسح وتتم بكافة مناطق الشمال السوري ومن خلالها تقوم الفرق بوسم المناطق الملوثة بالذخائر تمهيداً لإزالتها، وقامت فرق المسح في عام 2020 بإجراء 170 عملية مسح، تم فيها تحديد أكثر من 240 منطقة ملوثة.

أما المرحلة الأخيرة فهي عملية الإتلاف التي تبدأ بعد الوصول للمنطقة الموسومة التي تجري فيها عملية البحث عن المكان الملوث بشكل دقيق، وتتم هذه العملية بحرفية عالية وبمهنية من قبل الفرق التي تحرص على إتلافها بشكل كامل، وقامت الفرق المختصة خلال عام 2020 بأكثر من 600 عملية إزالة تم فيها التخلص من 650 ذخيرة متنوعة بحسب المحمد.

ويستخدم مصطلح "مخلفات الحرب القابلة للانفجار" لوصف مجموعة كبيرة من الأجسام المتفجرة وغير المتفجرة التي تبقى موزعة في مناطق معينة بعد انتهاء العمليات العسكرية فيها، وتشمل هذه الأجسام القذائف المدفعية والقنابل اليدوية وقذائف الهاون والذخائر الصغيرة والصواريخ والألغام وغيرها.

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق في تموز 2019 إن الألغام ماتزال تشكل مصدر قلق كبير في سوريا حيث يعيش أكثر من 10 ملايين شخص في مناطق مزروعة بالألغام.

فيما كشف تقرير الحملة الدولية لخطر الألغام أن أكثر من 3 آلاف شخص لقوا حتفهم وأصيب نحو 3800 آخرين بالألغام، عام ٢٠١٩ معظمهم في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات