كتاب يجمع ترامب مع هتلر وموسوليني والقذافي: حكام طغاة يكرهون النساء ويروجون لفحولتهم الجنسية

كتاب يجمع ترامب مع هتلر وموسوليني والقذافي: حكام طغاة يكرهون النساء ويروجون لفحولتهم الجنسية
في أكثر من 360 صفحة تأخذنا الكاتبة الأمريكية (روث بنغيات) وهي أستاذة التاريخ في جامعة نيويورك، عبر كتابها المعنون (رجال أقوياء: من موسوليني إلى الحاضر) الصادر عن دار نورتون في نيويورك، في رحلة تاريخية ممنهجة مع أشهر الطغاة في التاريخ، وقد اختارت لهم اسما ملطفا هو "رجال أقوياء".

وبالطبع تختلف درجة الطغيان أو الفساد بين هؤلاء الرجال الأقوياء الذين تبوؤوا قمة هرم السلطة في بلدانهم غالبا، تبعا لاختلاف قوة القانون وبنية المؤسسات في تلك البلدان، وما تتيحه من هوامش للاستبداد والتفرد بالسلطة، وقد جاء في تصدير الكتاب: "شرقا وغربا، في الماضي والحاضر، كلهم طينة واحدة: بينيتو موسوليني، وأدولف هتلر، وفرانسيسكو فرانكو، ومعمر القذافي، وأوغسطو بينوشيه (شيلى)، وموبوتو سيسي سيكو (الكونغو)".

ومن بين الذين ذكرهم الكتاب: سلفيو بيرلسكوني (إيطاليا)، وفلاديمير بوتين (روسيا)، ودونالد ترامب (أمريكا)، رجب طيب أردوغان (تركيا)،  فضلا عن شخصيات أصبحت من الماضي، كـ: عيدي أمين (أوغندا)، ومحمد سياد بري (الصومال)، وجاير بولسونارو (البرازيل)، ودريجو دوتيرتي (الفلبين)، وناريندرا مودي (الهند)، وفيكتور أوربان (المجر)، و(معمر القذافي) ليبيا)  وغيرهم كثر.

ثلاثة أنواع من المستبدين

قسمت الكاتبة روث بنغيات الحكام الاستبداديين في كتابها إلى ثلاثة أنواع:

الأول: الذين ورثوا حكم عائلاتهم الاستبدادي عبر تاريخ طويل.

الثاني: الذين وصلوا إلى الحكم بانقلابات عسكرية.

الثالث: الذين استغلوا الديمقراطية والانتخابات ليضفوا شرعية على حكمهم الاستبدادي.

وفي كل الحالات يستخدمون الأكاذيب والدعايات وتكتيكات العنف، وإضفاء هالة من الفحولة الجنسية حول أنفسهم.

ولفهم طريقة التصنيف، وطبيعة التجاوزات التي شكلها هؤلاء المستبدون في سلوكهم السلطوي توضح الكاتبة أمثلة على كل نوع:

- من بين أمثلة الأنظمة الفاسدة: الروسي بوتين، والكونغولي موبوتو سيسي سيكو.

- من بين أمثلة الاستغلال الجنسي: الإيطالي موسوليني، والليبي معمر القذافي.

- من بين أمثلة المعلومات الإعلامية الكاذبة: الإيطالي بيرلسكوني، والأمريكي ترامب.

بالإضافة إلى هؤلاء الدكتاتوريين العسكريين، قدم الكتاب أمثلة على حكام سلطويين يستغلون الديمقراطية والانتخابات، وقد صنف الكتاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين هؤلاء إلى جانب ترامب.

ترامب يجمع الاستبداد بأنواعه

حظي ترامب باهتمام خاص من أستاذة التاريخ في كتابها هذا، الذي انطلق من تخصصها بالتاريخ الإيطالي ما جعل شخصية الزعيم الإيطالي الفاسشتي موسوليني محورية في هذا السياق، لكن تعمقها في دراسة شخصية موسوليني لم تشغلها عن تحليل شخصية ترامب، فقد وضعته  في ثلاث قوائم: قائمة السلطويين الذين يستغلون الديمقراطية والانتخابات، وقائمة الفاسدين ماليا، وقائمة الفاسدين جنسياً الذين يركزون على تسويق فحولتهم الجنسية، لم تقل (روث) إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صار مثل الفاشستي موسوليني، أو النازي أدولف هتلر، ولا حتى مثل الرئيس الروسي الأبدي فلاديمير بوتين، ناهيك عن أن يكون مثل الزعيم الليبي الدموي معمر القذافي، أو حتى الأفريقي الزائيري موبوتو سيسي سيكو، لكنها قالت بصراحة إن ترامب كان يسير على خطاهم حيث تضيف الكاتبة: «اعتمد ترامب على تسويق فحولته في الصعود إلى أعلى، واعتمد على إشعال العنف خوفا من السقوط، وكان يستخدم في كلتا الحالتين تقاليد فاشستية مخيفة، ففي جانب يتفاخر برجولته، وفي جانب آخر يدعو أنصاره ليكونوا مستعدين لحرب قادمة داخل الوطن».

وأضاف الكتاب: «مثل حكام دكتاتوريين سابقين، لا بد من عدو خارجي، حقيقي أو خيالي، واختار ترامب المهاجرين من دول العالم الثالث، ودول العالم الثالث نفسها».

وقال الكتاب أيضاً: «على خطى الفاشستيين، يستخدم ترامب تجمعاته الجماهيرية لتدريب أتباعه على رؤية العنف من منظور إيجابي، وعلى خطى الفاشستيين، يستخدم الميكروفون، والهتافات، والشعارات، ويلهب الحماس العاطفي، ثم زاد عليها باستخدام تكنولوجيا الشاشات، والفيديوهات، والتغريدات». وعن فساد ترامب قال الكتاب: إنه موروث من أيام والده، ثم من أيام عائلة صهره كوشنر (في الأسبوع الماضي، أعفى ترامب عن والد صهره، وكان مدانا في جرائم فساد مالي). وعن سجله الحافل بالمغامرات الجنسية، يقول الكتاب: "هو متزوج، وهو غير متزوج، وتصريحاته التي تناقلتها شرائط الفيديو عن كيفية اصطياد النساء، وتقليله من إمكانات عضوات في الكونغرس كن قد انتقدنه".

عصر الحاكم الاستبدادي المهووس جنسيا

في فصل خلفية الحكام السلطويين، بدأ الكتاب بالإيطالي موسوليني، وانتهى بالروسي بوتين، وتطرق إلى غيرهم في التاريخ الحديث. وقال: «هذا هو عصر الحاكم الاستبدادي الذي نصب نفسه منقذا لشعبه، بينما يتهرب من المساءلة، ويسرق كنوز وطنه».

وعن الرجولة، قال الكتاب: «يستخدم كثير من الرجال الأقوياء الفحولة الجنسية ويحاولون أن يسوقوها في تصرفاتهم، وفي خطبهم أمام الجماهير، وأهم من ذلك، في علاقاتهم الجنسية التي يسربون قصصها عمدا أحيانا».

ووضع الكتاب في هذه القائمة، بالإضافة إلى ترامب، «الليبي القذافي، صاحب زنزانات الجنس. والكونغولي موبوتو، عشيق زوجات وزرائه ومستشاريه. والروسي بوتين، المصارع الفحل، عارى الصدر».

وقال الكتاب: "لا نكشف سرا عندما نقول إن الرجال الأقوياء يعيشون على كراهية النساء. وفي نفس الوقت، يولدون عبادة الفحولة الشخصية حول أنفسهم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات