حصاد 2020 | 5 اغتيالات كبرى أثّرت على مجرى الأحداث في سوريا

حصاد 2020 | 5 اغتيالات كبرى أثّرت على مجرى الأحداث في سوريا
تواصل أورينت في الأيام الأخيرة من عام 2020 سلسلة تقاريرها النوعية عن حصاد العام، التي ستقدم فيه نظرة استعادية لكل مجريات وأحداث وتحولات العام الذي انقضى من وجهة نظر خاصة.

وفي تقرير اليوم نتناول الحديث عن قضية الاغتيالات التي جرت على الأراضي السورية بشكل عام ، وسيتم التركيز على تلك التي أحدثت علامات فارقة في مجرى الأحداث السورية على جميع المستويات السياسية والعسكرية الاجتماعية والاقتصادية.

يعتبر عام 2020 من أكثر الأعوام التي سجلت حوادث اغتيال في سوريا منذ انطلاق الثورة السورية منتصف آذار 2011، إذ رصدت أورينت وصفحات محلية ومكاتب توثيق ومنظمات حقوقية، مقتل أكثر من 1200 شخص بعمليات اغتيال، تم توثيق 880 عملية منها بشكل منهجي في مناطق مختلفة من سوريا.

ففي درعا وثق "مكتب توثيق الشهداء" 279 شخصا بين مدنيين وعسكريين، قتلوا بعمليات اغتيال منذ بدء العام الجاري وحتى ما قبل شهر واحد، في حين وثق مركز توثيق الانتهاكات مقتل 120 ضابطا لميليشيات أسد – عدا العناصر والشخصيات المدنية المتعاقدة كميليشيات مساندة- في ستة أشهر فقط.

كما وثقت صفحات محلية ومنظمات أهلية أكثر من 220 عملية اغتيال في مناطق سيطرت ميليشيا قسد خلال 2020، ولا توجد إحصاءات لكامل الاغتيالات في 2020 بمناطق سيطرة المعارضة، ولكن وثقت بعض التقارير منها مجموعة الرصد الاستراتيجي مقتل حوالي 270 مدنيا وعسكريا بعمليات الاغتيال بمناطق المعارضة في 6 أشهر فقط.

وستركز أورينت في ملف حصادها لهذا اليوم على أبرز الاغتيالات التي أحدثت علامة فارقة وأثرت بشكل واضح على مجرى الأحداث في سوريا لعام 2020، حتى لوكانت شخصياتها ليست سورية أو لم تتم عملية اغتيالها على الأراضي السورية.

وفي سياق ذلك رصدت أورينت (5) عمليات اغتيال كبرى ضد شخصيات كان لها دور واضح في الأحداث السورية، وأبرز تلك العمليات وأولها من حيث الترتيب الزماني أيضا، هي اغتيال قائد ميليشيا الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب ميليشيا الحشد الشيعي العراقي التابع لإيران أيضاً.

أولا- اغتيال سليماني: ضربة قاصمة للمشروع الإيراني في سوريا

في 3 كانون ثاني 2020 استهدفت غارات جوية أمريكية موكبا قرب مطار بغداد الدولي بالعراق ضم قائد ميليشيا فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب ميليشيا الحشد الشيعي العراقي المدعوم من إيران أيضا أبو مهدي المهندس، ما شكل صدمة لإيران وأذرعها في البلدان العربية، وعلى وجه الخصوص ميليشيات الحشد الشيعي العراقي، ونظام الأسد الذي استفاد كثيراً من "سليماني" وخططه في تهجير وإبادة مئات الآلاف من السوريين في مختلف المحافظات.

يعد "سليماني" الذي ولد في مدينة قم عام 1957 ونشأ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرق إيران، العقل المدبر في سوريا للعمليات العسكرية التي هدفت للتغيير الديموغرافي، بدءاً من مدينة حلب مروراً بحمص وريفها، وانتهاءً بأحياء الريف الدمشقي ودرعا ودير الزور.

فهو منذ عام 1998 يتولى قيادة ما يسمى فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي يمثل هيئة خاصة في الحرس الثوري الإيراني ويضطلع بمسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية.

وكشفت منظمة  "مجاهدي خلق" الإيرانية، المعارضة نهاية 2017. أن إيران عبر ذراعها فيلق القدس الذي كان يقوده سليماني قبل اغتياله جنّد في سوريا 70 ألف شخص، بينهم 20 ألفا من الميليشيات العراقية ومثلها من الأفغان، إلى جانب 7 آلاف من باكستان، ونحو عشرة آلاف مسلح من ميليشيات حزب الله، للقتال إلى جانب ميليشيا أسد ضد من ثار ضده من السوريين.

وبحسب المنظمة الإيراينة فإن إيران عبر سليماني أحكمت سيطرتها على سوريا وقرارها السياسي والعسكري بشكل شبه كامل بالتشارك مع الروس.

اقرأ أيضا:حصاد 2020| شخصيات أدبية وفنية سورية رحلت.. تعرفوا إلى سيرهم وقصص رحيلهم

وقالت المنظمة إن ميليشيات إيران التي أسسها سليماني تنتشر على  5 جبهات أساسية هي مقرات القيادة الإيرانية المركزية التي تتضمن ما يعرف بالمقر الزجاجي الواقع إلى جانب مطار دمشق، ويتم من خلاله توزيع القوات التي تنقل جواً إلى الجبهات السورية، كما يضم مقر القيادة ثكنة الشيباني غرب العاصمة، ويؤوي فيها لواء المغاوير من الفرقة 19 فجر شيراز، وميليشيات فاطميون وحزب الله

أما الجبهة الجنوبية فتشمل ريف دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء، وتضم ثكنة زينب ومقر اليرموك ومقر صواريخ سام واحد في إزرع، ترابط فيه الوحدة الصاروخية لفرقة المهدي شيراز، وقوات الجو التابعة لقوات الحرس.

وتشمل الجبهة الشرقية محافظات الحسكة ودير الزور والرقة والقامشلي، وأهم مقراتها مطار الشعيرات العسكري، ومطار تي 4 

وتضم الجبهة الشمالية قيادة عمليات حلب وثكنة مجنزرات بالقرب من الحدود التركية، ومدينة ماير التي تحولت لمقر عسكري تحت سيطرة الحرس الثوري، كذلك إلى جانب ألفي مسلح للحرس الثوري في جبهة الساحل.

وظهر سليماني أكثر من مرة في محافظة درعا ودير الزور وفي دمشق خلال قيادته للعمليات هناك ضد فصائل الجيش الحر، ولكن بدعوى التنسيق مع القوات الحكومية كما تدعي إيران لقتال تنظيم داعش.

وما يدلل على أهمية وتأثير مقتل سليماني هو حالة الحزن الكبيرة التي سادت على مقتله في محور ما يسمى "المقاومة والممانعة من إيران إلى لبنان مرورا بسوريا والعراق، حيث أقيمت له مراسم العزاء واللطم في جميع هذه الدول.

وفي المقابل تلقف جلّ السوريين خبر مقتل "سليماني"، بالترحيب الواسع، وتحديداً القاطنين في شمال سوريا، حيث بدؤوا على الفور بتوزيع الحلويات ابتهاجاً بالخبر، وفرحاً بالخلاص من أحد أكبر السفاحين.

وإلى جانب كل ما قام به "سليماني" في سوريا وميليشياته من قتل وتخريب، فقد لعب دورا بارزا في إقناع المحتل الروسي بالتدخل العسكري المباشر لمساندة بشار أسد ومنعه من السقوط، كما ذكرت وكالات روسية، حينئذ، وأكده أمس قائد ميليشيا حزب الله اللبناني حسن نصرالله.

وفي تقرير نشرته شبكة (بي بي سي) عقب مقتل سليماني أكدت أن الأخير هو من ساعد بشار أسد في تحويل مسار المعركة ضد قوات المعارضة واستعادة مدن وبلدات رئيسية.

ثانيا- اغتيال أدهم الكراد ورفاقه بدرعا

تعتبر عملية اغتيال القيادي السابق في الجيش الحر أدهم الكراد وخمسة من القياديين السابقين المرافقين له في 14/10/2020، واحدة من أكبر عمليات الاغتيال منذ سيطرة نظام أسد على درعا صيف 2018، بعملية تسوية رعاها الروس.

واغتيل الكراد ورفاقه أبو طه المحاميد، وثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية للتفاوض في درعا راتب الكراد ومحمد الدغيم أبو عبيدة وعدنان محمود المسالمة في مدينة الصنمين شمال درعا، وهم في طريق عودتهم من دمشق، من قبل مسلحين مجهولين استهدفوا سيارتهم، بالقنابل والأسلحة الرشاشة، ما أسفر عن مقتلهم جميعا.

ورغم عدم تبني اغتيال الكراد ورفاقه من أي جهة، إلا أن أصابع الاتهام اتجهت فور العملية إلى ميليشيا أسد والروس، خاصة وأن الكراد ورفاقه تحولوا إلى معارضين بارزين للنظام بعد التسوية.

فكان الكراد أحد أبرز الداعمين للمظاهرات والاحتجاجات الشعبية في مدينة درعا وريفها ضد ميليشيا أسد والتي هدأت عقب مقتله ورفاقه.

ففي 22 أيلول المنصرم هدد "الكراد" نظام أسد وميليشياته بالتصعيد عن طريق المظاهرات ضده، في حال عدم تنفيذ مطالب أهالي المدينة، الداعية إلى إخراج ميليشيا أسد والنقاط العسكرية من مدينة درعا، حسب اتفاق التسوية.

أحداث سبقت اغتيال "الكراد" ورفاقه

بعد "اتفاق التسوية" لم يتخل الكراد عن "شعاراته الثورية" التي كان يطلقها في أثناء سيطرة الفصائل، فهاجم وانتقد ميليشيا أسد مراراً كما هاجم ميليشيا "الفيلق الخامس" المدعوم من قبل روسيا جراء ممارساتهم ضد المدنيين من أهالي محافظة درعا وعدم تنفيذ بنود الاتفاق، ففي 6 تشرين الأول 2018، هاجم موسكو واتهمها  بأنها تماطل بوعودها في محافظة درعا، خاصة في ملف المعتقلين.

وقبيل حادثة اغتياله بأسابيع ظهر الكراد في فيديو مصور يهدد نظام أسد بإحياء المواجهات العسكرية للفصائل المعارضة في المدينة ضد ميليشيا أسد، كرد فعل على انتهاكات ارتكبتها ميليشيات عشائرية بحق المدنيين في درعا، مطالباً بإخراج اللجان والشبيحة من درعا البلد.

ولم يوجه الكراد انتقاده للنظام فحسب وإنما استهدف الروس في العديد من تصريحاته، سواء كانت عبر تسجيلات فيديو أو عبر حسابه في "فيسبوك"، حتى أنه عرف بمقولة شهيرة، وهي "تسقط موسكو ولا تسقط درعا".

وأعقب حادثة الاغتيال هدوءا نسبيا في المظاهرات التي استمرت لأكثر من شهرين متتاليين في درعا تطالب بإسقاط نظام أسد وإخراج ميلبيشياته الطائفية من المحافظة بشكل عام ومركز المدينة خصوصا.

 كما أعقب حادثة الاغتيال، إجهاض جهود أعضاء لجنة المصالحة المركزية التي كان الكراد ورفاقه أبرزهم في منع اقتحام ميليشيا أسد لعدد من البلدات والقرى بريف درعا الشرقي والغربي، ومنع الاعتقالات وتجنيد الشباب للتجنيد الإجباري في صفوف الميليشيات.

شخصية مثيرة للجدل

ويعد الكراد من أبرز قادة الجيش الحر الذين قاتلوا ضد ميليشيا أسد في المنطقة الجنوبية، حيث كان يقود سلاح المدفعية والصواريخ فيما كان يطلق عليه الجبهة الجنوبية، ومع ذلك وافق مع رفاقه في 2018، على توقيع مصالحة مع ميليشيا أسد وروسيا، وهو ما أثار الجدل والانقسام حول شخصيته، رغم أنه ورفاقه لم ينتسبوا إلى ميليشيات أسد كما فعل الكثير ممن وقعوا على اتفاق التسوية.

وعلى أثر ذلك وُجّهت للكراد التهم بالخيانة والعمالة التي فندها وأكد التزامه بالثورة ومبادئها، مؤكداً في أحد تسجيلاته عقب "اتفاق التسوية" أنه ليس بخائن قائلاً :"أنا قائد والقائد يمكن ينتصر ويمكن يستشهد أو يعتقل أو يستسلم لكن القائد لا يخون".

وبحسب نشطاء فإن الكراد ورفاقه كانوا عائدين يوم اغتيالهم من دمشق، حيث كانوا هناك للمطالبة بجثامين قتلى الجيش الحر الذين قضوا في معركة الكتيبة المهجورة في ريف درعا الأوسط قبل سنوات.

ثالثا : اغتيال مفتي نظام أسد بدمشق (عدنان الأفيوني) 

في 22 /10/  2020 قتل مفتي نظام أسد في العاصمة دمشق وريفها وعضو المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف عدنان الأفيوني بانفجار عبوة ناسفة في سيارته في مدينة قدسيا.

ولد الأفيوني في دمشق عام 1954، ودرس في المعهد الشرعي للدعوة والإرشاد، كما درس في كلية الدعوة الإسلامية بدمشق وتخرج منها، ورفض منصب الإفتاء في دمشق وريفها، واعتذر أكثر من مرة قبل أن يعود مطلع عام 2013 لاستلام مهامه.

اقرأ أيضا:حصاد 2020 | قرارات أثقلت كاهل اللاجئين السوريين في تركيا وأخرى خففت معاناتهم.. تعرف عليها كاملة!

الدور والتأثير 

يعرف عن الأفيوني بأنه عراب المصالحات (شيخ المصالحات) التي جرت بين فصائل المعارضة السورية وبين ميليشيا أسد في العديد من مناطق دمشق وريفها، إذ أدار مفاوضات داريا وعقب تهجير أهلها خطب بحضور بشار أسد خطبة العيد، كما قاد المفاوضات في الغوطة الشرقية وفي وادي بردى.

وتسلم الأفيوني مهامه من أسد في إدارة مركز "الشام الإسلامي الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف"، في العاصمة دمشق في 2019. 2020

ولعب الأفيوني دوراً في الضغط الديني والشعبي على فصائل المعارضة في مسقط رأسه قدسيا وبلدة الهامة المجاورة، واللتين كانتا تشكلان ركناً للمعارضة السورية في ذلك الوقت لقربهما من العاصمة ومن النقاط العسكرية الكبرى لميليشيا أسد.

وفي النهاية نجح المفتي بمهمة تنفيذ اتفاقات التسوية في بلدات الهامة وقدسيا، وبعدها ساهم في ملفات الزبداني والقلمون ووادي بردى، والتي انتهت جميعها بخروج المعارضة إلى الشمال السوري وعودة تلك المناطق لسيطرة ميليشيا أسد.

 وعقب اغتياله أثار الأفيوني موجة من الجدل في صفوف السوريين من الطرفين، بين من نعاه شهيدا وبين من اتهمه بمساندة أسد في القضاء على الثورة السورية وتهجير أهلها والتمجيد لـ "القاتل" في إشارة للنظام وميليشياته.

إشارات استفهام حول الاغتيال

تزامن مقتل الأفيوني مع إلغاء مجلس الشعب التابع لنظام أسد ما يعرف بـ "الهيئة العامة للمصالحة" في سوريا والمشكلة في عام 2018 وفق مرسوم تشريعي، حيث إن إلغاءها جاء بسبب "استنفاد دورها"، بحسب الرواية الرسمية.

واستفاد نظام أسد من "وزارة المصالحة"، قبل أن تتحول إلى هيئة، منذ عام 2012، بلعب دور الوساطة والحوار مع فصائل المعارضة، حتى الوصول إلى اتفاقيات تسوية أو عودة عناصر المعارضة إلى "حضن النظام" بمسمى "مصالحات.

وأثار مقتل الأفيوني الذي تشابهت عملية اغتياله، مع مقتل الدكتور محمد سعيد رمضان البوطني 2013، إشارات الاستفهام حول من الجهة التي تقف خلف مقتله، إذ لم تقم أي جهة بتبني العملية.

وسارع النّشطاء وشريحة من المحلّلين إلى اتّهام النّظام بقتل الأفيوني مؤكّدين أنّ النّظام قام بهذه العمليّة عقب انتهاء مهمّته التي تزامنت مع إلغاء هيئة المصالحات، لكن آخرين رأوا بأن اغتيال الأفيوني شكّلَ ضربةً قويةً للنّظام من جهة خسارته لإحدى الشخصيّات التي يعتمد عليها في ملفّات عدّة منها ملفّ محاربة "التطرف والإرهاب"، إضافة إلى أنّ حاجة النّظام له ما تزال مستمرّة وقائمةً له في التّرويض المجتمعي.

وتبقى عملية اغتيال الأفيوني مثيرة للجدل وإشارات الاستفهام كما البوطي، لكن أحدا لايختلف على دورهما الكبير والمحوري في خدمة النظام.

رابعا: اغتيال أبرز شيوخ "العكيدات" بدير الزور

في 02 آب 2020، أطلق مجهولون في بلدة الحوايج بريف دير الزور الشرقي النار على سيارة تقل شيخين من أبرز شيوخ  قبيلة العقيدات (أكبر العشائر العربية)، وهما الشيخ مطشر حمود الهفل، و إبراهيم خليل عبود الجدعان الهفل، ما أسفر عن مقتل الأول وإصابة الثاني بجروح.

وحمّلت القبيلة، حينئذ ميليشيا قسد التي تسيطر على المنطقة مسؤولية الاغتيال ، وقالت، "يجب أن تكون هناك وقفة لهذا العمل الجبان وجميع الأعمال في المنطقة".

ولم تعلّق "قسد" على الحادثة رسميا، كما لم تتبنَّ أي جهة العملية.

وأثارت عملية الاغتيال جدلا كبيرا استمر تأثيره لأشهر واستدعى تدخلا أمريكيا للتهدئة بين العشائر العربية وميليشيات قسد.

وشهدت مناطق ريف دير الزور عقب الاغتيال مظاهرات، خلفت قتلى وإصابات في صفوف قسد والعشائر، كما، طردت العشائر مجاميع من عدة قرى وبلدات.

وطالبت العشائر بتسليم المنطقة إدارة وقيادة لأبناء المنطقة العرب بعد ثبوت فشل ميليشيا قسد أمنيا وعسكريا واقتصاديا وضلوعها بعمليات الاغتيالات والفلتان الأمني، واستمرت المظاهرات والاحتجاجات ضد قسد حتى وقت قريب، واستدعى ذلك تدخل التحالف الدولي وأمريكا -التي أدانت الاغتيال بشكل رسمي-  لإجراء المصالحة وتخفيف الاحتقان بين قسد والمكون العربي بدير الزور.

انقسام

لايزال تأثير اغتيال الشيخ الهفل وبعض الشيوخ الآخرين يلقي بظلاله على المنطقة، ويبقي علاقة التوتر قائمة بين المكونين العربي والكردي ممثلا بميليشيا قسد والقابل للاشتعال بأي لحظة.

وحدث انقسام واضح بين صفوف المكون العربي في دير الزور، حول الجهة التي تقف وراء الاغتيال، فالبعض ذهب إلى أن إيران وميليشيا أسد هي من تقف وراء اغتيال الشيخ الهفل وغيره في المنطقة لإثارة العنصرية والاقتتال بين المكون العربي والكردي في مناطق شرق الفرات التي تسيطر عليها قسد (تشكل ميليشيا الوحدات الكردية عمودها الفقري).

و فريق آخر وجه أصابع الاتهام لميليشيا قسد، لأن الشيخ الهفل لايرضى بالانتهاكات التي تقوم بها ميليشيا قسد في المناطق العربية، ويُحرض على التظاهر ضدهم، بسبب سياسيات التجنيد والإفقار والتمييز العنصري.

خامسا: اغتيال أبو النووي الإيراني (محسن فخري زاده)

ومن أبرز الاغتيالات التي كان لها تأثير على الأحداث في سوريا 2020، هو اغتيال ما يعرف بأبو الملف النووي الإيراني محسن فخري زاده قرب العاصمة طهران بانفجار استهدف سيارته في 27/11/2020، واتهمت إيران أمريكا وإسرائيل غير  أن أيا من الجهتين لم يتبنّ التفجير بشكل رسمي، إلا أن إسرائيل تبنت العملية إعلاميا.

ويعتبر زاده وقاسم سليماني بحسب مجلة فوبرس من أبرز مهندسي مشروع التوسع الإيراني في سوريا والمنطقة العربية.

وفخري زاده هو رئيس مركز الأبحاث العلمية في وزارة الدفاع الإيرانية، والمسؤول البارز في الحرس الثوري، ويعرف بأنه من علماء الصف الأول في المجال النووي في بلاده، ويصفه دبلوماسيون بأنه "أبو القنبلة الإيرانية". ووصفه المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه كان عالما نوويا بارزا ومتخصصا هاما في الصناعات الدفاعية للبلاد.

- اغتيالات أخرى

 وفي عمليات اغتيال بارزة لكن أقل أهمية، تحدثت صفحات محلية عن تعرض العميد الركن  في ميليشيا أسد أكرم معلا قائد اللواء (65) دبابات في الفرقة الثالثة، للاغتيال بعد أن نعته صفحات موالية في 10/12/2020، دون الإشارة إلى أسباب مقتلة،  وأشارت أصابع الاتهام  إلى أن نظام أسد يقف خلف اغتياله، وذلك للتخلص منه كونه ممن وردت ضده تقارير دولية بارتكاب جرائم حرب في حماة وحمص، وما عزز هذا الاتهام هو مصرع مايزيد عن 15 من ضباط ميليشيا أسد المتهمين بجرائم حرب خلال الأشهر الماضية بظروف غامضة.

كما شهد عام 2020، اغتيال كل من الشيخين علي الويس أحد شيوخ قبيلة البقارة، وسليمان الحمادة المتحدث الرسمي لقبيلة العقيدات بمناطق سيطرة قسد شرق دير الزور بتوقيت متزامن مع اغتيال الشيخ الهفل.

وتشترك جميع عمليات الاغتيال التي تم ذكرها- عدا عملية مقتل سليماني وزاده-  بعدم تبنيها من قبل أي جهة، ونسبها لمجهولين، مايعزز وقوف ميليشيات أسد وإيران وراءها أو وراء معظمها ، فهي معروفة بهذا الأسلوب قديما وحديثا.

التعليقات (1)

    الحوراني

    ·منذ 3 سنوات 4 أشهر
    ان الذين تباكو من الشعب الفلسطينيعلى مقتل المجرم الحاقد سليماني هم المنافقون الخوارج كل من ايد سليماني هو حاقد على شعب سوريا الشرفاءوما حل بهم
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات