بعد تمويله من أمريكا.. إيران تقر بتأسيس "الحشد الشيعي" و"الباسيج" هي القدوة

بعد تمويله من أمريكا.. إيران تقر بتأسيس "الحشد الشيعي" و"الباسيج" هي القدوة
كشفت ميليشيا "الحرس الثوري" الإيرانية مجدداً أنها وراء تأسيس ميليشيات "الحشد الشيعي" الطائفية في العراق،  بعد اعتراف أمريكي بتمويلها وتحريكها سابقاً قبل إيقاف تمويلها، في وقت تزيد حدة الضغوط الأمريكية على إيران وأذرعها العسكرية في العراق وسوريا.

وقال نائب قائد ميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني محمد باقر ذو القدر لوكالة "تسنيم" الإيرانية، إن "العراق إحدى المناطق المهمة التابعة لأنشطة قوات فيلق القدس، وبعد ظهور تنظيم داعش استطعنا أن نؤسس قوات جديدة باسم الحشد الشعبي، على غرار تشكيلات قوات الباسيج".

كما أشار في معرض حديثه إلى تدخل ميليشيا "فيلق القدس" التابعة للحرس الثوري في سوريا واليمن لحماية الميليشيات المسيطرة هناك والموالية لإيران – ميليشيا أسد والحوثي- والتي أسفرت عن مقتل مئات آلاف المدنيين منذ التدخل الإيراني الطائفي في تلك البلدان.

ولم يكن تصريح إيران بتأسيس "الحشد الشعبي" الأول من نوعه إنما سبقه تصريحات من قبل مسؤولين، إذ اعترف قائد ميليشيا "فيلق القدس" الإيرانية السابق قاسم سليماني أن طهران هي المسؤولة عن تأسيسها.

تمويل أمريكي

وكان قرار أمريكي صدر في وقت سابق من مجلس الشيوخ (الكونغرس)،  يؤكد في ذات الوقت تمويلاً أمريكياً للميليشيا لخدمة مصالح البيت الأبيض في العراق رغم رفعها شعارات مناهضة لأمريكا وحلفائها.

وتضمن قانون الكونغرس الذي صوّت عليه أغلبية الأعضاء في مطلع شهر آب الماضي، إيقاف تمويل ميليشيات "الحشد الشيعي" الطائفية، ليعاد تصنيف تلك الميليشيات على قوائم الإرهاب الأمريكية، بما يؤكد تأسيس ودعم تلك الميليشيات برعاية أمريكية.

وفي هذا الصدد يقول الباحث بالشأن العراقي عبد القادر النايل في حوار سابق مع أورينت، إن الولايات المتحدة متورطة بدعم تلك الميليشيات الإرهابية، نافياً في الوقت ذاته مقاومة تلك الميليشيات للقوات الأمريكية خلال السنوات السابقة ووصفها بأنها "أكذوبة".

ويشير النايل إلى أن ميليشيا "بدر" الإيرانية في العراق كانت تتفاخر سابقاً بتحالفها مع القوات الأمريكية، معتبراً أن سبب التغاضي الأمريكي عن تلك الميليشيا "لاستخدامها كسلاح لتحقيق مصالحها ومعاركها في العراق"، بحسب قوله.

قوات رديفة وقانونية

بدوره يرى الخبير في الشؤون الأمريكية محمد عويس في حديث سابق لأورينت أن واشنطن أخطأت حين سلمت العراق لإيران وميليشياتها بعد دخولها العراق عام 2003، الأمر الذي فتح الباب أمام إيران لاستغلال ميليشيات "الحشد الشيعي" لمشروعها الطائفي في العراق.

ويقول عويس: إن "الجيش العراقي يتلقى تدريبه ودعمه من الأمريكيين، ما يؤكد تلقي ميليشيات الحشد الشيعي تمويلاً أمركياً باعتبارها قوات رديفة للجيش العراقي، الأمر الذي يثبت دعمها أمريكياً عكس ما تدّعي عبر تصريحاتها وشعاراتها، بحسب تعبيره.

ويشير المحلل أيضا إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدمت تلك الميليشيات لمحاربة تنظيم داعش، قائلا: "عندما قاموا بدمج ميليشيات الحشد الشيعي ومنظمة بدر داخل الجيش العراقي، أصبح دعم هذه العصابات الإرهابية قانونياً، لأن القانون يلزمهم أن يكونوا داخل الجيش العراقي".

ويجتمع المحللون العراقيون على أن دعم التحالف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة لميليشيات الحشد الشيعي الطائفي خلال المعارك ضد تنظيم داعش في الموصل وصلاح الدين في السنوات السابقة، يؤكد دعمها الأمريكي ويفند في الوقت ذاته زيف ادعائها.

خلافات الحلفاء

لكن تمادي خروج تلك الميليشيات عن مسارها المحدد واختلاف المصالح الإقليمية في العراق، غيّر المعادلة الأمريكية تجاه معظم الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، والتي أُدرجت على قوائم الإرهاب الأمريكية.

جاء ذلك عبر توصية لجنة الدارسات التابعة للحزب الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي بإدارج  ميليشيات إيران في العراق على قوائم الإرهاب وأبرزها منظمة "بدر" الإيرانية وزعيمها هادي العامري، إلى جانب بعض ميليشيات الحشد الشيعي مثل (كتائب الإمام علي، وسرايا الخراساني، وكتائب سيد الشهداء، ولواء أبوالفضل العباس، وحركة الأوفياء، وحركة جند الإسلام، وسرايا عاشوراء).

وزاد التصعيد الأمريكي تجاه إيران وميليشياتها منذ اغتيال قائد ميليشيا "فيلق القدس" قاسم سليماني ونائب قائد ميليشيا "الحشد الشيعي" بغارة أمريكية في العاصمة بغداد مطلع العام الحالي، لترد ميليشيات إيرانية باستهداف عين الأسد الأمريكية على الأراضي العراقية، الأمر الذي دفع واشنطن للتحرك بمسارات عديدة لمواجهة الخطر الإيراني، وفق التصريحات الأمريكية.

وتعتبر ميليشيات "الحشد الشيعي" الأذرع العسكرية الإيرانية المسيطرة على القوات العراقية والأداة الأكبر لتنفيذ مشروع خامنئي في العراق والبلاد المحيطة وخاصة سوريا، وباتت في الآونة الأخيرة تعاني من مناهضة الشعب العراقي لوجودها بعد المظاهرات الشعبية المطالبة بإبعاد القبضة الأمنية وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات