نستطلع في هذا التقرير أبزر وأهم الشائعات التي أثارت جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي وانعسكت على مجريات الأحداث السياسة وغيرها من الأوساط الشعبية والفنية، على الصعيدين السوري والعربي معا.
عودة العلاقات بين النظام والسعودية
أشيعت في بداية شهر شباط 2020 أخبار عن عودة العلاقات بين النظام السوري والمملكة العربية السعودية، ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة مع نشر صحيفة "الوطن" الموالية لنظام أسد تقريرا يتضمن توجيه دعوة خاصة لمندوب أسد في الأمم المتحدة بشار الجعفري لحضور حفل زفاف على شرف الوزير السعودي فهد المبارك، الأمر الذي نفاه بشكل قاطع المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي.
وقال المعلمي تعليقا على الخبر: “كانت هناك ندوة على مستوى الجمعية العامة في اليوم التالي حضرتها كل الدول وعشرات المندوبين الدائمين وفي نهاية الندوة دعونا الحاضرين إلى حفل استقبال أقيم على شرف الدكتور فهد المبارك لكي يتمكن المندوبون من التعرف عليه شخصيا”.
وتابع: “لم تكن هناك دعوة خاصة، أو دعوة على العشاء، أو دعوة في إطار خاص.. السفير الجعفري رأى أن يحضر هذا الاستقبال ورحبنا به مثل ما رحبنا بعشرات السفراء الآخرين”.
ترافق ذلك مع انتشار خبر حول إعادة افتتاح مكتب الخطوط الجوية السعودية في دمشق، وقال أحد المواقع التابعة للنظام إن "مكاتب الخطوط الجوية السعودية فتحت أبواب مكاتبها الواقعة في منطقة التجهيز في دمشق للمرة الأولى منذ إغلاقها إبان بدء الأزمة السورية"، مضيفا أن “من فتح الأبواب هم عمال التنظيف، فقد شوهد وجود بعض العاملين داخل المكاتب”.
فيما نفت مصادر من الطيران المدني السوري ووزارة النقل التابعة لحكومة أسد تلك الأخبار وقال مصدر من الطيران المدني السوري إن "الخطوط الجوية العربية السعودية لم تتقدم إلى المؤسسة العامة للطيران المدني، بطلب عبور جوي للأجواء السورية، أو طلبات تشغيل رحلات من أي شركة طيران سعودية حتى تاريخه.
كما أكدت المصادر التابعة للنظام أنه لا يوجد أي طلب قيد الدراسة يخص الخطوط السورية السعودية كما يشاع، وذلك بعد إغلاق استمر حوالي ثماني سنوات بعدما أوقفت السعودية رحلاتها إلى سوريا مطلع عام 2012.
بدائل لبشار أسد
روجت وسائل إعلام روسية وغربية معلومات حول تعيين اللواء علي مملوك بدلا من بشار أسد لرئاسة النظام السوري في 10 من نيسان 2020، وذلك مع زيادة الضغوط الدولية على النظام واقتراب تطبيق قانون قيصر الأمريكي، وتركزت التقارير الإعلامية حول رغبة الاحتلال الروسي بتعيين مملوك للحفاظ على هيكلية النظام والاستجابة للضغوط الدولية في نفس الوقت.
وبحسب مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي فإن تلك المعلومات جاءت خلال لقاء سري عقد في العاصمة موسكو لبحث مستقبل سوريا، ونتج عنه ترجيح فكرة تسلم مملوك رئاسة النظام بدلا عن بشار أسد.
وأشارت المعلومات الروسية حينها إلى ترؤس مملوك لمرحلة انتقالية شريطة إخراج الإيرانيين من سوريا، وذلك بدعم روسي واسع أبرزه الإفراج عن ثلاثة مليارات دولار محتجزة من أموال بشار أسد، ليتمكن مملوك من تسديد الديون الروسية، بحسب التسريبات.
رافق تلك التسريبات تغريدات للإعلامي الإسرائيلي أيدي كوهين، والتي تحدث من خلالها عن قرب رحيل بشار أسد عن السلطة وتسلم شخصيات أخرى للرئاسة، ليتضح فيما بعد أنها مجرد بوالين اختبار يحاول كوهين ترويجها لإغاظة أسد ونظامه.
انشقاق ٧٠٠ مقاتل موالٍ لتركيا في سوريا
ادعى المرصد السوري لحقوق الإنسان" في تقرير في 5 من شهر أيار الماضي، انشقاق عدة ألوية من فصيل "السلطان مراد" الموالي لتركيا بريف حلب، بجميع عناصرهم الذين بلغ عددهم 700 مقاتل، وذلك احتجاجا على نقل العديد من عناصر الفصائل السورية للقتال في ليبيا إلى جانب حكومة فائق السراج وتحت إشراف الجيش التركي، بحسب تعبيره.
وأشار تقرير المرصد إلى توسع الخلافات بين الفصائل في المنطقة والتي وصلت لانسحاب بعض الألوية التابعة لـ "السطان مراد" من جبهات القتال مع ميليشيا قسد في مناطق رأس العين بريف الحسكة.
لكن الوقائع والأحداث والمصادر المحلية والبيانات الرسمية الصادرة عن الفصيل أكدت زيف التقرير، ليتحول المرصد السوري لمصدر للشائعات الموجهة، لا سيما أن معظم الأخبار الواردة عنه تواجه نفيا رسميا وواقعيا وخاصة الأخبار المتعقلة بتركيا والفصائل التي تدعمها.
بشار أسد يزور مصابين لبنانيين في مشافي سوريا
ادعت حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي أن بشار أسد زار الجرحى اللبنانيين المصابين في انفجار بيروت في 4 من شهر آب 2020، في أحد المستشفيات بالعاصمة دمشق، إلى جانب فيديو يدعي وصول قافلة من الجرحى اللبنانيين للعلاج في سوريا.
لكن صحفيين ومختصين فندوا تلك الشائعة وأكدوا أن الصورة المتداولة لأسد متلقطة عام 2012 خلال زيارته لمستشفى عسكري في دمشق، وأن فيديو الجرحى اللبنانيين قديم ولا علاقة له بحادثة الانفجار، بحسب وكالة "فرانس برس" التي أكدت زيف الصورة والفيديو في ذلك الوقت.
وبلغ عدد ضحايا انفجار المرفأ في بيروت أكثر من 200 شخص بينهم نحو 45 لاجئا سوريا، إلى جانب مئات المصابين من الجنسيات اللبنانية والسورية.
ابنة بشار الاسد في تركيا
أثارت الأخبار التي أوردتها صحف تركية منها "صباح" و"اي خبر" في شهر23 من آب الماضي، أن زين ابنة بشار أسد زارت منطقة بودرون السياحية على السواحل التركية مع بعض أقاربها الذين حضروا لقضاء عطلة في إسطنبول وبعض المدن الأخرى، والتي أرفقت صورا تظهر زين (16 عاما) خلال الرحلة السياحية مع أقاربها على السواحل التركية.
وأشارت الصحف التركية حينها إلى أن مرافقة زين أسد أخفوا هوياتهم الحقيقية واستأجروا سيارات فاخرة خلال رحلتهم السياحية في منطقة بودروم.
لكن موقع "كلنا شركاء" السوري، نفى الخبر المتداول على الصحف التركية وقال إن الفتاة الواردة في الصور المتداولة تعود لابنة فلك أسد واللواء قصي أصلان، واللتان ظهرتا في صور متداولة مع صديقاتهن برحلة سياحية في مناطق بودرون ومرسين وتيسان التركية، مؤكدا أن التي ظهرت في الصور ليست زين أسد وإنما هي ابنة فلك أسد ابن عم بشار، وهي فتاة متزوجة من شخص لبناني.
بيل غيتس وراء جائحة كورونا!
ومع تزايد انتشار فيروس كورنا المستجد في أنحاء العالم، وإعلان منظمة الصحة العالمية أنه تحول إلى وباء عالمي، واجه الملياردير الأمريكي بيل غيتس وهو المؤسس المشارك لشركة "مايكروسوفت" العملاقة، اتهامات على شبكات التواصل الاجتماعي بالوقوف وراء جائحة كورونا (كوفيد19)، لتنتشر تلك الاتهامات بشكل واسع في معظم المواقع الأجنبية منتصف شهر أيلول الماضي.
وتركزت الشائعات حينها على صور مركبة ومزيفة ومقالات صحفية مغلوطة، واتهم المروجون بيل غيتس عبر مقطع فيديو مركب بأنه "يريد التخلص من 15 بالمئة من سكان الأرض"، تحت خداع "اللقاحات الخاصة بكورونا" في مؤسسته "بيل وميليندا غيتس".
ونفى بل غيتس تلك الاتهامات بشكل قاطع ووصفها بأنها "نظريات المؤامرة"، مستغربا ظهور اسمه في تلك الاتهامات وقال لموقع "جي إم إكس" الألماني: "هذه الأفكار المجنونة تنتشر بطريقة ما على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أسرع من الحقيقة".
كما رد على الاتهامات بقوله: "لقد قدّمت مؤسستنا مبالغ مالية أكثر من أي مجموعة أخرى لشراء اللقاحات بهدف إنقاذ الأرواح"، وأكد على ضرورة ألا تؤثر نظريات المؤامرة على أرواح الناس وتنفيرهم من اللقاح الذي يعد لمواجهة كورونا عبر شركته وقال حينها: "نحن في خضم وباء، ومن المهم أكثر من أي وقت مضى مواجهة الحقائق والحقيقة".
عودة النظام إلى الجامعة العربية
عادت شائعة عودة النظام السوري إلى مقاعد جامعة الدول العربية لتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في 5 من تشرين الأول، وذلك بعد تقارير إعلامية مفادها أن النظام سيعود لتمثيل سوريا في الجامعة قبل موعد الانتخابات الرئاسية في بلاده، وذلك بعد جملة تحركات عربية سعت لإعادة تأهيل النظام وتفعيل العلاقات الدولية معه.
لكن أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط حسم ذلك الجدل ونفى عودة النظام إلى مقاعد الجامعة، مشيرا إلى أن ذلك يحتاح إلى توافق بين الدول الأعضاء، وأن دولا تطالب بعودة النظام إلى الجامعة بينما هناك دول أكثر تأثيرا ترفض عودته لتمثيل سوريا.
وفاة عادل إمام
تصدرت شائعة وفاة الفنان المصري عادل إمام مواقع التواصل ومحركات البحث العربية منتصف شهر تشرين الثاني 2020، بعد انتشار خبر مفاده أن إمام توفي جراء أزمة قلبية حادة، بينما عزت صفحات أخرى أسباب وفاته بين الوفاة بفيروس كورونا وبين المعاناة مع مرض عضال.
فيما نفى الابن الأكبر للفنان عادل إمام المخرج رامي إمام شائعة وفاة أبيه وقال في معرض حديثه إن "الحديث عن وفاة عادل إمام شائعات سخيفة، وليست المرة الأولى التي تطلق مثل تلك الأقاويل".
كما أكد زيف تلك الشائعات نقيب الممثلين في مصر الفنان أشرف زكي واعتبر خبر وفاة عادل إمام "كذب"، فيما أشار مقربون من الفنان الملقب بـ "الزعيم" أن غيابه عن بعض الأعمال الفنية وخاصة الرمضانية كان بسبب الحذر من إصابته بفيروس كورونا، بحسب شقيقه عصام إمام.
وفاة دريد لحام
عادت شائعة وفاة الفنان السوري دريد لحام إلى واجهة الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مطلع شهر كانون الأول الحالي، عبر منشورات حملت نعوة جاء فيها "وفاة الممثل السوري القدير دريد محمد حسن اللحام أثناء عملية جراحيّة في القلب"، إضافة لمنشورات أخرى حملت أسباب مختلفة لوفاته.
عقب ذلك نفت ديمة دريد لحام شائعة وفاة والدها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقالت على قناة "الجديد" اللبنانية إنه "من المعيب استغلال أرواح وحياة الناس من أجل مكاسب عامة وعدم مراعاة وقع مثل هذه الأخبار على من تطاله وعائلته ومحبيه".
وأشارت ديمة إلى أن والدها لم يعد يكترث لهذه النوعية من الأخبار وأنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لشائعات الوفاة، ومؤكدة في الوقت ذاته أن دريد لحام بخير وبصحة جيدة أيضا.
التعليقات (0)