صور مؤلمة: هكذا خرّب أسد والاحتلال الروسي آثار سرجيلا وحولوها إلى قاعدة عسكرية

صور مؤلمة: هكذا خرّب أسد والاحتلال الروسي آثار سرجيلا وحولوها إلى قاعدة عسكرية
بعد استيلاء ميليشيا أسد على منطقة معرة النعمان وريفها الغربي، بما في ذلك منطقة شنشراح الأثرية، نشرت فيها عشرات العناصر والآليات وحولت الكهوف الأثرية إلى قواعد عسكرية و قامت بتخريب القصور الرومانية.

 

وسبق عملية السيطرة قصف مكثف من قبل ميليشيا أسد وقوات الاحتلال الروسي على المنطقة الأثرية، بهدف الضغط على الفصائل للخروج من المنطقة، ما أدى إلى تضرر كبير في بنية المعالم الأثرية.

 

وتعتبر قرية شنشراح الواقعة ضمن منطقة سرجيلا أو ما يعرف حاليا بخربة حاس، قرية كبيرة نسبياً إذا ما قورنت بغيرها من قرى المدن المنسية أو ما يعرف بقرى الكتلة الكلسية، والتي تتكون من نحو 800 قرية وموقع أثري، بنيت في الفترة بين القرنين الأول والسابع للميلاد.

وبحسب الخبير في علم الآثار حمزة النجار، فإن منطقة سرجيلا تقع في وادٍ ممتد من الشمال إلى الجنوب، حيث تعكس الخصائص في هذه البلدة التاريخية البائدة، مدى الأهمية التاريخية والدينية لمجموعة من المدن والقرى الأخرى التي ازدهرت في فترة زمنية، وكان لها الشأن الكبير ضمن نطاق مجموعة من المدن السورية التاريخية الهامة في هذه المنطقة.

 

وتحتوي سرجيلا على أبنية أثرية عديدة ومتنوعة مثل البيوت والمساكن، الكنائس، الحمامات، قاعات عامة، معاصر زيت، خزانات، مدافن وقبور، لكن الأبنية والبيوت تحتل المركز الأهم، وهي مبنية على نمط واحد وأقدمها البيوت التي توجد في الوادي عند ابتداء سفح الجبل.

وعدا عن الضرر ااذي تعرضت له المنطقة الأثرية جراء القصف الذي شنته ميليشيات أسد وروسيا، وفقا للخبير في الآثار، فإن التهديد الحقيقي  يتمثل في سيطرة وتمركز هذه الميليشيات وتحويل القصور الأثرية إلى مقرات ومخازن أسلحة فيها.

 

تشير المصادر التاريخية إلى أن سكان سرجيلا كانوا يتكلمون اللغة السريانية السورية القديمة ويعرفون اللغة اليونانية، وقد تداخلت في تقاليدهم بعض عادات المدن كنموذج لسلوكهم الاجتماعي وتحول هؤلاء السكان إلى المسيحية بعد أن كانوا وثنيين وكان للمسيحية شأن كبير في سرجيلا لفترة طويلة، حيث تدل آثارها على الأهمية الكبيرة لها في الحقبة المسيحية الأولى، مكوّنة مع عدد كبير من المدن والقرى الأثرية السورية  أهم المناطق المسيحية في الشرق.

 

 

وبحسب فيصل السليم، وهو باحث في مركز ألوان للدراسات، فإن منطقة شنشراح كانت مأوى للنازحين في عام 2014 حيث قام العديد من الأهالي بتجهيز بعض القصور الأثرية والسكن فيها، ولكن مع تصاعد القصف المدفعي من قبل ميليشيات أسد، أجبروا على ترك المنطقة. 

 

ويؤكد السليم لأورينت نت بالقول: "في عام 2017 شنت الطائرات الروسية حملة جوية عنيفة على قرى شنشراح و سرجيلا تزامنا مع قصف مدفعي مكثف على المنطقة، بحجة قصف الفصائل المتواجدة في مناطق ريف إدلب الجنوبي، وكانت سبباً في دمار بعض القصور والقبور الأثرية، ناهيك عن احتراق الاشجار الحراجية كاللوز والسنديان".

 

وحول المعارك التي دارت في القرى الأثرية يوضح السليم "كانت هذه القرى الأثرية ساحة قتال عنيف بين النظام والفصائل المقاتلة، حيث سيطرت ميليشيات النظام على شنشراح، وتمركزت المعارضة في قرية سرجيلا وأصبحت خطوطا للقتال بين الطرفين، وأصبح القصف المدفعي المتبادل وخصوصا من طرف النظام يزيد من دمار هذه القرى التي تشهد إبادة كاملة لهذه المعالم".

 

وتضم هذه القرى العديد من المباني الأثرية الدينية الجنائزية والسكنية، إلى جانب عدد من المعاصر ضمن مشاهد طبيعية جذابة، وفيها كنيسة كبيرة أقيمت في القرن الرابع الميلادي على أنقاض معبد وثني قديم، وفيها لوحات نصف بشرية وحيوانية عليها كتابات يونانية، وفي وسط المدينة أسواق تجارية، ودير كبير ومساكن للرهبان، ودارات ومبان فخمة ومنتزهات، ومسجد صغير من العصور الوسطى ومدافن وتوابيت بسقوف سنامية.

 

يقول الناشط الإعلامي محمد الضعيف لأورينت نت:" كانت منطقة شنشراح وسرجيلا وجهة للسياح الأوروبيين من كافة دول العالم، بالاضافة إلى كونها منتزهاً للمدنيين في المنطقة بريف إدلب الجنوبي، ولكن بعد عام 2012 بدأت القرى الأثرية تتعرض للدمار المنهجي من قبل ميليشيات الأسد والاحتلال الروسي". 

 

ويختم في حديثه" يجب أن يكون هناك تدخل دولي من قبل منظمة اليونيسكو لحماية هذه القرى والضغط على روسيا لسحب ميليشيات الأسد وذلك للحفاظ على ما تبقى منها، لأن استمرار بقاء النظام فيها، سيؤدي إلى دمارها بشكل كامل وإبادة جميع المعالم الأثرية فيها".

التعليقات (1)

    سوري

    ·منذ 3 سنوات شهرين
    التعليق بذيء وخالف قواعد النشر
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات